2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الصحراء المغربية والأوهام الجزائرية

كلما حل شهر أبريل، إلا وبدأ الترويج لأوهام الكذبة الجزائرية المسماة بـ3الجمهورية الصحراوية”، الكذبة التي أصبحت تهدد الوحدة الترابية المغربية بعد أن صدقها البعض لأنه وجد فيها آلية للي ذراع المغرب وابتزازه سياسيا، وتبناها البعض الآخر طمعا في السلطة والمال، وفي حقيقة الأمر فإن الجزائر ورثت هذه الكذبة عن القوى الاستعمارية صاحبة مشروع تقسيم المغرب ما بعد الاستقلال الذي تم إفشاله سنة 1975. إلا أنه في هذه السنة، فدفع الجزائر لجبهة البوليساريو الانفصالية إلى نقل الصراع المفتعل من أروقة الدبلوماسية إلى الأرض، تحكمت فيه خلفيات جديدة إلى جانب الخلفيات التاريخية المتمثلة أساسا في إلهاء المغرب في هذا النزاع لصده عن مطالبته باسترجاع منطقتي بشار وتندوف، اللتين ضمتهما فرنسا، في مطلع الخمسينات، لصالح مقاطعتها في شمال إفريقيا (الجزائر) كما وصفتها المرشحة الرئاسية، مارين لوبان.
إن الأسباب الحقيقة التي جعلت البوليساريو ومن ورائها جنيرالات الجزائر تقدم على استفزاز المغرب بانتهاك أراضيه على الشريط الحدودي مع الجزائر تتمثل في التالي:
1/ عرقلة مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجري الذي يرتقب أن يزود أوروبا بهذه المادة الحيوية، عبر فصل المغرب عن عمقه الإفريقي ببسط الانفصاليين لنفودهم على الحدود المغربية الموريتانية، وذلك لأن الجزائر التي يقوم اقتصادها على عائدات الغاز الطبيعي ترى في هذا المشروع مهددا لإقتصادها، ومنافسا لها. وهنا يمكن فهم تحركات البوليساريو في الكركرات التي حاولت عرقلة الحركة التجارية بين المغرب وإفريقيا، أي أنها كانت فقط لجس النبض وتمهيدا لمحاولة بسط السيطرة على الشريط الحدودي.
2/ محاولة للحد من اكتساح الدبلوماسية الاقتصادية التي اعتمدها المغرب إثر عودته للاتحاد الإفريقي، والتي كان من أبرز نتائجها سحب عدد من الدول الإفريقية لاعترافها بالبوليساريو، وخلق علاقات جديدة مع دول معروفة بالعداء للوحدة الترابية الوطنية (جنوب إفريقيا، كوبا) ينتظر في المدى المتوسط أن تغير موقفها من الحركة الانفصالية، الأمر الذي سيؤدي لا محالة إلى خفض تمثيلية البوليساريو بأجهزة المؤسسات القارية والدولية، وبالتالي دخولها في عزلة.
3/ السعي إلى افتعال حرب ضد المغرب بالوكالة، للتخفيف من الاحتقان الاجتماعي والتدهور الاقتصادي الذي تعاني منه الجزائر بعد تراجع سعر الطاقة الأحفورية دوليا، وما الإضراب الذي خاضته 15 نقابة جزائرية في عدد من القطاعات الحيوية إلا مؤشر على هذه الأزمة، أضف إلى ذلك عجز جنيرالات الجزائر عن إيجاد وريث لبوتفليقة، يتوفر على الشرعية التاريخية المرتبطة بجبهة التحرير الجزائرية التي استعبدت الشعب الجزائري وسلبته سيادته باسم الاستقرار والاستقلال، وما سينتج عنه من انهيار للنظام العسكري.
إن القول بأن الصراع المفتعل بالصحراء المغربية، هو صراع أساسا بين المغرب وجنيرالات قصر المرداية، ليس هروبا للأمام أو تحوير للنقاش، لأن هؤلاء الذين استعملتهم فرنسا في حرب الرمال الأولى لتمرير مشروع فصل موريتانيا عن المغرب، وضمان استمرار اقتطاع تندوف وبشار عن التراب الوطني، حاولوا عبر استغلال ملف الصحراء، أن يشفوا غليل أحقادهم الذاتية، وتنكر بعضهم لأصوله المغربية، فمثلا بوتفليقة الرئيس المشلوش والمحتجز، لازال يحمل فشله الدراسي وعدم حصوله على شهادة البكالوريا بالمغرب الذي وفر له مقعدا دراسيا قبل ذهابه للجزائر، وربما لا زال يعلق عجزه عن الزواج بعد أن رفضته ممرضة مغربية بإحدى مستوصفات وجدة، والتي أسرت قلب بوتفليقة. ناهيك عن رئيس الوزراء أحمد أويحيى المغربي الأصل الذي تنكر لأصله حتى يرضى عنه جنيرالات الجزائر.
المغاربة يؤمنون بعدالة قضيتهم، وسوف يقدمون الدماء من أجل وحدة ترابهم، لكن على الأشقاء الجزائريين أن يدركوا أن المغرب الذي فتح جنوده الأندلس، والذي كان سدا ضد امتداد الإمبراطورية العثمانية التي كانت الشمس لا تغيب عنها، والذي امتدت أراضيه من البحر الأبيض المتوسط إلى نهر السنغال، قادر على أن يصون مجده ويحمي مصالحه ويفشل مخططات الأعداء، بتضحيات أبنائه الذين روت دمائهم الزكية التراب الجزائري دفاعا عن إخوانهم من تسلط الاستعمار الفرنسي قبل وبعد خضوعه للاحتلال بدوره.