2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

قالت صحيفة “إل إسبانيول” إن اسبانيا تبنت مؤخرا موقفا عدائيا تجاه وحدة الأراضي المغربية، وبالتالي كسرت الحياد الإيجابي الذي أصبح السمة المميزة للحكومات الإسبانية تجاه المغرب منذ حكومة خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو.
غير أن التوتر بين البلدين، تضيف الصحيفة في مقال لسمير بنيس دكتور في العلاقات الدولية ومستشار دبلوماسي أول في واشنطن، بدأ يتصاعد بعد أن أهان عضو في حزب فوكس في مليلية الشعب المغربي واتهم المغرب بابتزاز إسبانيا، وفي نفس الوقت اعتبرت وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا أن قرار دونالد ترامب فاجأ الحكومة الإسبانية، وبعدها عادت لتقول إن حل نزاع الصحراء لا يعتمد على دولة واحدة.
ويرى المصدر ذاته أن مخطط الحكم الذاتي المغربي يشكل أساسا لمناقشات جادة وذات مصداقية، مشيرة إلى موقف فرنسا الذي يشدد على أهمية الحكم رغم أنها لم تعترف بمغربية الصحراء، “وهذا بالتأكيد ليس ما يتوقعه المغرب من شريكه الاقتصادي والتجاري الرئيسي اسبانيا، ومن الواضح أن الغموض في موقفها هو سبب تأجيل الاجتماع رفيع المستوى (RAN) بين مدريد والرباط الذي كان من المقرر عقده في 17 دجنبر الماضي”، تورد الصحيفة.
ويشدد على أنه إذا ما لم توضح إسبانيا موقفها وترغب في تقديم الدعم السياسي لخطة الحكم الذاتي المغربية، فإن فرص الاجتماع الذي سيعقد في فبراير ضئيلة للغاية.
في نظر المصدر ذاته، تعليقات العثماني حول سبتة ومليلية، “ليست صدفة ولا زلة لسان، بل هي ترجمة لاستياء المغرب من موقف إسبانيا غير الواضح وفي بعض الأحيان العدائي فيما يتعلق بالسيادة المغربية على الصحراء”.
“بالنسبة للمغاربة، إذا أرادت إسبانيا الاستفادة من مكاسب الحفاظ على علاقات ممتازة ونموذجية مع المغرب، فقد حان الوقت لأن تتخلى عن نفاق ما بعد الاستعمار وتعترف بحقوق المغرب التاريخية والقانونية على أراضيها الجنوبية”، تقول “إل إسبانيول” في مقالها قبل أن تضيف أن للرباط وسائل ضغط عديدة لمطالبة إسبانيا باحترام وحدة أراضي المغرب.
ليس هناك شك، بحسب مصدرنا دائما، “في أن قرار دونالد ترامب قد عزز موقف المغرب، والرباط تمتلك في السياق الإقليمي الحالي العديد من وسائل الضغط لمطالبة إسبانيا باحترام كل من وحدة أراضي المغرب والشعب المغربي”، مصيفا أن “السياق الجيوسياسي الحالي هو أن الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في إسبانيا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستقرار في المغرب”.
يجب أن تختار إسبانيا
يورد الكاتب أن على “الإسبان أن يقبلوا حقيقة أن الصحراء هي مسألة حياة أو موت ليس فقط للملكية المغربية، ولكن للبلد بأكمله. يدرك المغاربة بشكل متزايد الأثر الكارثي الذي خلفه إطالة الصراع على حاضر ومستقبل بلادهم”. وأن استقرار إسبانيا وأمنها فضلا عن نجاح استراتيجيات الهجرة ومكافحة الإرهاب يعتمد إلى حد كبير على تعاونها الوثيق مع المغرب.
على مر السنين، بذلت الرباط جهودا كبيرة لمساعدة مدريد في الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين، فضلاً عن منع سلسلة من الهجمات الإرهابية على الأراضي الإسبانية. لهذا السبب ولأسباب أخرى، تشدد الصحيفة على أنه “يجب أن يكون لإسبانيا موقف واضح من الصحراء. لا يمكنه الاستمرار في تكرار أن الرباط ومدريد تتمتعان بعلاقات “ممتازة”، متهربين من مسؤوليتهما في نزاع الصحراء وبدون الشجاعة لدعم السيادة المغربية بوضوح”.
ومثلما تدافع إسبانيا بغيرة وشراسة عن مصالحها الاستراتيجية، فقد سعى المغرب للحفاظ على مصالحه، ولا سيما وحدة أراضيه غير القابلة للتفاوض. ويتعين على إسبانيا قبول هذا الواقع وتلبية توقعات المغرب من خلال إظهار تفهم واحترام رغبة البلاد في الحفاظ على وحدة أراضيها، يورد كاتب المقال.