لماذا وإلى أين ؟

لماذا لم يتحمل حفيظ العلمي مسؤوليته السياسية في فاجعة طنجة “السرية”؟

مباشرة بعد وقوع فاجعة معمل مدينة طنجة أمس الإثنين 08 فبراير الجاري، تعالت الأصوات المنادية بضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة ومحاكمة كل من ثبت تورطه في الفاجعة التي أودت بأرواح مجموعة من المواطنين. ففي حين طالب البعض بمحاسبة رئيس الحكومة باعتباره المسؤول عن التنسيق بين القطاعات الحكومية، دعا البعض الآخر إلى محاسبة وزير التشغيل والإدماج المهني “لأن ما حدث يسائله أولا”.

مطالب المحاسبة لم تقتصر على المسؤولين الحكوميين فقط، بل هناك من طالب بضرورة محاسبة والي جهة طنجة تطوان الحسيمة باعتباره المسؤول الأول على المستوى الجهوي، فيما دعا البعض الآخر إلى محاكمة المنتخبين بجماعة طنجة، كما أن هناك من طالب بمحاسبة شركة أمانديس المكلفة بتوزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء وخدمات التطهير السائل.

وحيث أن المعمل “السري” الذي شهد الفاجعة يختص في صناعة النسيج وإنتاج المواد الأولية في مجال الخياطة، فإن هذا الأخير يفترض أنه يدخل ضمن اختصاصات وزارة الصناعة والتجارة، وهي التي لم تذكر قط في مطالب محاسبة المتورطين في حدوث الفاجعة خاصة أن المعمل كان يسوق إنتاجه منذ ثلاث سنوات خلت.

حفيظ العلمي الوزير الوصي على مجالي التجارة والصناعة سوق لنفسه صورة المسؤول الذي ينتقل بين المقاولات والمعامل خلال فترة تفشي فيروس كورونا لتشجيعها على الإنتاج، التزم الصمت حيال فاجعة طنجة التي راح ضحيتها 24 من أرواح المواطنين المغاربة “الأبرياء” بالرغم من كونه يتحمل المسؤولية السياسية فيما وقع لكونه الوصي على القطاع الذي كان المعمل يزاول فيه نشاطه.

مسؤولية وزارة العلمي تكمن في مراقبة المقاولات المشتغلة في مجالي الصناعة والتجارة. لكن معمل الفاجعة بطنجة كان يسوق منتوجاته إلى السوق الداخلية منذ ثلاث سنوات خلت دون حسيب ولا رقيب حتى فضحته مياه الأمطار، في غياب المسؤولين الذين يتحملون وزر مسؤولية القطاع.

فأين كانت مصالح وزارة الصناعة والتجارة والإقتصاد الأخضر والرقمي في الوقت الذي كان فيه معمل طنجة والكثير من أمثاله يسوقون منتجاتهم صوب السوق الداخلية والخارجية ؟ وهل سننتظر كل مرة أمطار الخير لتفضح لنا “الفساد” المستشري في القطاعات الحيوية بالمغرب، بالرغم من وجود مؤسسات ووزارات تتحمل المسؤولية و”تنعم” بتعويضات سمينة من المال العام ؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
مدوخ
المعلق(ة)
الرد على  الادريسي العلمي
10 فبراير 2021 13:34

السيد مشغول بتصدير الكمامات واجهزة الانعاش للعالم.

الادريسي العلمي
المعلق(ة)
10 فبراير 2021 01:48

المشكل عويص ناتج عن القرارات المعقدة من اجل الحصول على ترخيص ، و يفرشون لك العراقيل ، و يدفعوا بك للاشتعال في السر و خارج القانون ، مع الاسف الكل يتحمل مسؤوليته ، لمقدم ، الشيخ ، القايد، الباشا ، العامل ، الوالي …مفتش الشغل ، امانديس ،وووو
هناك بيئة مغربية ادارية سلطوية فاسدة تساهم في العشوائية

حنظلة
المعلق(ة)
9 فبراير 2021 23:07

لأنه مدعوم من الجهات العليا…
متى شاهدتم في هذه البلاد مسؤولا يحاسب على جرائمه؟؟؟؟
الحساب والعقاب والسجن لأولاد الشعب ونسائه : من سرق بيضة أو فضح فسادا فالويل له…ومن نهب الثروة التي يبحثون عنها فله وسام استحقاق جزاء وامتنانا!!!!
ألسنا بلد الإستثناء؟؟
انشر حفظك الله

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x