2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أثار نشر قناة الجزيرة خريطة المغرب دون صحرائه استنكارا واسعا في صفوف المغاربة، معتبرين أن هذا السلوك “غامض وغير مفهوم” في ظل الوضع الإقليمي الحالي وما يشهده من تغيرات في ملف الصحراء المغربي، خاصة أن القناة نفسها لم تتعاطى مع الحراك الشعبي في الجزائر بطبيعتها المعودة.
خروج الجزيرة بهذه الفيديوهات التي تعرض خريطة المغرب مبتورة، يثير تساؤلات حول مدى ثبات قطر على موقفها تجاه ملف الصحراء المغربية، وهل هذا يعبر عن تغير في موقفها؟.
سحابة صيف عابرة أو خطأ تقني
وأوضح المحلل السياسي المغربي والخبير في العلاقات الدولية، عصام العروسي، أن “نشر قناة الجزيرة لخريطة المغرب دون صحرائه، لا يمكن أن يجعلنا نكيل الاتهامات لقطر، ولا يمكن أن نعتبره مؤشرا واضح على تغير الموقف القطري حول ملف الصحراء المغربية، خاصة أن الجزيرة تعبر عن توجهات الدولة القطرية”.
ولفت لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أنه “خلال الألفية الثانية، من التسعينات إلى سنة 2000 كان الموقف القطري واضحا بهذا الخصوص، وكان ذلك يغضب الكثير من المغاربة بنشر الجزيرة حينها خريطة المغرب مبتورة، وتكرر ذلك أكثر من مرة، كما عملت حينها على استضافت انفصاليين”.
ويرى المحلل السياسي، عصام لعروسي، أن “هذه النظرة خفتت كثيرا خلال السنوات الأخيرة، خاصة أن الموقف المغربي إزاء القضايا الخليجية كان معتدلا جدا، ولم يشأ أن يدخل في إطار صراع خليجي، بل حاول أن يتدخل لرأب الصدع، وبعث بمساعدات غذائية لقطر في ظل الحصار المفروض عليها، وسجل موقفا إيجابيا اتجاهها”.
“والقول إن هناك تغير في الموقف القطري يعني أن هنا أشياء حصلت أو أن هناك سوء تفاهم بين البلدين، وهو الأمر الذي لا يبدو لحد الآن”،يضيف لعروسي شارحا: “ربما هي سحابة صيف عابرة أو خطأ تقني”.
التغاضي عن حراك الجزائر
وأوضح المتحدث نفسه أنه “في فترة من الفترات كان هناك من يحرك مثل هذه الأمور، بوجود بعض التيارات داخل قناة الجزيرة لتحقق تقاربا مع الجزائر، وهناك مؤشر على عدم الحياد الذي تحكمه الأجندات الخاصة لكل منبر إعلامي، هو أن الجزيرة تغاضت عن الحراك الجاري في الجزائر منذ أسبوعين”.
معتبرا أن “هذا يعني أن هناك تململا في الموقف القطري من خلال مسك العصا من الوسط، رغم عدم وجود مؤشرات واضحة تجعلنا نتحدث عن أزمة قطرية مغربية صامتة، ونشر الخريطة المغربية مبتورة في هذا التوقيت كان مفاجئا”.
“خاصة أن قناة الجزيرة في الفترة الأخيرة تفاعلت مع الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، ونشرت روبرتاجا تغطي فيه تأسيس القنصلية الأمريكية في مدينة الداخلة، كما أن القناة اعتمدت لأول مرة اسم الصحراء المغربية بدل اعتمادها الغربية”. يسترسل لعروسي.
ريبة وشكوك
وخلص الخبير في العلاقات الدولية نفسه، إلى أن “هذه المفارقات تشير إلى نوع من الريبة والشكوك للمواطنين المغاربة الذي يرفضون أن تنشر أي قناة كيفما كان نوعها خريطة المغرب دون صحرائه، رغم أن هناك قنوات عديدة تعمد لذلك، ولكن هذه القنوات معروفة بولائها للجزائر والبوليساريو”.
وشدد محدثنا على أن “قناة الجزيرة كان يفترض أن تتجاوز هذه المرحلة، كونها أصبحت تتعاطى مع القضايا العربي بنوع من الاعتدال، وهو ما لمسناه في الثلاث سنوات الأخيرة، إذ أنها لم تتعاط لأحداث تسيء لسمعة المغرب”.
أحمد الهيبة صمداني – آشكاين