ميارة: الحكومة لم ترفع من الأجور والوضع الإجتماعي متدهور (حوار)

تحيي الطبقة الشغيلة في العالم، اليوم العالمي للشغل الذي يتزامن سنويا مع تاريخ فاتح ماي، وفي سنة 2018 يتم الإحتفال بهذه الذكرى، بالمغرب في ظل وضع يتسم بالإحتقان الإجتماعي في عدة مناطق، وبإنتشار التنسيقيات الإحتجاجية في مختلف القطاعات، وغيرها من المؤشرات التي تدل على عدم إستقرار الوضع الإجتماعي، وفي هذا الصدد حاورت “آشكاين” النعم ميارة الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، حول تقيمه للوضع الإجتماعي وأسباب تأخر الحوار بين الحكومة والنقابات، وكذا أهمية تخليد ذكرى فاتح ماي.

1/ ما هو تقييمك للوضع الاجتماعي بالمغرب؟

الوضع الاجتماعي بالمغرب تدهور كثيرا في السبع سنوات الأخيرة، والذي نتج عن غلاء المعيشة بسبب تقليص صندوق المقاصة، وتحرير أسعار المحروقات وناتج كذلك عن إضعاف القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة والطبقة الفقيرة.

الوضع الاجتماعي تدهور كذلك بالتضييق على الحريات العامة خاصة الحريات النقابية، وتراجع مساهمة الدولة في فتح فرص الشغل لأن حجم الاستثمارات عندما نتحدث عن 147 مليار درهم فهذا لا ينتج شغلا بالتالي إرتفعت نسبة البطالة، كما أن الإجهاز على القدرة الشرائية للشغيلة أدى إلى تضاؤل الطبقة الوسطى التي كانت في تنامٍ خلال فترة حكومة عباس الفاسي، وكذا إلى ضعف الخدمات الصحية والتعليمية ولولا صبر وتفهم المغاربة وما يجري في الوضع الإقليمي من ويلات كان سيكون وضع آخر.

2/ إذا كان الوضع متأزما، فماهي أسباب عرقلة الحوار الاجتماعي؟

دخلنا في الحوار الاجتماعي بنية حسنة، على أننا سنصل لنتائج مع رئيس الحكومة كما وعد بأنه خلال 30 أبريل سنوقع إتفاقا سيجري في مصلحة الطبقة الشغيلة ويراعي الظرفية الاقتصادية التي تمر منها المملكة، ولحد الساعة ليس هناك عرض حقيقي من الحكومة لا في ما يخص تحسين دخل الطبقة الشغيلة أو ما يتعلق بعدة نقاط طرحتها المركزيات النقابية، وبالتالي هناك تعثر في الحوار الاجتماعي، ونؤمن أن الحل الحقيقي للمشاكل العالقة هو الحوار والتفاوض، ونتمنى أن يؤدي إلى توقيع اتفاق مع الحكومة والنقابات وأرباب العمل، لما سيكون فيه خير لطبقة الشغيلة، فالبلوكاج الحالي لم تتسبب فيه النقابات لأنها لم تقدم عرضا نهائيا والحكومة قدمت فقط سيناريوهات.

3/ ما مدى صحة الزيادة في أجور الموظفين الذي يتم تداولها؟

الحكومة لم تعلن الزيادة في الأجور، فقط هذه أخبار مشتتة ومتفرقة، وهي لم تقدم عرضا رسميا لحدود الآن، وما يدور حول ذلك داخل لجنة تحسين الدخل مجرد سيناريوهات فقط وبطبيعة الحال فالسيناريو الذي تروج له الحكومة هو الأقل تكلفة بالنسبة لها أي المتجلي في 6 مليارات الذي يتحدث عن الزيادة بـ 300 درهم للسلالم أقل من سلم 10 والتعويضات العائلية والتعويض عن العمل بالمناطق النائية.

4/ ألا تعتقد أن الإحتفال بذكرى فاتح ماي أصبح مجرد تظاهرات فولكلورية أكثر منه نضالية؟

لا يمكن اختزال الحركة النقابية في فاتح ماي، فهو أحد تجليات وجود حركة نقابية بالمغرب وبالعالم كله، ونحن نحتفل بهذا اليوم سواء كنا على اتفاق مع الحكومة أو العكس، بالتالي فالاحتفال لا يرتبط بالتفاهم وعدم التفاهم فهو خروج للطبقة الشغيلة من أجل إحياء المفهوم النبيل للعمل النقابي ومن أجل التعبير عن آرائنا ومقترحاتنا التي تسمعها الجماهير في الفضاء العام ولا يمكن اعتبار فاتح ماي يوما لاستعراض عضلات النقابات.