لماذا وإلى أين ؟

كاتب إسباني يدعو لضم سبتة ومليلية لحلف “الناتو” ويطالب ملوك إسبانيا بزيارتهما

مازالت أصداء تصريحات رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني إلى قناة الشرق الإماراتية حول سبتة ومليلة، مستمرة في الأوساط الإسبانية، وتثير قلق مثقفيها وسياسييها، إذ طالب كاتب إسباني بضم المدينتين المغربيتين سبتة ومليلية المحتلتين إلى حلف شمال الأطلسي ردا على المغرب بمطالبتهما. داعيا ملوك إسبانيا إلى زيارتهما، وذلك ردا على المغرب.

قلق إسباني

وأوضح الكاتب الإسباني، جوزيه ماريا كامبوس، في مقال الموسوم، بـ”قلق على سبتة ومليلية”، أنه عندما أثير موضوع مطالبة المغرب بشأن سبتة ومليلية في المحادثات مؤخرًا، كان هناك قلق عام في اللغة التي تواصلت بها إسبانية في هذا الشأن”.

موردا أنه “على الرغم من حقيقة أن الصحفي الذي أجرى مقابلة مع رئيس الحكومة المغربية العثماني، أجبره عمليا على الحديث في القضية، فلا شك في أن الخلاف على المدينتين المتمتعة بالحكم الذاتي قد ظهر في المقدمة، على الرغم من حقيقة أنه، من رأيي السياسي كان يفضل عدم مناقشة الأمر في ذلك الوقت لأسباب دبلوماسية وتوقيتية”.

ضم سبتة ومليلية إلى حلف الناتو

ودعا الكاتب الإسباني نفسه، في مقاله المطول الذي نشرته صحيفة أوروبا سور “Europa sur”، إلى ضم سبتة ومليلية إلى حلف شمال الأطلسي كرد على المغرب، بقوله: “بما أن سبتة ومليلية لا تغطيهما المظلة الحامية لحلف الناتو بموجب المادة 5 من معاهدة واشنطن، فإن ردًا آخر على المغرب، سيكون ببدء مفاوضات لدمج المدينتين تحت ذكر مظلة الحماية لحلف شمال الأطلسي ، مثل بقية الأراضي الوطنية”. لافتا إلى أن هذه المبادرة “لم تتخذها إسبانيا منذ 40 عامًا، ولم يطلبها السياسيون المحليون”.

مضيفا أن “هذا التهميش الرنان للمدن المستقلة، تم تزويره في ذلك الوقت بضغط من بعض البلدان، على عكس رأي أدولفو سواريز، عندما صرح بأن إسبانيا يجب ألا تنضم إلى التحالف الأطلسي بأي ثمن، وتذكرت الدول الغربية فقط الوضع الذي عفا عليه الزمن عندما بدأت السفن الحربية الروسية في إمداد نفسها في سبتة”.

مطالبة ملوك إسبانيا بزيارة سبتة ومليلية

كما طلب الكاتب الإسباني في المقال نفسه بزيارة ملوك إسبانيا إلى المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، موردا قوله: “ستكون زيارة ملوك إسبانيا إلى سبتة ومليلية مدوية للغاية، لدرجة أنها ستفاجئ العالم بأسره مرة أخرى، وأن جميع سكان سبتة الذين ينتمون إلى أربع ثقافات مختلفة، سيشيدون بفيليبي السادس ودونيا ليتيسيا، بينما يستقبلون من التاريخ التاريخي”.

وتابع  جوزيه ماريا كامبوس  في المقال نفسه، أن “ووضع فكرة دمج مليلية وسبتة مع كامل حق الناتو على الطاولة، سيكون بمثابة جرس إنذار للولايات المتحدة وأوروبا، بشأن الموقع الاستراتيجي لمدن شمال إفريقيا كمفتاح لقارتين”.

دعم أمريكا زاد من قلق إسبانيا

واسترسل الكاتب الإسباني في حديثه عن دعم أمريكا للمغرب وأثره على المنطقة، بأنه “لا شك في أن موقف الولايات المتحدة من دعم المغرب في مختلف القضايا قد ساهم في زيادة هذا القلق، على الرغم من أنه ينبغي فهم ذلك على أنه قرار من الرئيس ترامب، والذي قد يتم تصحيحه قريبًا إذا عملت الدبلوماسية الإسبانية على إظهار الرئيس الأمريكي الجديد”.

كما شدد المتحدث نفسه، على أن، المدينتين المستقلتين سبتة ومليلية مهمتان من الناحية الإستراتيجية، ليس فقط بسبب موقعهما الجغرافي، ولكن أيضًا لأنهما ينتميان إلى دولة ذات ديمقراطية راسخة وهي أيضًا عضو في الناتو”.

استجابة إسبانية خجولة

“ومع ذلك، يستطرد الكاتب الإسباني، كانت الاستجابة الإسبانية خجولة وغير كافية، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار الإستراتيجية المغربية لاختبار العكس قبل اتخاذ القرار، واتسعت دائرة الخجل بعد الطلب الأخير لقارب دورية من حوض بناء السفن “Navantia” الإسباني”.

مشيرا إلى أن “هذا النقد للخجل في استجابة إسبانيا، هو ما نتج عن الاستطلاع الذي أجرته شركة Sociométrica مؤخرًا، في ذلك ، يدعي أن  73٪ من الإسبان يطالبون بمزيد من القوة من جانب إسبانيا في مواجهة موقف المغرب من سبتة ومليلية، وعلى الرغم من اختلاف النسب وفقًا للأحزاب السياسية، فلا شك أن هناك قلقًا عامًا”.

“إلا أن مسحًا من هذا النوع لا يسمح باتخاذ قرار بشأن الإجراءات التي سيتم اتخاذها من خلال المطالبة بمزيد من القوة لدى الأغلبية، لأنه في هذه الحالة من الضروري العمل بإستراتيجية شرقية، والرد دون القيام بذلك والتحدث بصمت”. يستدر المصدر نفسه شارحا: “على سبيل المثال ، الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب، وتأكيد التعاون في جميع المجالات، والحفاظ على موقف حكيم اتجاه الصحراء، والإعلان عن زيارة ملك إسبانيا إلى سبتة ومليلية، ضمن البرنامج الذي يؤثر على جميع مناطق الأمة”.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x