2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
خبير دولي يكشف أبعاد الرسالة الملكية إلى الرئيس النيجيري في هذه الظرفية

كشف بلاغ صادر عن الديوان الملكي، أن الملك محمد السادس أجرى أمس الأحد، مباحثات هاتفية مع رئيس جمهورية نيجيريا الإتحادية محمد بوهاري، أعرب خلالها الزعيمان عن عزمهما المشترك على مواصلة المشاريع الإستراتيجية بين البلدين وإنجازها في أقرب الآجال، ولا سيما خط الغاز نيجيريا ــ المغرب وإحداث مصنع لإنتاج الأسمدة في نيجيريا.
هذه الخطوة التي أقدم عليها عاهل البلاد الملك محمد السادس تأتي في سياق تحركات كل من الجزائر وجنوب أفريقيا من أجل معاكسة مصالح المغرب والضغط على عدد من الدول التي تربطها علاقات مع المملكة ومنها نيجيريا. الأمر الذي يطرح تساؤلات حول أبعاد الخطوة التي أقدم عليها عاهل البلاد خلال هذه الفترة بالذات.
البعد التنموي والاختراق الافريقي:
كشف أستاذ العلاقات الدولية عصام لعروسي، أن الرسالة الملكية للرئيس النيجيري في هذا التوقيت بالذات تدخل في سياق مستجدات وتحولات وازنة أبرزها الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، معتبرا أنه “تحرك دبلوماسي مغربي وفق مقاربة تنموية له العديد من الدلالات والأبعاد، أبرزها البعد التنموي الذي يعتبر الآلية الجديدة الدبلوماسية المغربية”.
وقال العروسي في تصريح لـ”آشكاين”، إن “المغرب يواصل تنفيذ إتفاقية الغاز بين المغرب ونيجيريا التي وقعها العاهل المغربي خلال زيارته لنيجيريا سنة 2016″، مشيرا إلى أن “الرسالة الملكية هي استكمال للتعاون الثنائي بين البلدين والذي سوف يكلل بتدشين وحدة لإنتاج الأسمدة”.
واعتبر المتحدث، أن المغرب يستمر من خلال هذه الخطوة في “تعميق الإختراق لدول شرق ووسط وجنوب أفريقيا، والتي كانت نيجيريا تحتل مكانة أساسية ضمن محور الجزائر وجنوب أفريقيا المناوئ للوحدة الترابية”، مبرزا أن “تحييد الطرف النيجيري وفصله عن هذا التقاطب، هو إحدى أهداف الدبلوماسية الملكية في هذا التوقيت الحساس من نزاع الصحراء المغربية”.

البعد الأمني والرد على التحركات العسكرية:
وشدد الخبير في العلاقات الدولية، على أن “الرسالة الملكية هي إجابة غير مباشرة على كل التحركات العسكرية اليائسة التي تقوم بها البوليساريو وداعمتها الجزائر من خلال قصف بعض الصواريخ على المعبر الحدودي الكركرات”، كما أنها “مناورة استباقية ترغب في دعم التحالفات مع دول أفريقية كانت تصنف تاريخيا ضمن محور الجزائر وجنوب أفريقيا”.
التقارب مع نيجيريا يدخل بحسب متحدث “آشكاين”، في إطار “البعد الأمني، خاصة الأمن الروحي ومحاربة الإرهاب، وهي دينامية ناجحة استطاع المغرب أن يرسخها في أفريقيا بإشرافه على تكوين العديد من العلماء والأئمة النيجيريين، للمساهمة في دعم ثقافة الإعتدال والتسامح في القارة السمراء”.
وخلص العروسي، إلى أن “أجهزة الإتحاد الأفريقي يرتقب أن تشهد اشتداد صراع، خاصة أن جنوب أفريقيا والجزائر تروجان لخطاب عدائي يعتبر قضية الصحراء المغربية ذات أولوية كبرى”. لافتا إلى أن “الإتحاد الأفريقي مطالب بتفعيل آليات التعاون وحل الأزمات الإقليمية بدل الخوض في صراعات سياسوية من خلال الإستمرار في هذا النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية”، وفق المتحدث.