لماذا وإلى أين ؟

رئيس حزب موريتاني لـ”آشكاين”: اعتراف موريتانيا بالبوليساريو غلط وحيادها غير حكيم (حوار)

كشف رئيس حزب الجبهة الشعبية بموريتانيا؛ محمد محمود ولد الطلبة، أن اعتراف بلاده بالجمهورية العربية الصحراوية غلط، وموقف غير إيجابي، معتبرا موقف الحياد الذي التزمته موريتانيا حيال الأحداث التي شهدتها المنطقة، “موقف غير حكيم وغير مقبول”.

وقال ولد الطلبة، في حوار له مع “آشكاين”، إن حقيقة الصراع الدائر حول الصحراء، هي أن دولة “الجزائر تعاني من مشاكل في تصدير الحديد المستخرج من منطقة غار جبيلات، أكبر منطقة لاستخراج الحديد الخام، وبالتالي فهي تبحث عن مخرج لها عبر المحيط الأطلسي”.

واقترح ولد الطلبة، أن تفكر موريتانيا في فتح سكة حديدية بين مدن الزويرات وتندوف، لتجد الجزائر مخرجا لها صوب المحيط الأطلسي وتصدر حديدها، مشددا على أن هذا هو الحل الذي يمكن أن يكون حلا لقضية الصحراء بشكل نهائي، لأنه في مصلحة جميع الدول، والمواطنين الصحراويين الذين يعيشون الجوع بالمخيمات.

وهذا نص الحوار:

أجرى الملك محمد السادس إتصالا هاتفيا مع رئيس موريتانيا، في نظرك؛ ما هي إشارة هذا الحدث في ظل الأحداث بالمنطقة؟

هذا الموضوع؛ كان نقطة من النقط التي ناقشها المكتب السياسي لحزب الجبهة الشعبية، السبت 21 نونبر، وقد اعتبر المكتب السياسي المكالمة الهاتفية التي جرت بين الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حدثا هاما ومبادرة كريمة من جلالة الملك؛ خاصة في هذه الظرفية. وزيارة الملك إلى موريتانيا ستفرح الشعب الموريتاني كثيرا، لأن العلاقات بين البلدين ليست بالجديدة، فوالدة الأمير مولاي حفيظ رحمه الله هي موريتانية الأصل، كما أن الكثير من المشاييخ في موريتانيا لهم بيعة مع العرش العلوي منذ قرون، وزد على ذلك أنه تربطنا علاقة خاصة بالملك؛ لأننا أخواله، ونفتخر جدا بذلك.

وبالتالي؛ فنحن نتمنى أن تتحقق زيارة جلالة الملك إلى موريتانيا في أقرب وقت، لأن ذلك سيكون له ما بعده، خاصة أنها ستكون زيارة ناجحة وسيرى العالم أن العلاقات المغربية الموريتانية؛ علاقة أخوة، تاريخية منذ قرون، ولا تتأثر بالأحداث مهما تكن هذه الأحداث. ونحن نعتبر أن الحليف الإستراتيجي الحقيقي للدولة الموريتانية هو المغرب الشقيق، لأننا نتقاسم مع الشعب المغربي كل شيء.

المكالمة الهاتفية المذكورة، تفند مزاعم أن العلاقات بين المغرب وموريتانيا متوترة، وتؤكد أن كل ما قيل في هذا الإطار غير صحيح. فالحكومة الموريتانية والمغربية في اتصال دائم، والمكالمة الهاتفية تشكل إشارة واضحة ولا لبس فيها على أن العلاقات بين الطرفين متينة، وأنها ستستمر في المستقبل، ونحن نرحب بهذه الخطوة ونعرب عن فرحنا بها.

كيف تلقيتم دخول الجيش المغربي لمنطقة الكركرات بعد إغلاق المعبر من طرف بعض التابعين للبوليساريو؟ 

في الحقيقة نحن كنا ننتظر تدخل المغرب وتحركه صوب منطقة الكركرات، لأن واجب الجيش المغربي أن يحرس الأراضي المغربية، ويؤمن الحركة التجارية على مستوى المعبر، خاصة أن منطقة الكركرات كانت مصدر كل الشرور، من ترويج المخدرات وبيع الأسلحة، وبالتالي فنحن نثمن الحرفية العالية التي تدخل بها الجيش المغربي في المنطقة، وتحريرها من هؤلاء “الغوغائيين”، و”غير المسؤولين”.

ما أقدم عليه المغرب، ما هو إلا استرجاع لأراضيه، وهذا من حقه ومن واجب الجيش أن يتدخل، فالذين كانوا يحتجون بمنطقة الكركرات مدفوعين من جهات نعرفها جيدا بنواذيبو والزويرات، وهم مجموعة من السماسرة الذين يتاجرون بقوت الصحراويين بالمخيمات، الذي تمنحه لهم الأمم المتحدة، وبالتالي فيلزم شكر الجيش المغربي على تأمينه للمنطقة من شرور هؤلاء.

