2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
رئيس حزب موريتاني: إغلاق الكركرات أثر على اقتصادنا والجزائر طرف أساس في هذا النزاع (حوار)

عاد ملف قضية الصحراء، إلى واجهة الأحداث السياسية بالمنطقة المغاربية، بعد مجموعة من الأحداث التي طبعت المنطقة خلال الفترة الأخيرة، بداية بإغلاق معبر الكركرات من طرف مجموعات تابعة لجبهة البوليساريو، مُرورا بإصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراره الأخير تحت رقم 2548، وصولا إلى فتح مجموعة من قنصليات الدول الافريقية والعربية بمدينتي العيون والداخلة، والذي كان له وزن سياسي على الصعيد الإقليمي؛ بحسب عدد من المحللين تحدثت إليهم “آشكاين” سابقا.
وحيث أن “آشكاين” كانت السباقة إلى مواكبة كل هذه الأحداث، من خلال تحليل جوانبها السياسية والعسكرية والاقتصادية بعيون مغربية، كان لازما متابعة هذه الأحداث بكيفية مختلفة، عبر قراءة الأمور هذه المرة بعيون الجيران، الذين قد تكون لهم نظرة مختلفة للأمور، لأن أهدافهم ومصالحهم ليست بالضرورة هي مصالح المغاربة. وفي هذا الإطار، يستضيف الموقع الاخباري “آشكاين”؛ في فقرة ضيف السبت لهذا الأسبوع، رئيس حزب الصواب الموريتاني ورئيس فريقه البرلماني بالجمعية الوطنية (البرلمان الموريتاني)؛ عبد السلام ولد حرمه، والذي كشف معطيات مثيرة حول الأحداث المذكورة سابقا، من خلال الحوار التالي:
مرحبا، ما تعليقك على الأحداث بالمنطقة العازلة “الكركرات”؟
أهلا، أحداث الكركرات تعيد التنبيه إلى جرح مفتوح، وواحد من أهم تحديات منطقتنا وفضائنا؛ وهو مشكل الصحراء، وما يسفر عن ذلك من تشرذم وعداء في جسمنا المغاربي الداخلي، وبالتالي يجب البحث عن حل له بالتفاوض واعتماد تفكير استراتيجي مغاير، يدرك عدم جدوائية الاحتفاظ بمواقف تقليدية لم تعط نتيجة لأي طرف في هذا النزاع، غير التسكين وحجب اللهيب تحت رماد الإطفاء المؤقت، وأوقفت منذ أربعة عقود كل فرص التكتل والإندماج المغاربي، الذي هو حلم شعوب دول الإتحاد، وما زالت تخلف المآسي الإنسانية وتفتح مزيدا من الجراح .
هل أثر ما يحدث بالمنطقة العازلة على الإقتصاد الموريتانية؟
بكل تأكيد أن لما يحدث تأثير مباشر على موريتانيا، لأنه إغلاق مفاجئ لشريان التبادل التجاري الوحيد الموجود على حدود البلاد الشمالية، وعليه تعتمد السوق الداخلية لجلب جل حاجياتها من الخضروات والفواكه؛ وغيرها من مواد تموين من السلع الإستهلاكية اليومية.
فبلادنا للأسف، رغم ما لديها من مقومات جبارة في الإنتاج الزراعي؛ ما تزال تستورد حاجتها الأساسية وسلع مواطنيها الغذائية من الإخوة والجيران، وأحيانا من أسواق العالم البعيدة، وبغض النظر عن تقويمنا لطبيعة الضرر الإقتصادي الناجم عن الإغلاق على المدى المتوسط والبعيد، فانعكاس الإغلاق كان مباشرا على الأسر الموريتانية خصوصا سكان العاصمة.
وكيف تفسر صمت الحكومة الموريتانية حيال هذا الإغلاق والأحداث الجارية بالكركرات؟
كما هو معلوم تتبنى الحكومة الموريتانية موقف الحياد في هذا النزاع منذ 1985، فقد اعتمدته خيارها المناسب والأفضل، رغم تداخلها اجتماعيا وبشريا بِمكوناته؛ وارتباطها الجغرافي بساحته؛ وحساسية موقعه من مواردها الإقتصادية الأساسية، وتمتد حدودها معه على ما يزيد عن 650 كيلومترا.
كل ما سبق، يفرض على موريتانيا بعض المواقف التي يصعب فهمها على غير المتابع المنصف والمحكم، كما هو حال صمتها اليوم فيما يحدث بالكركرات، لكن الحسابات الموضوعية تفرض على أي نظام اعتبار مصالح بلاده الداخلية مقدمة على أية مصلحة أخرى، حتى وإن تعلقت بدول وشعوب شقيقة.
هل هذا مؤشر على أن هناك توجه داخل موريتانيا للإعتراف بالبوليساريو؟
معلوم أن موريتانيا تعترف رسميا بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية منذ 1984، ولم يمنعها ذلك من فتح نقطة حدود للتبادل التجاري مع المملكة المغربية عبر منطقة الكركرات، مثلما فتحت معبرا بريا قبل سنتين مع الجزائر قرب بئر أم اكرين، فلا جديد في هذا الجانب غير عودة الملف إلى واجهة النقاش السياسي بقوة بعد إغلاق المعبر.
طيب، مجموعة من الدول فتحت قنصليات لها بمدينتي العيون والداخلة، ما تعليقك على ذلك؟
طالما أن هذه الدول تعترف بالوحدة الترابية المغربية؛ فمن حقها ذلك، ومن حق المملكة أن توسع النشاط الدبلوماسي على أرضها.
وهل يمكن لموريتانيا أن تنضم لهذه الدول يوما ما؟
من وجهة نظري لا أرى الأمر مطروحا ضمن أجندة الجهات الرسمية الموريتانية.
أخيرا، قرار مجلس الأمن الأخير أقرَّ بمسؤولية الجزائر في قضية الصحراء، كيف ترى ذلك؟
بكل تأكيد، الجزائر طرف أساسي في هذا النزاع، ودولة أساسية في ملف المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل والصحراء، ومعنية مثل بقية الأطراف في البحث عن حلول جدية ومقبولة لمشكل الصحراء والصحراويين، ونبذ التصلب العقيم، الذي لم يعط لأي طرف حتى الساعة؛ سوى الإنفتاح الدائم على مخاطر الحرب وعدم الإستقرار.
Le monsieur a bien reussi a” jumper”pour repondre aux questions et pour sauver la chevre et le choux !
اذا كانت مووتانيا تندد بغلق معبر الكركرات وتجويع الشعب الموريتاني. اذا لماذا قبلت وصول الطائرات الجزائرية المحملة بالمواد الغذائية. هل هي فرصة لتستفيد من المغرب والجزائر.