لماذا وإلى أين ؟

لقجع.. الشخصية الرياضية لسنة 2020

كانت كل الظروف لا تسمح بتاتا باستئناف البطولة الاحترافية بجميع أقسامها، وكان الموسم الكروي يدنو من اللون الأبيض بسبب سواد الظرفية التي فرضتها جائحة كورونا، لكن رغم هذا، كان المغرب أول بلد إفريقي يستأنف نشاط بطولته، بعد ثلاثة أشهر من التوقف، لأن الجامعة الملكية لكرة القدم استطاعت أن تجنح بالبطولة إلى بر الأمان، في وقت استمرت في مواصلة أوراشها الإصلاحية داخل منظومة كرة القدم المغربية.

كانت تحديات البطولة مع كورونا الهمّ الأصعب الذي رفعه فوزي لقجع، رئيس الجامعة، في الموسم الذي نودعه، ومزال التحدي قائما مادام الفيروس يُهدد استمرارية الأنشطة الكروية. إلا أن صعاب العام الماضي أبانت عن معدن رجل يستفيد من حنكته التدبيرية الطويلة بوزارة المالية (أزيد من 46 مصلحة تضم 342 موظفا تحت إمرته) لتسيير الجامعة بنجاح (80 ناديا كرويا وحوالي 430 ألف ممارس)، في وقت يتقلد العديد من المهام داخل هيئات ولجان كروية قارية ودولية، من بينها النائب الثاني لرئيس الاتحاد الأفريقي، ورئيس لجنة المالية ونائب رئيس لجنة الأندية بالـ”كاف”، فضلا عن عضويته بلجنة الحكامة بالاتحاد الدولي لكرة القدم.

خطورة الوباء وشعار التحدي

بعد 3 أشهر من الخضوع لكورونا، وترقب الجميع الإعلان عن النهاية القسرية للبطولة، قرر لقجع في خضم حملات التشويش والتبخيس أن يستنفر في يونيو الماضي الأندية للاستعداد لمرحلة من التحدي، مرحلة أطرها ببروتوكول صحي صارم وعقوبات في حق كل من سيعرض سلامة اللاعبين والأطر لخطر الفيروس.

وبعد استئناف عجلة مباريات الدوري الدوران في 27 يوليوز، كان طبيعيا أن يخترق الفيروس بعض الأندية، وظهرت بؤر وبائية، وعلى إثر ذلك تأجلت عديد المباريات، فارتفع منسوب التشاؤم وعادت فرضيات الموسم الأبيض. إلا أن لقحع عاد ليُذكر الجميع بالتحدي المرفوع، إذ وجه رسالة إلى عثمان الفردوس، وزير الشباب والرياضة والثقافة، يؤكد فيها أن استئناف النشاط الكروي يمر وفق البروتوكول الصحي النموذجي المعتمد، بتنسيق محكم مع وزارتي الصحة والداخلية، وأن بداية التداريب بالنسبة لأقسام الهواة، الكرة النسوية، الشباب وكرة القدم داخل القاعة (15 يوليوز) يمرون كما هو متفق عليه. بل إن الرئيس تعهد بمساعدة كل الفرق التي يُصيبها الفيروس، منتزعا تعهدا من وزارة الشباب والرياضة بمواصلة الدعم المادي. فاستمرت البطولة إلى أن انتهب بتتويج الرجاء البيضاوي.

الحجر استثناء.. لكن لا مناص من خلق شركات

لم تغفل الجامعة على تطبيق ما حرصت عليه، إذ لم تمنع الجائحة من التراجع عن هدف تحول الأندية إلى شركات، في وقت استجابت 6 فرق لدفتر تحملات تحولها لنظام الشركات. وكمرونة تستدعيها الظرفية الصحية، اضطر اتحاد الكرة إلى الانتظار حتى رفع قرار الحجر الصحي، لكي تتمكن الأندية من مواصلة الإجراءات الإدارية والقانونية المتعلقة بالتحويل إلى شركات رياضية، على أن تكون كل الملفات جاهزة قبل بداية الموسم الكروي الحالي، وهو ما تباشره الأندية الآن.

