2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أوضح سعيد بعزيز، عضو لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، أن القراءات التي فسّرت مصادقة البرلمانيين على المادة 247، مجانبة للصواب تماما، ولا تعني أن الشركات التي ساهمت في صندوق تدبير أزمة كورونا ستسترجع أموالها، شارحا أن كل ما في الأمر هو احتسابها ضمن تكاليف الخصم من الضريبة، بعد التعديلات التي لحقت الصيغة الأولى.
وشرح عضو الفريق الإشتراكي بمجلس النواب ، في هذا الحوار مع آشكاين، أنه في سياق تقديم التعديلات، وضعت الفرق والمجموعة 75 تعديلا لدى لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، من بينها نسخ التعديل المرتبط بالتكاليف القابلة للخصم، من أجل جعل جميع المساهمين في وضعية متساوية، ولكونها تطوعية، ولعدم افساد التعبئة الوطنية والطابع الإنساني للعملية برمتها.
باعتباركم عضوا في لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، كيف جاء التصويت على المحور المرتبط بالمادة 247 المكررة التي أثارت الجدل بين قائل إنها أعادت تبرعات صندوق كورونا إلى الشركات وقائل إنها تشجع على التبرع؟
الأمر لا يعني، كما يعتقد بعض المتتبعين، إرجاع المبالغ المساهم بها من طرف الشركات في الصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا – كوفيد 19 لهذه الشركات، بل فقط احتسابها ضمن تكاليف الخصم من الضريبة، فقد تضمن المشروع في صيغته الأولى المحالة على مجلس النواب من طرف الحكومة، الصيغة الآتية:
مشروع قانون المالية المعدل صوت عليه بموافقة 74 نائبا ومعارضة 43 نائبا وبدون أي امتناع وليس معارضا واحدا وفق ما يروجه العديد
ما قراءتك لحيثييات وسياقات المصادقة على مشروع قانون المالية المعدل والحديث عن تقليص ميزانيات بعض القطاعات؟
أشير بداية أنه جاء في سياق وطني خاص تطغى عليه الضبابية وتضارب الأرقام والمؤشرات جراء الظرفية الحرجة التي تمر بها البلاد وباقي دول العالم، ويرتبط بالتداعيات السلبية للجائحة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، ويهدف إلى الحفاظ على توازن مالية الدولة، وصدقية المعطيات والتوقعات التي تنبني عليها الميزانية، وبلادنا عملت على تعديل قانون ماليتها السنوية مرة واحدة فقط، في وقت عدلت معظم دول العالم قوانينها المالية، بل الأكثر من ذلك هناك من عدلته أربع مرات كفنلندا، وثلاث مرات في فرنسا، ومرتين في اليابان، وباستعجالية قصوى، لم تطاله تعديلات في العديد من البرلمانات.
ويبقى هذا المشروع استمرارا لقانون السنة المالية الجارية مع إعادة النظر في توقعاته بشأن الموارد والنفقات، على ضوء التداعيات السلبية للجائحة، وقد أكدت الحكومة بخصوص صحة تقليص نفقات الاسثتمار بالقطاعات الاجتماعية، أنه لم يتم تقليص نفقات الاستثمار بالقطاعات الاجتماعية، وستتم مواصلة الاستثمارات بنفس الوتيرة، ولن يتم التخلي على أي مشروع جاهز للتنفيذ، فالاستثمارات المبرمجة داخل قطاع التربية الوطنية ستمكن من مواصلة الجهود المبذولة، لتوسيع وتحسين العرض المدرسي بأكثر من مائة مؤسسة تعليمية جديدة خلال الدخول المدرسي لسنة 2020/2021، وأن تقليص النفقات الذي كان في هذا المجال تم بتنسيق مع قطاع التربية الوطنية بشأن مبلغ 877 مليون درهم، تخص تحديدا المشاريع التي تأخرت دراستها التقنية، والتي توجد فيها إشكالات تصفية العقار، ثم المبرمج كمساهمة في حسابات خصوصية تتوفر على الفائض الكافي لإنجاز المشاريع المبرمجة، في حين التعليم العالي قلص 300 مليون درهم بسبب التأخر الحاصل على مستوى انطلاق الأشغال ببعض المشاريع الجديدة المبرمجة برسم السنة المالية الجارية، وهذا التعثر ناتج أساسا على توقف مختلف البرامج والمشاريع لمدة ثلاثة أشهر المتعلقة بالحجر الصحي، وبالتالي فهذه المبالغ لن تصرف كلها هذه السنة، كما لن تصرف المبالغ المتوفرة من السفريات والحفلات والأنشطة المشابهة لها، التي كان بإمكان القطاع تنظيمها لولا الجائحة.
وهذا التدبير الحكومي في نظركم في محله؟
هذا التدبير مقارنة مع التراجع المتوقع للموارد والمحدد حاليا في 40 مليار درهم، يبقى عاديا، بل الأكثر من ذلك اتجهت الحكومة من خلال مشروع قانون المالية المعدل إلى الرفع من استثمارات الميزانية العامة للدولة ب 7,5 مليار درهم من خلال إعادة ترتيب الأولويات على مستوى النفقات.
كما أن التدابير الاستثنائية المرتبطة بمنشور رئيس الحكومة المتعلق بتحيين المقترحات المتعلقة بالبرمجة الميزانياتية لثلاث سنوات، في الشق المتعلق بإحداث المناصب المالية، أوضحت الحكومة أنها تستثني قطاعات الصحة والتعليم والأمن، والتي تمثل أزيد من 90٪ من مجموع المناصب المحدثة.