لقاح كورونا الهندي بالمغرب.. من شركة تُلبي حاجات الهنود إلى أكبر مُلقح للبشرية

وأخيرا وصلت في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة أول شحنة من لقاح كورونا، الذي انتظره المغرب طويلا، قادما من الهند، وليس الصين التي كانت أول من وقع معها المغرب قبل أن يلف الغموض هذه الاتفاقية. ومن المنتظر أن يتم تلقيح مليون مغربي به، في انتظار التوصل بباقي الجرعات.

فمن تكون هذه الشركة الهندية التي تطاردها الدول للحصول على جرعات التلقيح؟

توجد مجموعة شركات أطلقتها عائلة غنية في الهند يطلق عليها اسم Cyrus Poonawalla يقع مقرها الرئيسي في بيون، وهي مجموعة متنوعة لها مصالح تجارية تشمل الأدوية والتكنولوجيا الحيوية والتمويل والطاقة النظيفة والضيافة والعقارات والطيران.

في عام 1966 أسس الدكتور المشهور في الهند سايروس بوناوالا معهد سيروم الهند (SII) بهدف تصنيع بيولوجيا مناعية، كان هدفها محليا فقط، هو إنقاذ حياة ملايين الهنود من الأمراض والعدوى التي كانت تنخرهم.

ومع تقدم السنوات أصبح معهد Serum Institute of India مصنفا على أنه الشركة الهندية الأولى في مجال التكنولوجيا الحيوية، قبل أن يصبح أكبر شركة لتصنيع اللقاحات في العالم من حيث عدد الجرعات المنتجة والمباعة على مستوى العالم.

في سنة 2011، وسّع الرئيس التنفيذي للمجموعة بصمة سيروم العالمية من خلال الحصول على منتجات جديدة مرخصة ومؤهلة مسبقًا من قبل منظمة الصحة العالمية لتزويد وكالات الأمم المتحدة بما في ذلك اليونيسف ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية، وهو ما جعل المعهد مرجعا عالميا في ما يتعلق باللقاحات.

ويتلقى الآن حوالي 65 في المائة من الأطفال في العالم يتحدرون من 170 دولة لقاحا واحدا على الأقل تم تصنيعه من قبل المعهد.

ولا تقتصر أنشطة مجموعة Poonawalla على إنتاج اللقاحات من خلال المعهد، بل تعنى بتربية وسباق الخيول الأصيلة في الهند منذ عام 1946، وهي مزرعة الخيول الرائدة في البلاد. كما أسست شركة تقدم خدمات طيران مستأجرة منذ عام 2005 بأسطول مكون من 3 طائرات.

كما قام الرئيس التنفيذي للمجموعة بتنويع الأعمال إلى مجال تقديم القروض للمستهلكين والشركات الصغيرة والطاقة النظيفة والنظيفة لتلبية احتياجات الهند.

في سنة 2011 توفيت زوجة الرئيس التنفيذي، فقامت المجموعة بتأسيس مؤسسة باسمها تهدف إلى جعل الحياة في المناطق الحضرية والريفية أكثر ملاءمة للعيش وتقديم الدعم في مجال الرعاية الصحية والصرف الصحي والتعليم. وتضم المؤسسة اليوم ست مدارس ومستشفى ومشروع إدارة النفايات والصرف الصحي على مستوى المدينة يسمى “مبادرة المدينة النظيفة” بالإضافة إلى توفير مياه الشرب النظيفة لأكثر من 25 موقعًا في القرى المحيطة في المدينة حيث تأسست الشركة.