لماذا وإلى أين ؟

هكذا ستؤثر رسالة 250 شخصية عالمية على قرار بايدن بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء (خبير)

دعت 250 شخصية مرموقة  من 25 دولة عبر العالم، من بينهم قادة سياسيون ومنتخبون من عدة دول، وبرلمانات جهوية، سابقون وحاليون، الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى دعم قرار الولايات المتحدة الأمريكية القاضي بالاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، مؤكدين، في رسالة تحمل توقيعاتهم، على أن “المبادرة المغربية للحكم الذاتي تمثل الحل الوحيد والدائم لهذا النزاع المفتعل”.

هذه المراسلة تطرح تساؤلات عديدة حول أثرها على بايدن، خاصة بعد أسابيع قليلة من تلقيه مراسلة من أعضاء الكونغرس الـ27 ومراسلة البرلمان الجزائري المطالبتان اللتان طالبتها بسحب الاعتراف الأمريكية بمغربية الصحراء.

جواب على طلب أعضاء من الكونغرس سحب الاعتراف

وفي هذا السياق، يري المحلل السياسي المغربي، والخبير في العلاقات الدولية عبد الفتاح الفاتحي، أن “هذه الرسالة بمثابة جواب على الرسالة المكونة من 27 شخصية والتي سبق وأن بُعثت من طرف اللوبي الجزائري إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، للمطالبة بسحب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء”.

موردا أن “هذه الرسالة ستكون مؤثرة وقوية بحجم الشخصيات التي وقعت عليها كما وكيفا، لذلك يُتوقع أنه لا من حيث الحجم العددي ولا من حيث طبيعة الشخصيات المؤثرة والوازنة والتي لها تأثيرات جيو-استراتيجيا واقتصاديا، وتأثير على المستوى الثقافي، وعلى دراسة الأبعاد المستقبلية للتحولات

عبد الفتاح الفاتحي – محلل سياسي وخبير في العلاقات الدولية

العالمية”.

وأكد المتحدث نفسه، على أن “هذه الرسالة معتبَرَة، لا من حيث الدفوع التي تقدموا بها ولا من حيث الشخصيات واختلاف مشاربهم وتخصصاتهم في مجال المال والأعمال والسياسية، وهي طبعا رسالة مؤثرة”؛ مشددا على أنها “جواب على ما سبق وأن قامت به الجزائر من مراسلة لبايدن، والتي لم تأت بنتيجة”.

تضارب في وجهات النظر الأمريكية

واستدرك الفاتحي في تصريحه لـ”آشكاين” أنه “يمكن القول عموما، إن هذه الرسالة تعكس أن هناك نوعا من تضارب وجهات النظر حول مستقبل هذا الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وتحوم حوله مجموعة من التساؤلات والنقاشات”.

وذهب الفانحي بقوله إن “هذه الرسالة ستعكس طبيعة الاعتبارات التي يجب أن يتخذها صانع القرار الأمريكية بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء، وبخصوص الخطوات المستقبلية بناء على هذا الاعتراف”.

انخداع بالمفاهيم

ويرى الخبير في العلاقات الدولية “أن الموقف المغربي، حتى الآن، راجح، لاعتبارات موضوعية وجيو-استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن ما يخيف هو الاعتبارات القيمية، والانخداع، وربما خوف أمريكا من بعض المفاهيم ذات صبغة الحرب الباردة”.

رسالة ستخفي دفوعات الكونغرس والبرلمان الجزائري

وخلص المتحدث نفسه إلى أن “هذه الرسالة جواب جيد جدا لما سبق من محاولات التشويش، وسيخفي الدفوعات التي تقدم بها الشخصيات التي راسلت جو بايدن لسحب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء”.

وأكد الفاتحي في حديثه لـ”آشكاين”، على أن الدفوعات التي قدمتها الـ250 شخصية في مراسلتها لبايدن هي أكثر من موضوعية، والتي ستساهم أكثر في جعل الرؤية أكثر من موضوعية لإدارة بايدن، من أجل التفكير بأنه تغيرت الكثير من المفاهيم، وأنه ليس هناك من خلاف حول القيم الديمقراطية التي تدافع عنها أمريكا”.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x