لماذا وإلى أين ؟

مدير صندوق “التضامن ضد الوقائع الكارثية” يتحدث عمن يمكن تعويضه بسبب خسائر الفيضانات (حوار)

تشهد عدد من المناطق المغربية، هذه الأيام هطول أمطار كثيفة، تسببت في فيضانات أدت لغرق عدد من المناطق، خاصة الدار البيضاء التي تعيش على وقع انجراف المياه بين الطرقات والأزقة، وعملت على شلل في حركة المواطنين، وتسببت لساكنة المنازل السفلية في خسائر وأضرار مادية، مما زادت من استفسارات العديد منهم عن صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية، وعن ضريبة الكوارث التي فُرضت عليهم.

وفي هذا الصدد، استضافت “آشكاين” عبد الرحيم الشافعي، مدير صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية، الذي أُحدث من أجل تمكين الأشخاص الذين لا يتوفرون على تأمين، من الحق في حد أدنى من التعويض عن الأضرار الجسدية والمادية الذين تعرضوا لها عقب واقعة كارثية، من أجل تعزيز قدرتهم على التكيف والحد من تأثيرات سوسيو-اقتصادية محتملة.

نص الحوار

في شتنبر 2019 عملت الحكومة على اعتماد تمويل شبه ضريبي يضاف على واجبات التأمين المختلفة على التراب المغربي، متى بإمكان المغاربة الاستفادة من ضريبة الكوارث التي فُرضت عليهم؟

المغرب أخد البادرة لاعتماد استراتيجية استباقية ضد الكوارث، بعد دراسة دامت لثمانية سنوات، لإقرار نظام تأمين من أجل التكفل بالناس المتضررة من الكوارث التي تفقد منازلها، أو تتسبب الكارثة في عجز بدني لها. إذ أنه فيما قبل كانت حين تقع الكارثة تتدخل الدولة بناء على الموارد التي تتوفر عليها زيادة على المساعدات الخارجية من الغذاء والأدوية من أجل تجاوز الكارثة، وكانت أخرها سنة 2004 في زلزال الحسيمة.

بالنسبة للدراسة، الهدف منها هي سياسة استباقية كباقي الدول المتقدمة، إذ يُعد المغرب من الدول الأولى بين الدول التي في طريقها للنمو التي اتخذت هذه البادرة، غير أنه بعد الدراسة تم اكتشاف أنه قليل جدا هي الأشخاص التي تؤمن على منازلها، لهذا تم إقرار تأمين تضامني، وهو الشيء الذي لم نكن لنلجأ إليه في حالة كانت المغاربة تقوم بالتأمين على منازلها.

وبناء على المبدأ الدستوري الذي يفرض على المغاربة التضامن فيما بينهم في حالة حدوث واقعة كارثية، تم اعتماد تمويل شبه ضريبي يضاف على واجبات التأمين المختلفة على التراب المغربي، الذي مثلا يفرض إضافة ما بين 20 إلى 30 درهم على تأمين السيارات، عموما هي ليست الشيء الكثير، من أجل تحقيق الهدف وهو تعويض الساكنة التي لا تتوفر على تأمين في حالة حدوث واقعة كارثية، ومن أجل تفعيل عمل الصندوق يجب العمل على تحديد “حالة الكارثة” بناء على مرسوم من رئيس الحكومة، يتم نشره في الجريدة الرسمية.

طيب، ما هي طرق تقييم المخاطر وتصنيفها في خانات الكوارث؟

انطلاقا من القانون 110.14 يتم الاعتماد على رأي لجنة التتبع التي يرأسها وزير الداخلية، تقدم رأيها الاستشاري لرئيس الحكومة، بناء على نتائج دراسة يتم العمل عليها، لتحديد الحالة الراهنة هل هي تعتبر كارثة أو لا، بناء على عدد من المعايير التي يحددها القانون، تماما مثل ما هو مُعتمد في الدولة الفرنسية.

مثلا في إطار الحديث عن ما حصل بمدينة الدار البيضاء، نلاحظ خروج عمدة المدينة في وسائل الإعلام، بالقول إن ما حصل في الدار البيضاء لحدود يوم أمس، الأربعاء، هي تقصير من طرف شركة ليديك، بالنظر إلى مستوى التساقطات التي لم تكن عالية.

غير أنه سيتم العمل الآن على دراسة للخروج بالقرار، أما لحدود الساعة فكل ما نقوم به الآن هو جمع المعطيات من أجل تجهيز المسائل المساعدة في تقييم الحالة.

 عدد كبير من ساكنة المغرب تضررت ماديا من الفيضانات التي وقعت في اليومين الماضيين، وتكبدوا خسائر مادية كبيرة، من المسؤول عن تعويضهم؟ وما هي الإجراءات التي ينبغي عليهم مباشرتها لأجل ذلك؟

أنا بالنسبة لي لا يمكنني تحميل المسؤولية لأي أحد، غير أنه إن اتبعنا حديث عمدة مدينة الدار البيضاء الذي قال إن الأمر متعلق أساسا بتقصير من شركة ليديك، فهنا أقول هناك المسؤولية التقصيرية، ومن لديه هذه المسؤولية يتحمل عواقب تقصيره، إذن هذا الأمر إلى حدود المعطيات المتوفرة لحدود الساعة، لكن علينا أن ننتظر أكثر لتتضح الأمور، إذ أننا لم نخرج بعد من الزوبعة، وهناك كذلك نشرة مديرية الأرصاد الجوية التي تُخبر بأن الأيام القادمة ستتضاعف فيها مستويات التساقطات المطرية أكثر، لتصل ما بين 110 إلى 150 ميليليتر في جهة الدار البيضاء. مما يعني أنها مضاعفة لثلاثة مرات أكثر من الأيام التي مضت.

غير أنه يجب التأكيد على نقطة مهمة هنا، الآن يجب على كل الساكنة حماية ما تستطيع أنفسهم وممتلكاتهم، ومتابعة نشرات الأرصاد الجوية، أما الحديث عن المسائل التعويضية والحسابات ليس وقته الآن.

ونقطة أخرى وهي أن الناس التي تضررت تجارتهم مثلا غير معنيين بصندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية لأن عليهم دفع التأمين لشركات التأمين وهي المسؤول آنذاك، أما صندوق التضامن الذي نتحدث عنه، له قانون ينظمه، وهم يُعنى فقط بالناس الذاتية المتضررة من الوقائع الكارثية التي فقدت منازلها مثلا أو تسببت لها الكارثة في عاهة مستديمة.

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Kamal
المعلق(ة)
الرد على  مواطن
8 يناير 2021 20:08

قالك زادو من 20 إلى 30 درهم في التأمينات هههه
الضحك على الذقون وا عبد الله غير انا تأمين عادي زادو عليا 200 درهم و ما بالك باصحاب 12 خيل و ما فوق
بازززز…

حسن حسن
المعلق(ة)
8 يناير 2021 19:27

تسنى يا الجنّ ، حتى يطيب اللحم.

مغربي
المعلق(ة)
8 يناير 2021 18:52

بأي حق يتم اقتطاع وفرض مبلغ اضافي اثناء عقدة التامين؟ هذا اجحاف

مواطن
المعلق(ة)
8 يناير 2021 14:05

بصحتك الصالييييير

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x