2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لا تزال قضيتي اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على جميع أقاليمه الصحراوية وكذا استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية تشغلان كبريات الصحف العالمية ويكتب عنها الساسة من مختلف الجنسيات، كما أنهم ينظرون إليهما بنظرة إيجابية، على أنها ورقة رابحة ومكسب ليس فقط للرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايته، وإنما حتى بالنسبة للرئيس المنتخب جو بايدن، وذلك على عدة اعتبارات.
مجلة “نيوزويك” الأمريكية الأسبوعية نشرت مقال رأي لـ “إيلان بيرمان “، نائب أول لرئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية في واشنطن العاصمة، حيث أكد أن خطة ترامب في الشرق الأوسط أثمرت بالفعل عقب توقيع أربع اتفاقيات منفصلة بين إسرائيل والعالم الإسلامي: مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب.
ويرى بيرمان أن “الصفقة الإسرائيلية المغربية يجب أن ينظر إليها على أنها نعمة لإدارة بايدن القادمة، لسببين على الأقل، الأول، أن الشرق الأوسط المنقسم تاريخيًا أصبح الآن أكثر تكاملًا اقتصاديًا واعتدالًا سياسيًا من أي وقت سابق، وهذا الأمر سترثه إدارة بايدن، ويمكن يبني عليه لتعزيز الازدهار والاستقرار الإقليمي في السنوات المقبلة”.
والسبب الثاني، بحسب ذات المصدر، أن أمريكا تضع المغرب الذي يعتبر حليفًا استراتيجيا قديمًا لتولي دور أكبر في أمن شمال إفريقيا، موضحا “إن موقع المغرب الاستراتيجي في القارة، بالقرب من النقاط الساخنة جيوسياسيا مثل مالي ونيجيريا، يجعله مرشحًا طبيعيًا لمثل هذه الوظيفة”.
ومع ذلك، تضيف “نيوز ويك”، أن اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، والذي صاحبه استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، قد مهد الطريق للمملكة للقيام بدور أكثر أهمية في ضبط الأمن الإقليمي.
وشدد بيرمان على أن دور المغرب هذا، مناسب جدا له، بالنظر إلى المفهوم الديني المتسامح والشامل للإسلام المستشري في المملكة بالمقارنة مع أماكن أخرى بالمنطقة، مضيفا “وعلى مدى العقد الماضي، أصبح المغرب أكثر جرأة وحزمًا في الترويج لهذا المفهوم العالمي للدين، كما أنه أنشأ مؤسسات دينية وشراكات دولية تهدف إلى تعزيز “النموذج” المغربي في جميع أنحاء إفريقيا وخارجها”.
واعتبر كاتب المقال أن “هذا المفهوم وهذه الرسالة مطلوبة بشدة، سيما مع تصاعد النشاط الإسلامي العنيف في بعض أنحاء إفريقيا على مدار العامين الماضيين، بشكل خاص في أماكن مثل الصومال وموزمبيق وحوض بحيرة تشاد ومنطقة الساحل الخارجة عن القانون والواقعة أسفل شمال إفريقيا، حيث أن ترك هذه المناطق على ماهي عليه يهدد بابتلاع القارة وتعريض المصالح الأمريكية هناك للخطر”.
ومن جهة أخرى، فإن هناك مؤشرات أخرى تؤكد أن اعتراف ترامب بمغربية الصحراء هو بمثابة نعمة لبايدن، وذلك من خلال بيانات السياسة واختيار الموظفين الذين سيشتغلون مع الرئيس الجديد، حيث أشارت إدارة بايدن القادمة بالفعل إلى أنها تخطط لاتباع سياسة أفريقية أكثر قوة مما فعلت سابقتها، ولعل جعل المغرب جزءًا من هذه المقاربة هو ببساطة منطق استراتيجي جيد.
وأشارت ذات المجلة إلى أن “تطبيع” المغرب علاقاته مع إسرائيل لا يمكن أن يقال عنه مفاجأة، على اعتبار أن الاتصالات بين البلدين تمتد على مدى عقود، وإن كانت غير رسمية، مسترسلة “وبالرغم منأن الاتفاق المغربي الإسرائيلي حظي بنصيبه من الانتقادات إلا أنه وجب معرفة أن صفقة “التطبيع” هذه يمكنها أن تعمل على مواءمة الرباط بشكل أفضل مع الاتجاهات الإقليمية الناشئة في الشرق الأوسط بما فيها فلسطين، وتجعلها أكثر فائدة لواشنطن”.