رغم تضرر مصالح موريتانيا من إغلاق معبر الكركرات إلا أنها لم تحرك ساكنا، كيف تفسر ذلك؟

موريتانيا لم تتضرر فقط، فما حدث كاد أن يكون إعلان حرب، لأن إغلاق معبر الكركرات بطريقة غير مدروسة في هذه الظرفية وبتلك الطريقة، تسبب في لخبطة كبيرة في السوق الموريتانية، لأن هذه الأخيرة لا تستورد من المغرب المواد الغذائية فقط، بل تستورد الكثير من الأشياء، وبالتالي فإغلاق المعبر تسبب في مشاكل لا تحصى على مستويات عدة. وقد ارتفعت الأسعار في موريتانيا وفي السنغال ومالي بطرق أشد وأبشع.

واعتراف موريتانيا بالبوليساريو نعتبره في حزب الجبهة الشعبية موقفا غير إيجابي، وموقف الحياد من الأحداث التي شهدتها المنطقة، موقف غير حكيم وغير مقبول، فيجب أن تكون الأمور واضحة، فالصحراويين إخواننا، لكننا دولة ذات سيادة لنا حدودنا، وعلينا أن ندافع عن مصالحنا مع المغرب، ويجب على إخواننا الجزائريين أن يفهموا أننا لسنا في حاجة إلى دويلات ميكروسكوبية، زرعها المستعمر فيما بيننا، لتكون خاصرة في بناء المغرب الكبير، بل نحتاج إلى اتحاد وتلاحم بين الدول.

على الحكومة الموريتانية أن تعبر عن موقف صريح وواضح من قضية الصحراء، وتعبر بجلاء عن مشاعر الموريتانيين، لأن شعبنا يدعم الحكم الذاتي في الصحراء، لأنه أحسن وسيلة لحل هذه القضية. ونحن في حزب الجبهة الشعبية من أوائل الأحزاب الموريتانية التي دعمت الحكم الذاتي في الصحراء، وعندما زرت تندوف تكلمت عن هذا الموضوع، ورأيت أن أبناء عمومتي في تندوف يعتبرون الحكم الذاتي هو الحكم الأمثل لإنهاء هذا الصراع.

طيب، وكيف ترى موقف اعتراف موريتانيا بالجبهة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة وفتح عدد من الدول قنصلياتها بالصحراء؟

الحقيقة أن اعتراف موريتانيا بالبوليساريو مرتبط بعلاقتها مع الجزائر بالدرجة الأولى، لأن هناك مصالح وتفاهمات مع الجزائر، أما جبهة البوليساريو فليس لها لا سفارة ولا قنصلية ولا وجود دبلوماسي بموريتانيا، ونحن لا نعلم أين توجد دولة إسمها الجمهورية العربية الصحراوية، أين توجد هذه الدولة؟ وبالتالي فاعتراف موريتانيا بالبوليساريو غلط.

أما فيما يتعلق بفتح عدد من الدول قنصلياتها بالصحراء، فنحن طالبنا بشكل رسمي الحكومة الموريتانية بفتح قنصلية لها بمدينة العيون، لأننا نهتم بمصالح الشعب الموريتاني، خاصة أن هناك كبيرة من الموريتانيين في مدن العيون، الداخلة، كلميم وطانطان. وبالتالي فنحن في حاجة إلى قنصلية هناك، ويجب على الحكومة أن تهتم بمصالح الموريتانيين هناك، فالمغرب في أرضه، وهذا أمر مفروغ منه، والعيون مدينة مغربية، بها مواطنين موريتانيين؛ فلماذا لا تفتح الحكومة قنصلية هناك؟

أخيرا، كيف سيكون حل هذه القضية في نظرك؟

أنا صحراوي، ولدي إخوتي وأبناء عمي في مدن العيون، طانطان وكلميم، وعشت هناك أكثر من أربع سنوات، ولي إخوتي وأبناء عمي في تندوف، وكل هؤلاء لا يرون إلا الحكم الذاتي حلا لهذه القضية التي عمرت كثيرا، ويعتبرون أن فيه خير للمنطقة وللساكنة الصحراوية، لكن في آخر المطاف؛ هذا الصراع راجع إلى حسابات الدولة الجزائرية على حساب الصحراويين، الذين يعيشون الجوع في المخيمات، ويعلمون أنه ليست هناك جمهورية صحراوية، بل صحراويين يخدمون مصالح وحسابات الجزائر.

الحقيقة، أن الجزائر تعاني مشاكل في تصدير الحديد المستخرج من منطقة غار جبيلات، أكبر منطقة لاستخراج الحديد الخام، وبالتالي فهي تبحث عن مخرج لها عبر المحيط الأطلسي، ويجب أن تفكر موريتانيا في فتح سكة حديدية بين الزويرات وتندوف، لتجد الجزائر مخرجا لها صوب المحيط الأطلسي وتصدر حديدها، لتنتهي قضية الصحراء بشكل نهائي، لأنها في آخر المطاف ليست قضية، بلي هي ورقة ضغط من أجل مصالح الجزائر، وعلى الصحراويين أن يعودوا إلى وطنهم المغرب في أقرب وقت.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Routeur
المعلق(ة)
24 نوفمبر 2020 22:46

Bravo cher frère, je le dis toujours: La sagesse est un don du bon Dieu et elle n est pas donnée à tout le Monde. Vous êtes un vrai Maghrébin, car, les vrais Maghrébins rêvent à L Union des pays Maghrébins. Surtout que l Union fait la force. Sur ce, nous abolissons la création des micro-Etas au sein de notre grand Maghrèb. Finalement vive l Union maghrébine t

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x