لماذا وإلى أين ؟

هل تخشى كورونا التظاهرات المساندة وتهاجم فقط المعارضة؟

عمت الاحتفالات أرجاء المغرب مباشرة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، “دونالد ترامب”، توقيعه مرسوما رئاسيا يعترف فيه بسيادة المملكة المغربية على صحرائها بكامل الأقاليم الجنوبية.

واختلفت مظاهر تعبير المغاربة عن فرحهم باعتراف أقوى دولة في العالم بسيادة المغرب على كل ترابه، بالأقاليم الجنوبية التي تنازعه فيها جبهة البوليساريو الانفصالية، المدعومة من طرف الجزائر وبعض خصوم مصالح المملكة المغربية.

لكن يبقى أقوى مظهر احتفالي هو خروج العشرات، بل المئات، في تظاهرات بعدد من مدن المملكة، وأهمها تلك التي شهدتها العاصمة الرباط زوال الأحد 13 دجنبر الجاري، بالإضافة إلى تجمع الآلاف بساحة محدودة المساحة في مدينة العيون، ترحيبا بالقرار الذي لا يمكن لأي مغربي وطني إلا أن يفرح له. غير أن هذ الفرح قد يتحول إلى قرح.

فالمظاهرات المشار إليها تم تنظيمها في وقت يتفشى فيه وباء كورونا بكل أرجاء المعمور، مما خلف ملايين الضحايا وأضعاف هذا العدد من المصابين، وكلف اقتصاد العالم خسائر تعد بالبلايير، والمغرب لم يكن بمعزل عن هذا الأمر، فقد سجل إلى حدود يوم الاثنين 14 دجنبر الجاري، 400826 حالة مؤكدة الإصابة بفيروس كورونا، و6659 وفاة بنفس الفيروس منذ بداية الجائحة.

وحسب ما أظهرته فيديوهات وثقت لتجمع العيون ومظاهرات ببعض المدن، منها الرباط، ففقد نظمت هذه التظاهرات في أجواء تنعدم فيها أية إجراءات احترازية أو شروط وقائية من انتشار الفيروس، حيت كان الازدحام سيد الموقف، فملأ الصراخ الأرجاء، وتحولت الكمامات إلى ديكورات … .

ومن غير المعلوم ما إن كانت هذه التظاهرات قد حصلت على ترخيص لتنظيمها من لدن السلطات المعنية أم لا؛ لكن المؤكد هو أن السلطات المحلية والأمنية كانت تعلم بها وتواجدت عناصرها في أماكن تنظيمها، وواكبتها مصالحها الأخرى من الانطلاق حتى النهاية، وهو ما يطرح السؤال حول ما إذا ما تم إلغاء العمل بمرسوم بقانون رقم 292.20.2 الصادر في 23 مارس المنصرم 2020، المتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات الإعلان عنها.

فمرسوم القانون المذكور، الذي تم تمديده إلى غاية 10 يناير 2021، من بين ما جاء فيه “منع التجمعات التي يفوق عددها 10 أشخاص”، وكان هذا هو المبرر الذي واجهت به السلطات العمومية عدد من التظاهرات التي كان ينوي أصحابها تنفيذها ببعض شوارع المملكة، أخرها المسرة التي كانت تعتزم تنظيمات جمعوية تنظيمها بعد عصر يوم الاثنين 14 دجنبر الجاري، أمام قبة البرلمان رفضا لاستئناف المغرب علاقاته مع إسرائيل (التطبيع)، وهو نفسه المكان الذي احتضن مسيرة مرحبة بقرار الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب” قبلها ب ـ24 ساعة فقط !!

فما الذي تغير يا ترى؟ وأين كانت كورونا عندما جمع ولد الرشيد 34 ألف مواطن ومواطنة، في ظروف تتوفر فيها كل شروط نقل العدوى، أو عندما خرجت تظاهرات بورززات وبلقصيري والرباط؟ أم أن كورونا تخشى التظاهرات المؤيدة، وتهاجم فقط من يشارك في التظاهرات الرافضة؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

1000
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
طالب موجز
المعلق(ة)
14 ديسمبر 2020 21:21

كورونا كترشى ان صح التعبير و كدير لوجهيات … من هذا الأخير ما الجدوى من استمرار حالة الطوارئ الصحية ؟! و لكم واسع النظر

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x