عيد العرش.. تاريخ أمجاد وطقوس

نبذة تعريفية عن عيد العرش المجيد في المغرب – بمناسبة الذكرى 21 لعيد العرش المجيد –

فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بشفشاون

نبذة تاريخية سريعة:
في الذكرى السابعة لجلوس السلطان محمد بن يوسف على العرش، التي توافق سنة 1934، أصبح الاحتفال بعيد العرش يكتسي صبغة رسمية، إذ صدر قرار وزاري أصدره محمد المقري بتاريخ 16 رجب 1353 هـ / 26 أكتوبر 1934 بعد أن أشر عليه المقيم العام الفرنسي “هنري بونسوت”. وكان هذا القرار الوزاري المؤرخ بـ 31 أكتوبر 1934، نشر بالجريدة الرسمية يوم 2 نوفمبر 1934، مؤلفا من عدة بنود أهمها أن يقوم باشا كل مدينة من المدن المغربية بتنظيم الأفراح والحفلات الموسيقية، وتزيين المدن، وتوزيع الألبسة والأطعمة على نزلاء الجمعيات الخيرية، وأن يكون يوم عيد العرش هو يوم 18 نوفمبر من كل سنة، ويكون يوم عطلة بشرط ألا تلقى فيه الخطب السامية.

وفي عيد العرش يوم 18 نوفمبر 1952 ألقى السلطان محمد بن يوسف خطابا ساميا بالقصر الملكي بالرباط، يعتبره الوطنيون شرارة اندلاع “ثورة الملك والشعب”.

ولما عاد محمد الخامس من منفاه هو وأسرته الكريمة سنة 1955، أصبح يوم عيد العرش واحدا من الأعياد الثلاثة: عيد العودة وهو يوم 16 نوفمبر، وعيد الانبعاث وهو يوم 17 نوفمبر، وعيد العرش وهو يوم 18 نوفمبر.

ولا بد من التنبيه والإشارة أن احتفالات عيد العرش منذ ذلك التاريخ كانت فرصة حقيقية للحركة الوطنية والمقاومة والتحرير بالمغرب، لإبراز الحس الوطني وإشاعة فكر الوطنية والاستقلال وروح المقاومة في صفوف الشباب وعموم الساكنة والمواطنين، وفرصة لتوجيه رسائل مرموزة وواضحة للمستعمر بأن في المغرب شعب أبي مقاوم لا يرضى بالحجر والحماية والاستعمار، وأنه أمة لا تستسلم ملكا وشعبا يدا واحدة في وجه الصعاب والشدائد عبر تاريخه الطويل.

طقوس وبرنامج عيد العرش:
طبعا يرتبط عيد العرش المغربي بعدة مكونات وطقوس أساسية سنفصل عناصرها كالتالي:
– خطاب عيد العرش:
خطاب العرش يوم30 من يوليوز، حيث يقوم الملك بتلاوة الخطاب إلى الأمة عبر التلفزيون الرسمي للدولة، يعطي جرد للأحداث والمشاريع المنجزة، وأيضا يتخلل هذا الخطاب عدة توجيهات ملكية، ورأيته للمستقبل والسياسة الخارجية للمملكة، وبهذا يكون خطاب العرش ملزم للأمة وللسلطات.

– الأوسمة:
حفل الاستقبال هو حفل يقوم الملك بتقليد الشخصيات الوطنية والأجنبية بأوسمة ملكية رفيعة، عربونا على مجهوداتهم وحبهم للمغرب، والأوسمة المستخدمة في هذا الحفل المنصوص عليها في الفصل 15 من ظهير رقم 1.00.218 لسنة 2000 هي كالتالي:
وسام العرش من الدرجة الممتازة (وسام الحمالة الكبرى فقط لرؤساء الدول)
وسام العرش من الدرجة الثانية (قائد)
وسام العرش من الدرجة الثالثة (ضابط)
وسام العرش من الدرجة الرابعة (فارس)

– مأدبة العشاء:
تكون مساء يوم 30 من يوليوز، يدعى لها كبار رجالات الدولة والسفراء الأجانب المعتمدون بالمغرب وبعض الشخصيات الأجنبية والثقافية والاقتصادية المعروفة في المغرب.
– حفل أداء القسم:
للضباط المتخرجين من المدارس العليا العسكرية وشبه العسكرية، يوم 31 من يوليوز، وفيه يخاطب جلالة الملك الأفواج ويطلق على كل فوج اسما، وبعد الخطاب بصفته (الملك) القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يؤدي الضباط القسم أثناء تواجد الملك، بعدها يستعرض الملك التحية العسكرية لأعلام وشارات المدارس الوطنية العسكرية والشبه العسكرية، ويختتم هذا الحفل بترقية الضباط السامين. وغالبا يترأس الأمير مولاي رشيد مأدبة العشاء في نادي الضباط احتفالا بهذا الحفل الذي هو جزء من احتفالات عيد العرش.

– حفل الولاء والبيعة:
يحتفل به غالبا في 31 من يوليوز، حيث يترأس جلالة الملك عبر زي تقليدي ويمتطي صهوة جواد، ويتبعه (خدام القصر) ومجموعة من الفرسان وعربة العرش لترأس الحفل، يخرج الملك من باب القصر وتكون الوفود المشاركة في البيعة مصطفة حسب ترتيب محدد لتأدية تحية الولاء، وكل ذلك في ساحة المشور السعيد (هو المكان الواسع أو الشارع الرئيسي المجاور للقصر)، يقوم مقدم الحفل بتقديم الوفود عبر عبارات مشهورة ومتوارثة في التقاليد السلطانية المغربية.