2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

انطلقت، أمس الثلاثاء، أشغال الدورة الـ 11 للجنة الاستشارية للدفاع، والتي جمعت الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، ونائب وزير الدفاع الأمريكي، المكلف بالشؤون السياسية، أنتوني تاتا.
رغم أن انعقاد هذه الدورة يعتبر أمرا روتينيا بين أمريكا والمغرب بحكم العلاقة التعاونية بين الدولتين خاصة في المجال العسكري ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، إلا أن زيارة الوفد العسكري الأمريكي رفيع المستوى، ثلاثة أيام إلى المملكة، في هذه الظرفية التي تعيش فيها المنطقة تقلبات جيوسياسية واستارتيجية، أثار عدة تساؤلات عن أهدافها والرسائل التي تحمل في طياتها.
في أجندة جيوسياسية
ويرى االخبير في العلاقات الدولية ومدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، عبد الفتاح فاتحي، أن “هذه القمة تعكس جدية البلدين في تطوير علاقاتهما في كافة المجالات، بما يعكس دخول البلدين في أجندة جيوسياسية تستهدف العمل معا في الفضاء الإفريقي والشرق الأوسطي”.
موردا أن “انعقاد هذه القمة بعد الخطوة الأولى فتتاح قنصلية الولايات المتحدة الأمريكية بالداخلة، يعني أن البلدين استكملا العلاقات الدبلوماسية والسياسية، وهما بصدد العمل على تنفيذ الأنشطة الإجرائية، التي تعكس توافق وجهاتهما فيما يخص القضايا الإقليمية، وخاصة في منطقة الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود”.
مرحلة لا تراجع
وذهب الفاتحي باعتقاده إلى أن “تسارع تبادل زيارات الوفود على كافة المستويات، يعطي الانطباع بأن البلدين دخلا في مرحلة لا تراجع عن تحقيق أهداف جيواستراتيجية عميقة”. مستدركا بقوله، إن “واقع الحال، ونحن نشهد الدخول في اتفاقات فرعية تتعلق بالملف العسكري والأمني، إلى الإعلان عن أفق لتحيين اتفاقية التبادل الحر لتشمل أقاليم الصحراء، أي العمل على تطوير التعاون في الشق الاقتصادي في الصحراء وفي إفريقيا من خلال مشروع أفريقيا ازدهار”.
وخلص الخبير في العلاقات الدولية عبد الفتاح الفاتحي، إلى أن “التعويل على تراجع الإدارة الأمريكية الجديدة عن الاعتراف بمغربية الصحراء، بمبرر أن الإدارة الجديدة ستعمل على تغيير نمط السياسة الأمريكية لإدارة ترامب، لا تنسحب على كل الاتفاقيات والمعاهدات بقوة القانون، ولا سيما الاتفاقيات السارية المفعول”.
مؤكدا على أن “القمة وانعقادها في هذه الفترة، يؤكد بأن مسار العمل متواصل، وأن هناك عزم صميم لاستكمال مشروع علاقات التعاون الجديد بين البلدين على أسس جديدة، وأن أي أمل بالتراجع سيكون موغلا في الطوباوية”.