الجامعة في خدمة القضية الوطنية 

إلى جانب توقيع الجامعة اتفاقية مع مجلس العيون لتشييد بينات تحتية رياضية في الأقاليم الجنوبية، في فبراير الماضي، أبانت الجامعة حينها عن دبلوماسية رياضية خدمت القضية الوطنية، أصابت الأعداء بالسعار وجعلتهم ينسحبون من البطولة فقط لأنها أقيمت في قلب الصحراء، وذلك بعدما نظمت في العيون الدورة السادسة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم داخل القاعة، وتعبأت لهذا الحدث المشهود، ولم يكن اختيارها هذا اعتباطيا، واستطاعت أن تستقطب كبار مسؤولي الشأن الرياضي الأفريقي، الذين انبهروا بالبنيات التحتية المتوفرة فوق رمال الصحراء. حيث تقدم رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الموقوف، أحمد أحمد، حفلي الافتتاح والاختتام وكذا حفل تتويج المنتخب الوطني.

مسار تاريخي وبطولة جديدة لتطوير كرة القدم السنوية
تتويجا لعمل ابتدأ منذ شهور بمشاركة كل الفاعلين الرياضيين المشرفين على المنتخبات الوطنية، وقعت الجامعة اتفاقية عقدة أهداف مع كل من العصبة الوطنية لكرة القدم النسوية والعصب الجهوية والإدارة التقنية الوطنية، وذلك في إطار مشروع النهوض بكرة القدم النسوية.
وستمكن هذه الاتفاقية الموقعة في غشت الماضي، إلى تطوير اللعبة بالمغرب، من توسيع قاعدة الممارسة وإعادة هيكلة الفرق، والرفع من قيمة المنحة السنوية المخصصة لأندية كرة القدم النسوية (120 مليون سنتيم لأندية القسم الوطني الأول و80 مليون سنتيم لأندية القسم الوطني الثاني) شريطة التزام الأندية التام ببنود الاتفاقية، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 10 ملايين سنتيم للعصب الجهوية للنهوض بكرة القدم النسوية شريطة التزامها ببنود الاتفاقية، مع ضرورة مواكبة تدبير الأندية إداريا وماليا من طرف الإدارة التقنية الوطنية والمديرية المالية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
وعرفت كرة القدم الوطنية ميلاد بطولة احترافية بقسميها الأول والثاني، بداية من الموسم الكروي الحالي، فضلا عن تأسيس بطولة وطنية لفئة اقل من 17 سنة وبطولات جهوية للفئات الصغرى، كما يتطلع القائمون عليها إلى الرفع من عدد ممارسات كرة القدم النسوية إلى 90 ألف لاعبة في أفق سنة 2024 وتكوين 1000 إطار تقني خاص بأندية كرة القدم النسوية.
 ثورة في الإدارة التقنية
موازاة مع هده التحديات، واصلت الجامعة تفعيل هيكلتها الجديدة لتطوير منظومة كرة القدم الوطنية، إذ بعد اجتياز مجموعة من الاختبارات عينت الإدارة التقنية الوطنية 48 مسؤولا تقنيا من الأطر الوطنية بالعصب الجهوية. وأتى هذا بعد مرور كامل من التعاقد مع مديرها، الويلزي روبرت أوشن، وفي إطار مغربة الإدارة التقنية باستقدام أطر ومدربين مشهود بكفاءتهم.
رهان جديد بحجم تحديات المرحلة المقبلة
يؤكد فوزي لقجع أن الهدف الحالي هو إطلاق موسم رياضي في مستوى تطلعات جميع مكونات كرة القدم المغربية، وقد بدأ بالتعاقد مع شركة “إنوي” التي عوضت “اتصالات المغرب” التي انسحبت من مساندة البطولة، وشركة أخرى أجنبية تسهر على برمجة الدوري الإسباني الممتاز والدوري الإنجليزي الممتاز لبرمجة البطولة الوطنية الاحترافية لتفادي كل المشاكل التي قد تعيق السير العادي للدوري المغربي.
وحرصت الجامعة على تخصيص شهر دجنبر 2020 لعقد الجموع العامة للأندية والعصب الجهوية والعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية والعصبة الوطنية لكرة القدم هواة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في وقت توصلت جميع الاندية بوضعيتها المالية التي خضعت لمسطرة دقيقة لتحيينها حتى يتسنى لها لتحقيق توازنها المالي. وبعد نجاح استعمال تقنية المساعدة بالفيديو في بطولة القسم الوطني الأول احترافي، الموسم الكروي الماضي، تمت دراسة إمكانية استعمال هذه التقنية خلال أربع مباريات من بطولة القسم الوطني الثاني احترافي في انتظار تعميمها على باقي المباريات.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

التعليقات مغلقة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد