2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

مازال استئناف العلاقات المغربية مع إسرائيل يكشف عن الكثير من الخلفيات على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، الذي أكد في حوار مطول له مع القناة الإسرائيلية “i24news”، على أن إحياء العلاقات بين المغرب وإسرائيل بدأت مباحثاتها منذ 2018، بدعم من الملك محمد السادس بعد ما “آمن بهذه القضية”.
وقال ناصر بوريطة في حديثه للقناة الإسرائيلية “i24news”، إن “المباحثات حول التطبيع مع إسرائيل بدأت منذ عام 2018″، موردا أن “اللاعب الأساسي في دعم العملية كان الملك محمد السادس”، مؤكدا أن “هذه العلاقات مع اسرائيل لا تتعارض مع دعم ودفاع المغرب عن القضية الفلسطينية”، مشيدا بـ”الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، وأنه يدعم موقف المغرب بالقضية”.
ولفت بوريطة في حديثه مع القناة الإسرائيلية إلى أن اللاعب الأساسي في دفع عملية التطبيع مع إسرائيل هو الملك محمد السادس، وذلك من اللقاء الأول في ماي 2018، بعدما آمن بهذه العملية”، شارحا ذلك بانه “آمن بالعملية وتأكد من ثباتها بالطريقة التي شعر أنها أكثر راحة”، مضيفا أن “النتيجة الإيجابية جاءت بعد الكثير من العمل، وبعد عامين من الجهود التي بذلت بتوجيهات من الملك محمد السادس، وأن هذه النتيجة لبت التوقعات وتطابقت مع رؤية الملك محمد السادس”.
وجوابا على سؤال القناة الإسرائيلية لبوريطة، إن كان يمكنه تأكيد “اجتماعه مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة في إطار المساعي والجهود السرية لإبرام الاتفاق”، أوضح ناصر بوريطة للقناة نفسها، أنه “منذ عام 2018 كانت هناك العديد من نقاط الاتصال، وفقا لتعليمات جلالته”. مشيرا إلى أن “جلالته تحدث مع الرئيس الأمريكي وبعث وفودا للولايات المتحدة، ليس للاجتماع فقط مع الأمريكيين، ولكن أيضا مع الإسرائيليين”.
وعن إسهام “هذا الانتصار الديبلوماسي” في تهدئة الأوضاع في الصحراء المغربية، أورد بوريطة جوابه لقناة “i24news” الإسرائيلية، بقوله إن “الاعتراف الأمريكي هو نقطة تحول، كونه جاء من لاعب مركزي في الأمم المتحدة، وهذا اختراق ديبلوماسي بسبب الخطوات من وراء الاعتراف، وهي الخطوات التي كانت اخلاقية جدا”. مشيرا إلى أن “هذه الخطوات تقول “توقفوا بالتركيز على العملية” لأن العملية ليست نهاية بحد ذاتها، لأننا يجب أن نركز على النتيجة النهائية”. والنتيجة، يضيف المتحدث نفسه، أولا “هي الاعتراف بالسيادة المغربية على كل الصحراء الغربية وبعد ذلك العمل على حكم ذاتي تحت السيادة المغربية”.
وتابع بوريطة حديثه للقناة الإسرائيلية نفسها: “أرى أهمية الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، كون أمريكا لاعب مركزي في العالم، وهذا أيضا سيعطي معنى لجهود المجتمع الدولي، واليوم، كل واحد يتدخل”، مسترسلا بقوله: “اليوم ومنذ عشرات سنوات ماضية، قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إن “الاستقلال ليس خيارا واقعيا”، وعلى مدار 13 عاما، يضيف بوريطة: “الولايات المتحدة قالت إن الحكم الذاتي واقعي وموثوق؛ وفرنسا تفكر بنفس الطريقة”. لذلك يؤكد بوريطة “فإن ما قامت به الولايات المتحدة الآن أعطانا دعما كاملا”.
وفي ما يتعلق بالتزام الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن، بالاتفاق الذي وقعه ترامب، أوضح ناصر بوريطة أن “أي شيء يدعم السلام يجب تشجيعه”، لافتا إلى أن ” الاتفاق الموقع اليوم، القاضي بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، ورغبة جلاله الملك بالسلام واستئناف التعاون بين اسرائيل والمغرب، هو أمر هام من أجل السلام والاستقرار الإقليمي في المغرب والشرق الأوسط”. ذاهبا باعتقاده بان “الإدارة الأمريكية الجديدة تقبل هذه الشروط، وأن السؤال سيكون كيف يمكنهم تعزيز هذه الاتفاقية”. مشيرا إلى أن “المغرب مستعد للعمل مع الإدارة الجديدة، وأن الاتفاق الذي وقع عليه يلزم كل طرف باحترام الاتفاقية، وعليه العمل على دعمها والدفاع عنها”.
وحول تأثير اتفاق التطبيع على القضية الفلسطينية قال بوريطة: “الدفاع عن القضية الفلسطينية لا يتعارض مع علاقات التطبيع مع إسرائيل”، موردا: “المغرب أثبت نفسه ودوره في القضية الفلسطينية على مر التاريخ، وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها المغرب عن علاقات”، مؤكدا على أن “المغرب استخدم دائما علاقاته مع اسرائيل لخدمة التعاون والسلام في المنطقة”.