2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أكد وفدا المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبي المشاركان في الجولة الثانية لجلسات الحوار الليبي في بوزنيقة، (2-6 أكتوبر)، أن هذه الجولة “توجت بالتوصل إلى تفاهمات شاملة حول ضوابط وآليات ومعايير اختيار شاغلي المناصب القيادية للمؤسسات السيادية المنصوص عليها في المادة 15 من الاتفاق السياسي الليبي الموقع في دجنبر 2015 بالصخيرات”، مؤكدين “عزمهما الاستمرار في لقاءاتهما التشاورية بالمملكة المغربية لتنسيق عمل المؤسسات السياسية والتنفيذية والرقابية بما يضمن إنهاء المرحلة الانتقالية”.
النتائج المحققة ببوزنيقة تؤكد صدقية رؤية المغربية “يفضل دعم الحوارات الليبية -الليبية على الحوارات حول ليبيا، إذ يعتبر الأولى أساسية والثانية مكملة لها”، حسب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة.
الباحث في العلاقات الدولية، توفيق عبد الصادق، يرى أن “تشبت المغرب بمقاربة بديلة لحل الأزمة الليبية تقوم على خلق أرضية وبيئة مساعدة للحوار والتفاهم بين الاطراف الليبية المتصارعة من دون تدخل أو فرض مبادرات أو أجندات تعبر عن مصالح جيوسياسية للقوى الاقليمية والدولية، وهو بهذا الموقف ينتقد ضمناً تدخلات الاطراف الخارجية التي ساهمت في تأزيم الصراع بدل حله. مذكراً الجميع بأهمية اتفاق الصخيرات في العام 2015 باعتباره الحل السياسي الأفضل للصراع في ليبيا منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي سنة “2011.
وأضاف عبد الصادق في تصريح لـ”آشكاين”، أن “المغرب يرى أنه معني بالأزمة الليبية وتداعيات غياب سلطة الدولة الموحدة والمستقرة في إحدى أهم المناطق المغاربية على الرغم من أنه لا يمتلك حدود مع الجغرافيا الليبية، لأنه يدرك مخاطر استمرار حالة الفوضى وانتشار السلاح على باقي مناطق الاقليم، خاصة مع امكانية استغلال بعض التنظيمات الارهابية أو جبهة البوليساريو للوضع الليبي، من أجل كسب مساحات أخرى للتحرك والحركة أو خلق علاقات وارتباطات مع أطراف عسكرية وسياسية جديدة”.
ومع ذلك يرى ذات الباحث أن حدود الموقف المغربي في ايجاد تسوية للأزمة الليبية لا تتعدى مستوى مرحلة التمهيد لأسس الحل، لأن محددات الصراع ومدركات حله أصبحت تتجاوز الليبيين أنفسهم، بعد التدخل الخارجي وانخراط دول كبرى واقليمية في الصراع، عبر الدعم العسكري للطرفين المتحاربين وخلق تحالفات خارجية مع سلطتي الغرب في طرابلس والشرق في بنغازي، والحديث هنا بالتحديد يدور حول التدخلات التركية والمصرية دون أن نغفل أهمية الدور الأمريكي والروسي والفرنسي، مما جعل الصراع يأخذ منحى تعقيدات وتشابك السياسة الدولية ومصالح القوى الكبرى”.