لماذا وإلى أين ؟

ما الذي تقصده الخارجية الامريكية بعبارة “النزاع في المغرب”؟ خبير دولي يجيب

علّق سمير بنيس، الخبير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية، على تضمين وزارة الخارجية الامريكية عبارة ” النزاع في المغرب” في تعليقها على الاعتراف بمغربية الصحراء، قائلا إنها عبارة لها دلالة قوية جداً تظهر بشكل ضمني اعتراف الإدارة الأمريكية الجديدة بمغربية الصحراء.

فأن يقول المسؤول الأمريكي “النزاع داخل المغرب”، فهذا اعتراف بأن الحدود الجغرافية لهذا النزاع توجد داخل المغرب، وأن الصحراء تخضع للسيادة المغربية، يقول بنيس، مضيفا أن كل هذه التصريحات لا تكون اعتباطية ولا يقع فيها ارتجال، بل يتم التحضير لها، والدليل هو أن المسؤول الأمريكي كان يقرأ من الورقة التي تم تحضيرها قبل المؤتمر الصحفي. والأهم من ذلك أنه استعمل هذه العبارة للرد على سؤال لأحد الصحفيين عما إذا كانت الولايات المتحدة تعترف بمغربية الصحراء أم لا.

وتابع قائلا إن منطقة شمال افريقيا لن تكون من بين أهم أولويات الرئيس بايدن خلال الشهور الستة الأولى من رئاسته. وبغض النظر عن هذه النقطة، فإن المغرب يعتبر من بين اللاعبين الإقليميين الأساسيين الذين تعتمد عليهم الولايات المتحدة للحفاظ على مصالحها في المنطقة والحفاظ على استقرار المنطقة ومحاربة التطرف والإرهاب.

سيكون الصعب على واشنطن التراجع عن اعترافها لانها تتعامل مع دولة ذات سيادة وليس مع كيان وهمي غير معترف به المجتمع الدولي. ثانياً من الناحية العملية، سيعتبر أي قرار مفترض لبايدن في هذا الصدد مجازفة كبيرة قد تعصف بالعلاقات يبن المغرب والولايات المتحدة. معلوم أن قضية الصحراء ليست قضية تحظى باهتمام كبير في الولايات المتحدة وتعتبر نزاع ذات حذة ضعيفة.

وقد ظهر ذلك بوضوح خلال الخطاب الذي ألقاه الرئيس بايدن يوم الخميس من مقر وزارة الخارجية، حيث لم يتضمن أي إشارة إلى نيته في إعادة النظر في قرار الرئيس السابق، دونالد ترامب، الاعتراف بمغربية الصحراء. لو كانت للرئيس بايدن النية في تغيير السياسة الأمريكية تجاه المغرب بخصوص الصحراء لقام بذلك اليوم. ألا يقوم بذلك اليوم، فذلك يعني أن هذا الملف لا يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لواشنطن وأنها لا تفكر في إعادة النظر في اعترافها بمغربية الصحراء، يخلص الخبير ذاته.

ومن جهة أخرى، إذا انتبهنا إلى الخطاب الذي وجهه الرئيس بايدن للاتحاد الافريقي بمناسبة انعقاد القمة الرابعة والثلاثين، فإن أهم نقطة أشار إليها،في نظر بنيس،  هو تعزيز فرص الاستثمار والتجارة بين افريقيا والولايات المتحدة. وإن كان قد أكد على أهمية تعزيز حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق الأقليات وحقوق المثليين، إلا أن ما سيهم الإدارة الأمريكية من الناحية العملية في المستقبل هو تعزيز حضورها على المستوى الاقتصادي في إفريقيا جنوب الصحراء ومواجهة المد الصيني والحد من الهيمنة الاقتصادية الصينية.

والأهم من ذلك، يضيف المصدر ذاته، “علينا ألا ننسى نفوذ اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة والارتباط الوثيق للرئيس بايدن بإسرائيل والتزامه بالحفاظ على أمنها”.

وبالنظر لتزامن اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء مع قرار المغرب إحياء علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، فلا شك أن اللوبي اليهودي الذي كان مقرباً من إسرائيل حتى قبل هذه الخطوة، سيعمل على إقناع بايدن بعدم المساس بمصالح المغرب، يقول بنيس.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x