2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

خلف قرار المغرب تجميد علاقاته المؤسساتية والدبلوماسية مع الجمهورية الاتحادية الألمانية دهشة عدد من البلدان الذي اعتبرتها خطوة مفاجئة وجريئة الغرض منها تحذير باقي الدول التي لها مواقف ملتبسة من الوحدة الترابية للمملكة.
وأوردت صحيفة “الكونفيدونسيال” الإسبانية أن قرار المغرب هذا بمثابة رسالة تحذيرية للجارة الشمالية إسبانيا، مبرزة أنه لن يكون الأمر غريبا إذا ما لجأ المغرب لقطع علاقاته مع إسبانيا بسبب وحدته الترابية، في الأيام القادمة.
واعتبرت الصحيفة، في مقالة عنونتها بـ “تعليق المغرب لعلاقاته مع ألمانيا بمثابة تحذير لإسبانيا أيضا”، أن الرباط تجرأت بشكل غير مسبوق على إعلان أزمة دبلوماسية مع برلين، حيث فاجأت الجميع بقرارها.
وصرحت مصادر دبلوماسية للصحيفة، أن الموقف المغربي تجاه ألمانيا، هو رسالة للحكومة الإسبانية من أجل تحديد موقف أكثر تصالحية مع المملكة المغربية، لابتعاد عن موقفها التقليدي.
و كشفت الصحيفة، أن العلاقة بين الرباط ومدريد لم تعد تمر بأفضل أحوالها مؤخراً، والدليل أن القمة الثنائية التي كان مقرر إنعقادها في 17 دجنبر من السنة الماضية، تم تأجيلها بطلب من الرباط، لغاية فبراير ولم تعقد أيضاً الشهر الماضي.
و أشارت “الكونفيدونسيال” إلى أن النجاح الدبلوماسي الكبير الذي حققه المغرب بكسب اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية جميع أقاليمه الصحراوية، جعله في موقف قوي عكس السابق.
وأضافت الصحيفة، أن الدبلوماسية الإسبانية أصبحت في مأزق حقيقي عقب الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في آخر أيام من ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، وتحديدا في 10 دجنبر من السنة الماضية.
وأوضح ذات المصدر، بأن رفع خرقة جبهة البوليساريو أمام برلمان مدينة “بريمن” الألمانية، أصغر البرلمانات الإقليمية للبلاد، وتضامن هذه المؤسسة مع الجمهورية الوهمية، قبل أن تعود بعد ساعات لإزالتها، كانت النقطة التي أفاضت الكأس في العلاقة بين البلدين.
وعرجت الصحيفة على الإشارة إلى أن تعليق المغرب علاقاته مع ألمانيا لا يرقى بعد لأزمة دبلوماسية وإنما رسالة مفادها أن “سوء الفهم العميق” حول قضايا المملكة السيادية يجب الحسم فيه.
ويذكر أن وزارة الخارجية المغربية، وفي خطوة لم تكن متوقعة، وجهت مراسلة للحكومة المغربية تخبرها بوقف جميع أشكال التعامل والتواصل مع السفارة الألمانية و كافة المؤسسات التابعة لها فوق التراب الوطني، بسبب ما اعتبرته “الخلافات العيمقة بخصوص القضايا الكبرى للمملكة”.