2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

القصر الكبير/عمر الحدي
لا حديث في الأوساط القصرية سوى عن إغراق المدينة بعشرات المشردين والمختلين عقليا ، إذ عمدت حافلات للنقل الوطني خلال الأيام الماضية على إفراغ دفعات من الحالات الاجتماعية سالفة الذكر، نواحي المدينة
وأتارت الواقعة فزا لدى الساكنة وفجر نقاشا واسعا من طرف الفعاليات المنتخبة والجمعوية والنقابية والسياسية بالمدينة، التي عبرت عن غضبها الشديد من الاستهداف المتعمد لمدينة القصر الكبير عن طريق إفراغ أفواج من هذه الفئات الاجتماعية،
واستنكر مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي هذا التصرف ، في حين ناشد كاتب المجلس الجماعي رشيد الصبار في تدوينة على حائطه بالفايسبوك كل من يهمه الأمر من رئيس المجلس الجماعي وبرلمانيي الإقليم وعامل عمالة العرائش إلى جانب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالقصر الكبير ، بفتح تحقيق و تحريك مسطرة كل واحد من موقعه من أجل الأمن الصحي للساكنة و تحميل المسؤولية لكل من سمح وتهاون و ساعد و شارك في إغراق المدينة بمجموعة من المتشردين و المرضى النفسانيين الليلة ما قبل البارحة .
وأضاف الصبار ، نحن في دولة المؤسسات و دولة المسؤوليات و الحقوق و الواجبات ، أظن أن مداخل المدينة محروسة و مطوقة و معزولة بقرار عاملي ، بمعنى الداخل و الخارج معروف و مسجل …!
وأضحت مدينة القصر الكبير وعلى غير عادتها حيث تحولت فضاءاتها العمومية وشوارعها المضيئة، إلى موطن للعديد من الأشخاص في وضعية مرضية نفسية جد متقدمة يتنقلون في كل الإتجاهات غير مدركين بالمخاطر التي تنتظرهم أو التي قد يتسببون فيها للمواطنين الراجلين منهم أو الراكبين ،اذ أصبحت هذه الفئة التي في وضعية مرضية حادة تؤثث أبواب المؤسسات العمومية والمقاهي وبعض منازل المواطنين التي تتخذها كأمكنة مفضلة لديهم لقضاء لياليهم الحالكة في مشهد اجتماعي درامي يسائل كل المسؤولين ولاسيما الوزارات المعنية .
خصوصا وأن الأمر يتعلق بمواطنين مغاربة خصهم الدستور المغربي في سمو درجات قوانينه بمجموعة من الحقوق في إطار رعاية اجتماعية لانتشالهم من هذه المأساة الاجتماعية التي تؤرق ساكنة المدينة بكل فئاتها العمرية ، مع العلم أن معظم هؤلاء المرضى في وضع يهدد معه سلامة المواطنين الذين يطالبون من الجهات المسؤولة إداريا بمعالجة هذه الظاهرة والعمل بشكل كبير على إنهاء سياسة تصدير المشردين عبر حافلات النقل للتخلص منهم بشتى الوسائل والتفكير في سياسة بديلة لايوائهم داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية والاهتمام بالمرضى النفسانيين داخل مصحات الأمراض العقلية في أفق إعادة تأهيلهم داخل منظومة التنمية البشرية بكل أبعادها خصوصا وأن المغرب ولاسيما مدنه التاريخية أصبحت وجهة سياحية مفضلة لكل دول العالم.