2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
لقجع.. الشخصية الرياضية لسنة 2020

كانت كل الظروف لا تسمح بتاتا باستئناف البطولة الاحترافية بجميع أقسامها، وكان الموسم الكروي يدنو من اللون الأبيض بسبب سواد الظرفية التي فرضتها جائحة كورونا، لكن رغم هذا، كان المغرب أول بلد إفريقي يستأنف نشاط بطولته، بعد ثلاثة أشهر من التوقف، لأن الجامعة الملكية لكرة القدم استطاعت أن تجنح بالبطولة إلى بر الأمان، في وقت استمرت في مواصلة أوراشها الإصلاحية داخل منظومة كرة القدم المغربية.
كانت تحديات البطولة مع كورونا الهمّ الأصعب الذي رفعه فوزي لقجع، رئيس الجامعة، في الموسم الذي نودعه، ومزال التحدي قائما مادام الفيروس يُهدد استمرارية الأنشطة الكروية. إلا أن صعاب العام الماضي أبانت عن معدن رجل يستفيد من حنكته التدبيرية الطويلة بوزارة المالية (أزيد من 46 مصلحة تضم 342 موظفا تحت إمرته) لتسيير الجامعة بنجاح (80 ناديا كرويا وحوالي 430 ألف ممارس)، في وقت يتقلد العديد من المهام داخل هيئات ولجان كروية قارية ودولية، من بينها النائب الثاني لرئيس الاتحاد الأفريقي، ورئيس لجنة المالية ونائب رئيس لجنة الأندية بالـ”كاف”، فضلا عن عضويته بلجنة الحكامة بالاتحاد الدولي لكرة القدم.
خطورة الوباء وشعار التحدي
بعد 3 أشهر من الخضوع لكورونا، وترقب الجميع الإعلان عن النهاية القسرية للبطولة، قرر لقجع في خضم حملات التشويش والتبخيس أن يستنفر في يونيو الماضي الأندية للاستعداد لمرحلة من التحدي، مرحلة أطرها ببروتوكول صحي صارم وعقوبات في حق كل من سيعرض سلامة اللاعبين والأطر لخطر الفيروس.
وبعد استئناف عجلة مباريات الدوري الدوران في 27 يوليوز، كان طبيعيا أن يخترق الفيروس بعض الأندية، وظهرت بؤر وبائية، وعلى إثر ذلك تأجلت عديد المباريات، فارتفع منسوب التشاؤم وعادت فرضيات الموسم الأبيض. إلا أن لقحع عاد ليُذكر الجميع بالتحدي المرفوع، إذ وجه رسالة إلى عثمان الفردوس، وزير الشباب والرياضة والثقافة، يؤكد فيها أن استئناف النشاط الكروي يمر وفق البروتوكول الصحي النموذجي المعتمد، بتنسيق محكم مع وزارتي الصحة والداخلية، وأن بداية التداريب بالنسبة لأقسام الهواة، الكرة النسوية، الشباب وكرة القدم داخل القاعة (15 يوليوز) يمرون كما هو متفق عليه. بل إن الرئيس تعهد بمساعدة كل الفرق التي يُصيبها الفيروس، منتزعا تعهدا من وزارة الشباب والرياضة بمواصلة الدعم المادي. فاستمرت البطولة إلى أن انتهب بتتويج الرجاء البيضاوي.
الحجر استثناء.. لكن لا مناص من خلق شركات
لم تغفل الجامعة على تطبيق ما حرصت عليه، إذ لم تمنع الجائحة من التراجع عن هدف تحول الأندية إلى شركات، في وقت استجابت 6 فرق لدفتر تحملات تحولها لنظام الشركات. وكمرونة تستدعيها الظرفية الصحية، اضطر اتحاد الكرة إلى الانتظار حتى رفع قرار الحجر الصحي، لكي تتمكن الأندية من مواصلة الإجراءات الإدارية والقانونية المتعلقة بالتحويل إلى شركات رياضية، على أن تكون كل الملفات جاهزة قبل بداية الموسم الكروي الحالي، وهو ما تباشره الأندية الآن.
الجامعة في خدمة القضية الوطنية
إلى جانب توقيع الجامعة اتفاقية مع مجلس العيون لتشييد بينات تحتية رياضية في الأقاليم الجنوبية، في فبراير الماضي، أبانت الجامعة حينها عن دبلوماسية رياضية خدمت القضية الوطنية، أصابت الأعداء بالسعار وجعلتهم ينسحبون من البطولة فقط لأنها أقيمت في قلب الصحراء، وذلك بعدما نظمت في العيون الدورة السادسة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم داخل القاعة، وتعبأت لهذا الحدث المشهود، ولم يكن اختيارها هذا اعتباطيا، واستطاعت أن تستقطب كبار مسؤولي الشأن الرياضي الأفريقي، الذين انبهروا بالبنيات التحتية المتوفرة فوق رمال الصحراء. حيث تقدم رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الموقوف، أحمد أحمد، حفلي الافتتاح والاختتام وكذا حفل تتويج المنتخب الوطني.
التعليقات مغلقة.