محلل نفساني يُشرٍِِّح أسباب خلق “ثقافة البوز”

تعد ثقافة البوز، التي أصبحت تطغى على المشهد الإعلامي المغربي، هي المحرك الأساسي للرأي العام المغربي، لكن ذلك أثار نقاشا كبيرا في الآونة الأخيرة خصوصا بعد ظهور بعض النجوم الذين أصبحوا حديث الداني والقاصي في وقت قياسي، في حين يصبح النقاش في القضايا الجوهرية للمجتمع المغربي يؤطر بشكل سطحي وغير مجدي، ولعل صاحب أغنية “حتى لقيت اللي تبغيني” خير مثال على ذلك، وهو الذي أصبحت أغنيته يدندن بها لسان كل شاب مغربي عبر ربوع المملكة.

وتعليقا منه على هذه الظاهرة يقول الدكتور والمحلل النفساني والاجتماعي، محسن بنزاكور، في تصريح لـ”آشكاين” عن هذه الظاهرة، “أن جل الشخصيات العمومية في الدول المتقدمة تعتمد عليها خصوصا مع وسائط التواصل الاجتماعي، فهم يخاطبون العواطف من أجل التأثير المباشر في الأشخاص والإعراض عن الأشياء الأخرى، ذات أهمية كبرى لا تتمثل إلا من خلال مخاطبة العقل”.

وعن التمثلات التي تكوِّن هذه الظاهرة يقول ذات الخبير، إن ” هذه الظاهرة تسمى في علم النفس بـ”التمويه”؛ ومعناه أنه يمكننا أن نسير الناس بدون أن يحتجوا او ينتفضوا، عن طريق التأثير فيهم بالعواطف، وبالتالي تكون استجاباتهم مباشرة، خصوصا في المجتمعات الاستهلاكية، والمغرب هو جزء من هذه المجتمعات، وبالتالي فإن هذه القاعدة هي نفسها تنطبق على  هذه الاغنية التي أصبح يدندن بها الكل، بالإظافة إلى أشخاص وظواهر وأخبار زائفة اشتهرت في وقت سابق، ولم تعد موجودة الآن”.

وبخصوص تحول هذا البوز إلى عناوين إشهارية لكبريات العلامات التجارية كما حدث مع هذه الأغنية بالضبط، يوضح بنزاكور، أن “مخاطبة العواطف عن طريق الموسيقى يصبح السلوك البشري متحكما فيه حتى ولو استجاب سلبيا، أي أن هذه الظاهر تؤثر في استهلاك المواطن المغربي، سواء استهلاكا سياسيا أو ثقافيا أو اجتماعيا، وحتى اقتصاديا، من خلال سلوك الشراء، وهنا تدخل العلامات التجارية والبيع والشراء”، حسب ما ذهب إليه المحلل الاجتماعي.