لماذا وإلى أين ؟

أيها المغاربة لا تستهتروا بهذا الفيروس القاتل الذي يتربص بنا

للأسف لم ينضبط مواطنون للتدابير الجديدة المتخذة لمواجهة خطر فيروس كورونا الذي يتربص بأي واحد منا، وبدوا أكثر فوضوية واستهتارا غير آبهين لما يقع حولهم، كما تظهر مقاطع فيديو، إذ تهافتوا بالعشرات على المقاطعات والبلديات صباح أمس الجمعة، ليس لغرض إداري بل لأنهم أرادوا أن يتسلموا رخص السماح بالتنقل بعد فرض حالة الطوارئ الصحية، في الوقت الذي أهابت وزارة الداخلية إلى علم المواطنين والمواطنات بالتزامهم “الحجر الصحي” داخل منازلهم والتقيد بالإجراءات التي تفرضها هذه الحالة المعلنة.

فهل كانوا جميعا في حاجة إلى تلك الشهادة؟ هل يشتغلون جميعا ويريدون ما يثبت تنقلهم؟ أم إن أعوان السلطة رفضوا الذهاب إلى منازلهم؟

قطعا لا، إنهم ألفوا ذلك الفضول الزائد المؤدي إلى الفوضى، واستهتروا بحجم التحدي الذي يواجهه المغرب، ولم يأبهوا إلى الخطر المحذق بهم وبأسرهم التي سيعودون إليها في منازلهم.. وتحدوا مجهودات السلطات التي استنفرت لتتحدى حالة الاستثناء هذه، والعالم أشاد بالإجراءات والتدابير التي اتخذتها بلادنا لحد الآن.

لكن أن يصل الأمر بآخرين إلى بيع وشراء هذه الشواهد الاستثنائية، فتلك طامة أخرى تنضاف إلى أولئك الذين يروجون لأخبار زائفة لغرض التهويل وإثارة الفزع، والذي تحركت النيابة العامة لتقف في وجههم بتحريك المتابعات ضدهم، إذ شهدت عمالة إنزكان أيت ملول وإقليم مديونة قيام أشخاص بطبع واستنساخ أعداد من “شهادة التنقل الاستثنائية” وبيعها بمقابل مادي للمواطنين.

والأكثر من هذا، أنهم استطاعوا استقطاب مواطنين بأعداد كبيرة في محلاتهم.

هذه الفوضى التي شهدتها بعض المناطق، لم يتسبب فيها المواطن وحده، إذ قوّض أعوان السلطة مجهودات الدولة، بعدنا لجأ عون في حي شعبي بمراكش إلى فتح “دكان” لتوزيع تلك الوثيقة على المواطنين وهو ما أدى إلى تشكيل تجمع حوله.

وفي فيديو متداول على نطاق واسع، من مدينة فاس، يظهر كيف أن فئة تجهل خطر ما تقوم به، إذ تجمهر العشرات من السكان، والأخطر أن منهم أطفال ونساء وشباب، أمام مقر المقاطعات الإدارية بغرض الحصول على الشهادة التي أصدرتها وزارة الداخلية كرخصة للتنقل الاضطراري، دون أن ينتظروا قدوم أعوان السلطة كما أخبرتهم بذلك الوزارة من قبل. وفي غمرة هذه الفوضى فجأة نثر عون سلطة تلك الشواهد في السماء ليشرع مواطنون، جلهم أطفال ونساء، في جمعها وسط دفع وتدافع كما لو أنهم يجمعون أوراقا نقذية!

أما فئة أخرى فقد أبت إلا أن ترى الشوارع والأزقة وهي خالية بعد إعلان حالة الطوارئ ! فامتلأت، بينما آخرون أخرجهم فضولهم للتلصص على مدرعات الجيش وهي تمشي في الشوارع… فوجد رجال السلطة بكل رتبهم أنفسهم يقومون بمجهود مضاعف، مع بداية الساعة السادسة، لإقناع هذه “المخلوقات” بضرورة ولوج منازلها وأنه لا مبرر لبقائها خارجها خصوصا بعد إعلان حالة الطوارئ.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x