2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بنزاكور: كورونا أعاد الاعتبار لمفهوم “الأسرة” بعدما أهملناه تماما

يرى محسن بنزاكور، متخصص في علم النفس الاجتماعي، أن سلوكات المغاربة أصابها ارتباك بسبب حالة الطوارئ المعلنة، لأنها تستدعي أخذ مسافة زمنية قبل التأقلم معها.
وشدد على أن الوضع الراهن أعاد دور العائلة والأسرة إلى الواجهة، ووجب استغلاله لإعادة الاعتبار لمفهوم الأبوة والأخوة والأمومة.
كيف ترون تعامل المغاربة مع حالة الطوارئ؟
من الناحية النفسية نحن أمام ما نسميه “التغيير”، أي نكون أمام سلوكات متعددة، إذ يقع هناك نوع من التحفظ يجعلنا نأخذ مسافة زمنية لنتأقلم مع واقعنا، وهو ما يخلق صعوبات ورفضا، والمغاربة مروا من هذه المرحلة حينما كانوا يسخرون من كورونا قبل أن يكتشفوا أنهم في صلبها، والحكومة أيضا مرت من هذه المرحلة حين كانت تقول إن الأمور عادية، قبل أن نصل إلى مرحلة الحجر الصحي بوجود الجهاز العسكري والأمني.
هناك فئة كبير في المجتمع تكيفت مع هذا الحجر الصحي، في مقابل فئة شكلت نشازا، ورأينا كيف خرج مواطنون من المنازل لتكذيب وجود الفيروس، وهناك من لجأ إلى ترجمة خوفه بالخروج لترديد آيات قرآنية والتهليل من الأسطح وهي طريقة لا علاقة لها بالدين، في حين أن الامر يستدعي المكوث في المنازل. كما أن هناك أيضا فئة تستهتر بما يقع بنوع من اللامسؤولية.
والذين لا يمتثلون ليست لهم القدرة على استشراف المستقبل وخطورته، رغم أننا وصلنا إلى حالات كثيرة، فإنهم يعتقدون أنهم غير معنيين حتى يُصابوا، وهذا النموذج من الناس في العالم كله.
لكن هناك من يرى أن الأمر لا يدعي للطمأنينة.
إن مستقبلنا بين أيدينا، خصوصا أن الدولة حددت تاريخا لإنهاء حالة الطوارئ الصحية، في 20 أبريل المقبل، وهذا ينعكس نفسيا على المغاربة ويمنحهم نوعا من الاطمئنان، حيث تجاوزا مرحلة التساؤل المعلق حول إلى متى هذا سيتسمر؟ الآن يعرفون وبالتالي هناك أمل قائم بانتهاء ما يعيشونه إلى ذلك التاريخ.
يجب أن نتحلى بمستوى من الرزانة والاطمئنان النفسي، وأقول للخائفين انظروا إلى إيطاليا وإسبانيا المتوفرة على الإمكانيات، فخطورة هذا الوباء هو في سرعة الانتشار.
للأسف كثيرون يرون أنفسهم غير قادرين على المكوث في منازلهم رغم خطر الخروج.
ما يجب أن يفهمه المغاربة أنهم ليسوا مسجونين في منازلهم، نحن نعيش في منازلنا لكي نحمي أنفسنا، الدار ليست سجنا، هملناها منذ مدة وحان الوقت لنعيد لها الاعتبار ونفهم معنى الأبوة والأمومة والأخوة والتكافل الأسري، كما أن الوضع الحالي ليس كما كان، فالكل لديه إنترنت وتلفزة وكل ما سيمكنه من البقاء في منزله واستغلاله بقائه فيها لتعلم اللغات والمعرفة.لا نريد أن نصل إلى مرحلة إدخال كل مخالف إلى السجن حيث سيكون الأمر أكثر صعوبة، وخطاب التعقل لا يمكن أن يكون وحده.
كورونا اعاد لنا التربية الاسرية والاسلامية.
وفضح الواقع للعرب الفقر والاستغلال والاحتقار لما تجد دول اغنياءها مرتبين في الهالم والمواطنين يبحتون عن 30 و50 درهم في اليوم ليعيش بها اين هي المسؤولية