2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
زعيم موريتاني: المغرب نجح في التغلب على “فوبيا التطبيع” والشعب الفلسطيني مستفيد (حوار)

شهدت المنطقة المغاربية أحداث كبرى خلال الفترة الأخيرة، انطلاقا من أحداث منطقة الكركرات مرورا بالاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على منطقة الصحراء، وصولا إلى إعلان المغرب تطبيع علاقاته مع إسرائيل. وبالرغم من ذلك؛ ما تزال الجارة الجنوبية موريتانيا، تلتزم الصمت حيال كل هذه التطورات.
في هذا الإطار، يرى رئيس الجمعية الموريتانية المغربية للدفاع عن الوحدة المغاربية؛ شيخاني ولد الشيخ، أن الموقف الرسمي الراهن للدولة الموريتانية من قضية الصحراء المغربية “يطبعه الحياد”، مشيرا إلى أن موريتانيا تؤيد إيفاد مبعوث أممي إلى الصحراء لتقييم كل هذه النتائج الواردة لصالح الإستقرار في المنطقة.
أما بخصوص “تطبيع” المغرب لعلاقاته مع إسرائيل، وصفه شيخاني في حواره مع “آشكاين”، بـ”نجاح المغرب في التغلب على “فوبيا التطبيع”، مشددا على أن ما حدث “ستكون نتائجه إيجابية لصالح الشعب الفلسطيني ولصالح السلام”، معتبرا في سياق آخر الإعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على منطقة الصحراء “انتصارا دبلوماسيا تاريخا”.
وهذا نص الحوار:
كيف تلقيت إعلان أمريكا اعترافها بسيادة المغرب على منطقة الصحراء؟
تلقيت اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء، بكثير من الغبطة والسرور، لأنني رأيت فيه انتصارا للحقيقة وللمقترح المغربي حول الحكم الذاتي لطي ملف هذا النزاع الإقليمي المفتعل منذ عقود. ولأن الولايات المتحدة وقرارها بمغربية الصحراء له وزن كبير في مجلس الأمن، الذي يتخذ مدينة نيويورك مقرا دائما له، قدَّرنا بأن هذا الإعتراف يحمل في طياته انتصارا دبلوماسيا تاريخيا.
هذا الإعتراف أعقبه إعلان المغرب “تطبيع” علاقاته مع إسرائيل، ما تعليقكم؟
إن نجاح المغرب في التغلب على “فوبيا التطبيع”، يفتح الباب أمام الآخرين للتغلب على ما يعرف بـ”الإسلاموفوبيا”. هذا الإتفاق ليس بالحدث الجديد، فمنذ فاتح شتنبر 1994، فتحت إسرائيل بموجب إتفاقية مع المغرب مكتب اتصال لها في المغرب، ومقابل ذلك فتح المغرب مكتبًا مماثلًا له في إسرائيل عام 1995، ونتج عن ذلك انتصار تاريخي لصالح القضية الفلسطينية، حيث سمحت إسرائيل للمغرب بوجود بعثة دبلوماسية مغربية له لدى السلطة الفلسطينية في عام 1996 بمدينة غزة، لتنتقل لاحقًا هذه البعثة إلى مدينة رام الله.
وإلى يومنا هذا، يعد هذا التنازل الإسرائيلي بسماح بعثة دبلوماسية مغربية لدى السلطة الفلسطينية، اعترافا ضمنيا من إسرائيل بمبدأ حل الدولتين كسبيل لإنهاء الصراع، كما يحمل في طياته أنه مقابل الموروث اليهودي في الديار المغربية بأحياء الملاح، هناك أيضا موروث إسلامي آخر في الديار المقدسة بالقدس الشريف يستدعي التواصل والتنسيق لصالح الشعوب والأمة.
اليوم، وبعد ما يناهز عقدين من الجمود الدبلوماسي المغربي الإسرائيلي، كردة فعل من المغرب على التجاوزات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين إثر الانتفاضة عام 2002، بالرغم من أن المغرب كان دائما حاضرا في قلب هموم الأسر المقدسية وأقلياته اليهودية، هاهو المغرب يبرز من جديد، بتجاوزه هذا الفتور الدبلوماسي. وعودته لهذه العلاقات في هذا الوقت؛ هو تطور إيجابي لغاية السلام، مع تشبثه الدائم في إطار الشرعية الدولية بمبدأ حل الدولتين والذين يستبقون الأحداث بالدعاية المغرضة ضد المملكة المغربية الشريفة، بأنهم لا يعرفون المغرب جيدا، وستفاجئهم الأيام القادمة بنتائج إيجابية لصالح الشعب الفلسطيني ولصالح السلام، تماماً كما فاجأ صُلح الحديبية المهاجرين بفتح مكة.
طيب، أحداث كثيرة شهدتها المنطقة مؤخرا، وما تزال موريتانيا تلتزم الصمت حيالها، ما خلفيات هذا الصمت في نظرك؟
مطاوعة موريتانيا لواقعها الجيوسياسي ربما يقتضي الإكتفاء بعدم التعليق، وإن كان ذلك لا ينقص من قيمة هذه الأحداث على خريطة المنطقة. لا شك بأن موريتانيا تمتلك القدرة الكافية في التعقيب على الأحداث سواء الخاصة بها أو بالمنطقة، ولكن أحياناً ربما تكون الحكمة في إلتزام “إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب”.
مقاطعا .. وكيف ترى الموقف الموريتاني بخصوص الأحداث المذكورة؟
أرى بأن الموقف الرسمي الراهن للدولة الموريتانية من قضية الصحراء المغربية يطبعه الحياد، للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف على طاولة الأمم المتحدة. وأتصور بأن موريتانيا في ظل هذه التطورات تؤيد إيفاد مبعوث أممي إلى الصحراء لتقييم كل هذه النتائج الواردة لصالح الإستقرار في المنطقة.