لماذا وإلى أين ؟

مقاطعة المنتجات الإستهلاكية..شكل إحتجاجي أم إستغلال سياسي؟

إن اختلاف نشطاء شبكات التواصل الإجتماعي، ومعهم بعض الساسة والأكاديميين، حول حملة مقاطعة بعض الشركات، يعكس مدى تحول وسائل التواصل الإجتماعي إلى وسيلة للصراع السياسي، هذا ما يمكن لمسه، من خلال التفاعل الإفتراضي مع هذه الحملة، إذ تجد هناك من يرَوْن أن حملة المقاطعة تستهدف شركات بعينها، في ملكية بعض الساسة المغاربة، ويحملون مسؤولية الدعوة والتعبئة لها لطيف سياسي معين، بينما يعتقد آخرون أن المقاطعة، ليست لها دوافع سياسية، وغير مرتبطة بتوجه حزبي ما، وأنها بداية لفعل مجتمعي يولد ضغطا لتحقيق مطالب الرفع من القدرة الشرائية وتخفيض الأسعار.

“البيجدي” وراء المقاطعة

وفي هذا الصدد، إعتبر إدريس الكنبوري، الباحث في الحركات الإسلامية، أن “حملة المقاطعة لبعض المنتوجات الاستهلاكية يقف وراءها حزب العدالة والتنمية لها هدف سياسي لا اجتماعي”، مضيفا أن “عنوانه العريض استهداف اتجاه معين يمثله عزيز اخنوش ومن يدور في فلكه”، وأنه، “عندما كان عبد الإله بنكيران يقود الحكومة كان الحزب يعرف كل شيء لكنه أغمض عينيه عن كل شيء”. وفق تعبيره.

وأردف الكنبوري، في تدوينة له، أن “حزب العدالة والتنمية هو الذي يقود الحكومة ويستطيع لو لديه الإرادة للإصلاح أن يقول كلمته من موقع المسؤولية السياسية بدل اللجوء إلى حملات انتخابية بتوظيف الغضب الاجتماعي وتوجيهه إلى ناحية معينة”، وزاد “هناك غضب اجتماعي حقيقي لدى المغاربة لكن المشكلة في من يربحون الانتخابات ويصلون إلى السلطة لا في التجارة”، وتابع  “لا يمكن قبول وضع يتصرف فيه المسؤولون وكأنهم في حكومة ظاهرا بينما يقودون حروبا من الخلف”.

المقاطعة و”ولد زروال”

وبالمقابل، قال عادل بنحمزة، القيادي السابق في حزب الإستقلال، “أشم رائحة ولد زروال في بعض التدوينات المعارضة لحملة مقاطعة بعض المنتوجات البترولية والغذائية”، مضيفا أن “البعض يقوم بذلك في إطار السخرة والبعض يقوم بذلك تطوعا وتقربا، وهذا يساهم بشكل كبير في نجاح حملة المقاطعة”.

واعتبر بنحمزة، في تدوينة له، أنه “بالنظر إلى أسماء الشركات المدرجة في الحملة الجارية، فإننا بدون كبير عناء نكتشف أن الحملة تخفي نقاشا حقيقيا يفتقد إلى الجرأة حول تعارض المصالح”، مضيفا أن “حملة المقاطعة تظهر أن المستهلك يمثل سلطة صامتة مع الأسف لم تجد بنيات تنظيمية لإحتضانه و تأطيره بعيدا عن حسابات السياسة و المنافسة الاقتصادية”، وزاد أن المقاطعة “أظهرت أنها سلاح فعال في مواجهة هيمنة الشركات الكبرى في سوق أضحى مثل الغابة،” مشيرا إلى ان عدد من الشركات سعت إلى دخول المواجهة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا تترك الساحة فارغة للمقاطعين و تغامر بعائداتها”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ابو آدم
المعلق(ة)
25 أبريل 2018 23:13

سواء كانت المقاطعة شكل احتجاجي ام استغلال سياسي،إلا ان العبرة بالنتائج والمستفيد الاول والاخير هو المواطن

البشير
المعلق(ة)
25 أبريل 2018 15:07

انا استغرب من هذا الكلام و اسمك في السلامة العقلية لكاتبه أو أنه يعيش في كوكب اخر. غير هذا البلد. فرحم الله عبدا قال خيرا او صمت. فكان أخرى بك قبل أن تخرج للبهرجة بهذه الكلمات التي تخدم بها اسيادك. أن تلامس الواقع. وان تعيش حياة هذا الشعب الذي سلبتموه كرامته. وحتى حقه في الكلمة تريدون مصادرته. ألا تستحي من نفسك وانت تدون هذه الكلمة ولكن قيل. اذا لم تستحي ففعل ماشءت وكل التهم لمن شءت فقد ولى عصر الحياء اما نحن فماضون وكن متاكذا اننا. كرهنا الساسة وسياسيين و الجوقة التي تدعي ممارسة السياسة. فليس في ااقانفد أملس

امين
المعلق(ة)
25 أبريل 2018 01:33

كنت احترم هذا المنبر، لا اكتب التعليق لينشر، ربما رسالة لكم.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x