2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تعتبر” دار الأوبرا السلطانية ” بمدينة مسقط عاصمة سلطنة عمان الشقيقة، أول دار أوبرا في منطقة الخليج العربي و الجزيرة العربية، إذ أمر ببنائها السلطان الراحل قابوس بن سعيد رحمه الله سنة 2001 م، إلا أن أعمال البناء و التشييد بدأت فعلياً سنة 2007 و استغرق بناؤها خمس سنوات حيث تم الافتتاح رسمياً بتاريخ 12 أكتوبر 2011 م.
إن دار الأوبرا السلطانية مبنى يعكس العمارة العُمانية المعاصرة ، مبنى متعدد الاستعمالات إذ يمكنه استيعاب أكثر من 1100 شخص و أن يستضيف فعاليات مختلفة كحفلات الأوبرا والحفلات الموسيقية والمسرحيات ، إضافة إلى المؤتمرات و العديد من الملتقيات الثقافية و الفنية
يتكون مجمع دار الأوبرا من مسرح الحفل، قاعة و حدائق رسمية، السوق الثقافية مع التجزئة و المطاعم الفاخرة و مركز الفن للإنتاج الموسيقي والمسرحي.
لقد صنف المهندسون و الباحثون و المهتمون بالعمارة و التشييد دار الأوبرا السلطانية ب “تحفة معمارية ” لما تتميز به من تصميم فريد و نادر جمع كل صنوف الفن المعماري العماني على مدى العصور و الحقب في تناغم مبهر و راقي من زخرفة و خط عربي و أرقى أنواع الخشب المنقوش و إضاءة هندسية تدهش الزوار .
شيدت دار الأوبرا السلطانية على مساحة شاسعة تبلغ ثمانين ألف متر مربع وتبلغ المساحة المبنية خمسة وعشرين ألف متر مربع حيث شيدت في 8 طوابق تقع 3 منها تحت الأرض و5 تقع فوقها، ويمتد مبنى الأوبرا من شمال الموقع إلى جنوبه ويقطع المبنى رواقان من الأعمدة يمتدان على جانبيه الشرقي والغربي.
تعتبر دار الأوبرا السلطانية أول دار أوبرا استخدمت تقنيات عرض الوسائط المتعددة عن طريق شاشات تفاعلية في المقاعد، كما تم استخدام أحدث تقنيات الصوت والإضاءة في المسرح الكبير للدار.
إن الأعمال المتنوعة التي تقدمها دار الأوبرا السلطانية بمسقط ،تبين غنى وتنوع الإبداعات الفنية في السلطنة والمنطقة العربية والعالم، و تبرز مساحة كبيرة للثقافة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وانعكاساتها، كما أن هذه العروض تلهم الجمهور وتغذي إبداعاته من خلال البرامج المبتكرة التي تعزّز الحيوية الثقافية وتُطلق العنان للمواهب، فضلا عن كونها تعزز السياحة الثقافية والتواصل والتبادل الثقافي ، مؤكدة دور الفن كوسيط دبلوماسي لبث روح التقارب بين مختلف شعوب العالم.
فذاع صيت دار الأوبرا السلطانية من مشرق الوطن العربي حتى وصلنا إلى أقصى الوطن العربي إلى المملكة المغربية ، قرأت عنها و سنحت لي الفرصة لزيارة مسقط في معرض الكتاب ال23 بدعوة كريمة من وزارة الإعلام العمانية و كان من أولوياتي زيارة هذه المعلمة التاريخية الفريدة فكانت فعلا تحفة و مزاراً يدهش العين و العقل
أور/د. فاطمة البشيري