لماذا وإلى أين ؟

أين اختفى أخنوش؟

توارى عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عن الأنظار منذ آخر تصريح له تعليقا على حملة مقاطعة منتجات استهلاكية، التي استهدفت أيضا منتوجات شركة “أفريقيا” التابعة لمجموعته الإقتصادية.

فبشكل غير مفهوم، اختفى أخنوش عن المشهد السياسي المغربي، تاركا الشارع المغربي في حالة غليان، دون إجابات أو إجراءات قد تشفي غليل شريحة واسعة من المغاربة، خاصة منهم أولئك الذين انخرطوا في حملة المقاطعة على مدى ثلاثة أسابيع، حيث لم يحضر أخنوش لجلسات البرلمان من أجل توضيح مصير آلاف الفلاحين الصغار الذين قد يتضررون جراء هذه الحملة.

وفي الوقت الذي خرجت فيه شركة “سنطرال-دانون” للإعتذار عن التصريحات التخوينية التي تفوه بها أحد مسؤوليها في حق المغاربة، وإن كان هذا الإعتذار لم يلقى اهتماما بالغا، وفي الوقت الذي رضخت مريم بنصالح للغضب الشعبي، وأصدرت شركتها “أولماس” بلاغا حول موضوع المقاطعة، فضل أخنوش الإختباء ولجم فمه إلى أجل غير مسمى، حيث بقيت شركته (أفريقيا) محشورة في الزاوية دون إصدار أي بلاغ في الموضوع، بل إن مسؤوليها يرفضون الرد على المكالمات الواردة على هواتفهم من طرف الصحافة.

لوحظ أيضا، أن أخنوش الذي كان هو وحزبه الأنشط على المستوى السياسي في الآونة الأخيرة، حيث دأب الميلياردير المغربي على حضور مختلف أنشطة هياكل حزب “الحمامة” في عدة مناطق مغربية، لم يعد له ذلك الحضور القوى مقارنة بالفترة السابقة والتي لا تقل عن شهر، وهو أمر يثير الإستغراب، خاصة وأن الوضعية الراهنة تحتم عليه الظهور. كما أن أخنوش حاول احتواء الأزمة عبر خرجات إعلامية لأحد قياديي حزبه الذي خاطب المقاطعين قائلا:”اللي فيه الفز كايقفز” وذلك دفاعا على وصف زميله في الحزب محمد بوسعيد للمقاطعين بـ”المداويخ”.

وعلى المستوى التنظيمي للشركة، فالمصادر أكدت أن أرباب محطات الوقود “أفريقيا”، أصبحوا في حالة هيجان ضد أخنوش حيث منحوه فرصة في أجل مدته شهر من أجل إيجاد حل للكساد الإقتصادي الذي يضرب هذه المحطات بسبب المقاطعة، وإلا فإنهم سيفسخون العُقد التي تجمعهم بـ”أفريقيا”، إلا أن أخنوش مرة أخرى، اختفى عن الأنظار، وترك الوضعية على ما هي عليه، مما قد ينبئ بأزمة قد تعصف بمستقبل الشركة.

السؤال الذي يطرح نفس بإلحاح في الوقت الراهن هو “أين اختفى أخنوش؟”، هل الأمر متعلق بالخوف من مواجهة الشارع المغرب؟ أم هو تخوف من تصريح أو زلة لسان قد تصب الزيت على نار الغضب الشعبي للمقاطعين؟ أم أن الأمر يتعلق بجهات ما أوعزت له بعدم الحديث في هذا الموضوع؟

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x