لماذا وإلى أين ؟

المعارض الجزائري محسن بلعباس.. حقيقة “المزعج”

سنة 1996 تؤرخ لأول صدام في السجل السياسي للمعارض الجزائري محسن بلعباس مع الحكومة، وذلك عندما انتخبه زملاؤه على رأس “النقابة الجزائرية للطلبة الديمقراطيين” بجامعة باب الزوار.

في ذلك الوقت، رفضت وزارة الداخلية الاعتراف بالتنظيم الطلابي الذي كان يقوده، في عز الأزمة السياسية والأمنية التي كانت تمر بها البلاد.

مر ربع قرن على الحادث، ويبدو أن الأقدار تعيد زعيم “حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية” (الأرسيدي) إلى المواجهات نفسها، بعد أن صوت مؤخرا غالبية نواب الغرفة الثانية للبرلمان الجزائري على طلب نزع الحصانة البرلمانية عنه، والذي تقدمت به وزارة العدل، وهو ما علق عليه بلعباس، في حديث مع “أصوات مغاربية”، بالقول: “النظام يخشى الحوار”.

“أنا لست خارقا”

“يصعب علي تقديم نفسي للرأي العام في صورة (رجل التحدي)”، يقول محسن بلعباس قبل أن يستطرد: “أنا مثلي مثل كل المناضلين الجزائريين الذين يمارسون حقهم في التعبير، لكن السلطة يزعجها الحوار بين الجزائريين ويخيفها”.

هنا يصمت أحد أبرز المعارضين للسلطة في الجزائر للحظات من وراء سماعة الهاتف قبل أن يطلق تصريحا قصيرا جازما “أنا لست خارقا وما أقوم به ليس خارقا”.

أما عثمان معزوز، القيادي بـ”الأرسيدي” وزميل بلعباس في الجامعة، فيصف هذا الأخير بـ”مناضل من الطراز الأول”، ويشير إلى أنه “برع في ذلك خلال سنوات الدراسة بالجامعة”.

ويوضح المتحدث ذاته بأن رئاسة زميله ورفيقه في النضال للتنظيم الطلابي في التسعينات “قاده لأن يكون محاورا أيضا”، وأن جمعه بين السياسة ودراسة الرياضيات في الجامعة جعله “يدقق حسابات كل خطوة سياسية يقدم عليها”.

“مزعج السلطة”

في 15 سبتمبر الماضي احتفل محسن بلعباس بعيد ميلاده الخمسين بـ”روح الشباب”، وبرصيد كبير من النضال السياسي الديمقراطي، لكن ما الذي يجعل البعض اليوم يصفه بـ”مزعج السلطة”؟ وما الذي دفع بعض المتابعين للشأن السياسي الجزائري بتفسير قرار رفع الحصانة البرلمانية عنه، مؤخرا، بـ”إزعاجه للسلطة”.

السبب حسب ما صرح به الناشط الجمعوي في منطقة القبائل، عمار نصري، لـ”أصوات مغاربية”، هو أن محسن بلعباس “أظهر استعدادا وقبولا للتحالف السياسي مع تيارات أخرى (تختلف عنه فكريا وأيديولوجيا) لمواجهة السلطة”.

هذا الأمر يفسره زعيم “الأرسيدي”، لـ”أصوات مغاربية”، بجملة واحدة: “الخلافات تنتهي وقت الأزمات”.

فقد جلس محسن بلعباس مرات عديدة إلى جانب قادة التيار الإسلامي في إطار “تنسيقية الانتقال الديمقراطي”، كما حضر اجتماعات مزافران لمعارضي بوتفليقة سنة 2014.

في هذا الصدد، يستغرب بلعباس “نمط التفكير السياسي لدى السلطة التي يزعجها حوار الجزائريين فيما بينهم”، ويختم قائلا: “هذه هي الطريقة الوحيدة التي بإمكانها حل مشاكل أبناء بلدي.. شخصيا لا أعرف لماذا يزعج هذا التوجه”.

أصوات مغاربية

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x