لماذا وإلى أين ؟

حزب الاستقلال ما بعد المؤثمر17 ….إلى أين”

يعيش حزب الاستقلال منذ مؤتمره 17 على واقع مربك و ضبابية كبيرة، مراده إلى الصراع المحموم الذي شهده سباق الأمانة العامة، و ما صاحب ذلك من تشنجات و اصطفافات، قصم ظهر الحزب الأول بالمشهد السياسي بالمغرب.

آلت الأمانة العامة للحزب نزار بركة لكنها مرحلة امتدت صراعاتها إلى ما بعد المؤتمر، و هو ما يضعف الحزب على مستويات عدة، ويضعه في موضع أشبه ما يكون بوجود الحزب بين مطرقة الصراع الداخلي و سندان التموقع الخارجي.

امتداد صراع الأمانة إلى مستويات أخرى داخل الحزب،سواء المحلية أو المنظمات الموازية، يستنزف طاقة الحزب في مهمة الإطفائي، و التي يمارسها الأمين العام بحذر لعلمه حد اليقين بالحقل المركب و المفخخ الذي يمر به الحزب.

حزب الاستقلال بتعبير أدق، تستنزف قواه في إدارة الخلافات الداخلية، و هو الحزب الذي تجاوز أسوء المراحل، كتلك التي شهدها سنوات بعد الاستقلال، و لكنه الْيَوْمَ أشبه ما يكون في وضع مماثل لذالك.

هذا الوضع الداخلي المأزوم، صرف حزب الاستقلال عن القيام بدوره الريادي داخل المشهد الحزبي، و السياسي، و هو المشهد الذي يعرف حراكا على أشده بين أطياف متعددة. كما ضيع على الحزب ممارسة دوره داخل المعارضة، التي تعيش على وقع التشرذم بحيث أصبحنا إزاء أحزاب من داخل الأغلبية تتقمص دور المعارضة في مناسبات عدة لملئ الفراغ الذي خلقه غياب حزب الاستقلال، إذا ما سلمنا بان حزب الأصالة و المعاصرة، لم يخلق للمعارضة و إنما لأمور يعرفها القاصي و الداني، و كذالك فدرالية اليسار، التي لا يسمح لها موقعها السياسي داخل الخريطة السياسية، بتحريك مياه المعارضة السياسة الراكدة.

و إذا ما نظرنا إلى الدور الذي من الممكن أن يحتله حزب الاستقلال داخل المشهد السياسي برمته، إذا استطاعت قيادته أن تتجاوز “أزمة المؤتمر 17″، ويتم طَي هته الصفحة الرمادية من تاريخ الحزب الذي يعتبر ضمير الأمة و صِمَام أمان في المشهد السياسي، في اتجاه الانخراط الإيجابي و الفعّال في تطوير الأنموذج التنموي للبلاد، و إدماج كل الطاقات الاستقلالية الفاعلة و المؤمنة بفكرة الوحدة و التعادلية و الانتصار للوطن و الحزب، خصوصا و نحن ندرك بما لا يدع مجالا للشك أن النخبة الاستقلالية أكثر الماما بالواقع الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي لما راكمه هذا الحزب في تدبير الشأن الوطني و المحلي الذي نعتبره رأسمال، الوطن في أمس الحاجة به الْيَوْمَ .

إن غياب حزب الاستقلال في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد السياسي سيسجله التاريخ على مناضلي الحزب و قيادته، غياب تحكمه الأنانية الفردية و بعض الأحيان الجماعية، تدخلنا في دوامة صراعات التموقع الجيد من جهة و من جهة أخرى الهدم لإفشال التجربة، هذا ما يضيع على الحزب الزمن السياسي الذي هو بحاجة إليه من اجل النهوض به ليكون في مقدمة المشهد، و نتائج هذا ستحسب للعام و الخاص أن حزب علال الفاسي صار حزبا عاديا، و قد تجاوزه التاريخ السياسي، و لم يعد قادرًا على لعب دوره الطلائعي داخل النسق الحزبي و السياسي للبلاد، الأمر الذي لا يقبله عاقل و لا يتحمله مخلص، و هو ما يستوجب علينا أن نتجاوز الأمراض التنظيمية التي تشغلنا عن هدفنا الأسمى، و ها نحن على بعد أيام من انعقاد الدورة الأولى للمجلس الوطني و أمامنا تحديات لعل أبرزها انتخاب رئيس المجلس الوطني الذي أكاد أراه يشبه إلى حد التطابق ما شهده المؤتمر 17، فهل سينتصر الاستقلاليون لحزبهم، أم سينتصرون عليه؟

 إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x