لماذا وإلى أين ؟

الإعلام الدولي يستنكر فاجعة طنجة ويتساءل عن “سرية” المصانع

تصدرت فاجعة طنجة التي وقعت أمس المنابر الإعلامية العالمية، إذ خصصت لها مقالات للحديث ليس فقط عنها بل عما كشفته هذه الفاجعة، بخصوص حوادث الشغل التي يتصدر المغرب أرقامها مقارنة مع الدول المجاورة، ناهيك عن فوضى القطاع غير المهيكل. أما “سرية” المصنع الذي الغارق فكان محل تساؤل لدى بعض منابر الإعلام.

وكالة فرانس بريس ذكرت بأن المغرب يسجل نحو “ألفي وفاة سنويا بسبب حوادث شغل ما يعد من بين أعلى الأرقام المسجلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بسبب ضعف تطبيق القوانين ذات الصلة والنقص الحاصل في الكفاءات المتخصصة”، وكذلك “محدودية إمكانيات جهاز المراقبة، كما ذكر تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.

وبحسب الوكالة، الحادث أعاد إلى الواجهة إشكالية الاقتصاد غير المنظم في المغرب، خصوصا في قطاع النسيج الذي تصنع نحو 54 بالمئة من منتجاته في معامل “لا تحترم المعايير القانونية”، وفق دراسة لنقابة رجال الأعمال (اتحاد مقاولات المغرب) العام 2018. ولم يفتها أيضا الإشارة إلى الفيضانات التي غمرت شوارع رئيسية بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، مبرزة أنها أثارت انتقادات وتساؤلات حول جودة وصيانة البنيات التحتية.

من جهتها وقفت independent على وصف المعمل بـ”السري”، معتبرة أنه أثار ردود أفعال مستغربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتساؤلات حول كيف يعقل أن يظل المعمل سرياً من دون علم السلطات في حي سكني.

وقالت إن “معامل النسيج غير القانونية يعد واحدا من الأنشطة الكثيرة التي تشكل ما يعرف في المغرب بـ”الاقتصاد غير المهيكل”، والتي تتم من دون تراخيص من السلطات، مستفيدة من عدم دفع الضرائب وحقوق العاملين، ولفتت إلى دراسة أجراها اتحاد مقاولات المغرب سنة 2018، والتي تحدثت عن حوالى 54 في المئة من منتجات قطاع النسيج والجلد في المملكة “لا تحترم المعايير القانونية”.

صحيفة “lemonde” الفرنسية أشارت إلى أن رؤساء الكتل البرلمانية المختلفة نددت ظهر أمس الاثنين بـ”وجود هذه الوحدات السرية”، ودعوا إلى تحقيق “كامل” لـ “تحديد كافة المسؤوليات” للدراما في طنجة.

وذكرت الصحيفة أنه يتم تسجيل حوالي 2000 حادثة شغل كل عام، وهي “واحدة من أعلى الأرقام” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مبرزة أن المغرب يشهد أمطارا غزيرة في الأسابيع الأخيرة بعد فترة طويلة من الجفاف ما تسبب في انهيار منازل، كما أن هذه الفيضانات تحصد بانتظام ضحايا في المغرب وهو ما يجعله “الخطر الأول من حيث القتلى على المستوى الوطني”.

بدورها نقلت صحيفة ouest-france خبر الفاجعة، حيث ركزت في مقال على أنه تم انتشال جثث الضحايا بفضل مساعدة مواطنين قبل وصول سيارات الإسعاف، وهو ما أشارت إليه lefigaro التي قال إنه تم إنقاذ العمال بفضل مواطن ساعد العاملات على الهروب من الطابق السفلي الذي غمرته المياه، بواسطة حبل، ونقلت أن الشبكات الاجتماعية تساءلت عما إذا كان من الممكن أن تظل ورشة العمل سرية طيلة السنوات الماضية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x