لماذا وإلى أين ؟

نمو ميناء طنجة المتوسط يثير مخاوف إسبانيا (إعلام أجنبي)

شكل النمو المتواصل لميناء طنجة المتوسط مثار مخاوف إسبانية، انعكست عبر إعلامها الذي أشاد بالمجهودات التي يبذلها المغرب في مجال الموانئ وتوسعتها، متخوفا من المنافسة التي أصبح يبديها  ميناء طنجة في منافسته على “الريادة” على مستوى البحر الأبيض المتوسط.

وأوردت صحيفة “إلباييس” الإسبانية، في مقال تحليلي مطول عن ميناء طنجة المتوسط، عنونته بـ “طنجة الساخنة في أعقاب الجزيرة الخضراء”، معتبرة أن هذا “الميناء المغربي يحقق المركز الأول في الحاويات المنقولة منذ 13 عاما، وأنه قريب بالأطنان المنقولة إلى ميناء قادس زعيم البحر المتوسط”.

ميناء طنجة تجاوز موانئ إسبانية

وأوضحت الصحيفة نفسها، أنه “على الرغم من أن الميناء الأندلسي لا يزال يحتل الصدارة في البحر المتوسط​​، حيث تم نقل 107 مليون طن خلال عام 2020، فإن الميناء المغربي اختتم نفس العام بـ 80 مليون طن”.

وقد أدى هذا الرقم، تضيف “إلباييس”، الذي يزيد بنسبة 18 في المائة عن العام السابق، إلى “تجاوز ميناء طنجة المتوسط ​​جميع الموانئ الإسبانية بوحدات مناولة الحاويات: 5.7 مليون في الميناء المغربي، مقارنة بـ 5.4 مليون في فالنسيا و 5.1 من الجزيرة الخضراء”.

وأكد المصدر نفسه على أن “إسبانيا كانت تتراجع منذ أن افتتح الملك محمد السادس هذه البنية التحتية في عام 2007، جوهرة الشمال، التي تقع على بعد 50 كيلومترًا من طنجة في اتجاه تطوان، ومنذ ذلك الحين، كان الارتفاع مذهلاً”.

ويعتقد رئيس هيئة ميناء خليج الجزيرة الخضراء، جيراردو لاندالوس، في حديثه لـ”إلباييس”، أن البيانات تتحدث عن “منظور من وجوه مختلفة”؛ وأن “لديهم منافسة قوية مع المغرب في حركة الحاويات بين الشرق والغرب”.

وذهبت الصحيفة الإسبانية إلى أن “طنجة المتوسط ​تفتخر ​بأنها أصبحت في عام 2020، وسط جائحة كورونا، أول ميناء في البحر الأبيض المتوسط لنقل للبضائع”، مشيرة إلى تصريح مدير الميناء، رشيد هواري، الذي أكد لهذه الصحيفة في عام 2019، على أن “قلة قليلة كانت تراهن على هذا المشروع سيحقق هذا النجاح، لكن بفضل رؤية الملك تحولت طنجة من رابع أو خامس مدينة اقتصادية في البلاد إلى الثانية”.

عمالة رخيصة وتكاليف بيئية أقل

ويعتقد فرناندو غونزاليس لاكسي، مدير معهد الدراسات البحرية بجامعة آكورونيا، حسب “إلباييس” أن “التقدم المغربي يعود لسببين: “من ناحية، فإن تكاليف مناولة الحاويات أرخص، لأن الرواتب في المغرب هي أقل بكثير”.

ويشير المتحدث ذاته، إلى أن “اختراق” طنجة كان متوقعًا بدرجة كبيرة. إذ أن “هناك العديد من الأسباب، أولاً، هناك رهان واضح من المغرب، ليس فقط في الميناء، ولكن في مجال الخدمات اللوجستية، ثانيًا، هم أكثر قدرة على المنافسة من حيث تكلفة العمالة؛ وثالثاً، أنها ليست صارمة في الضوابط البيئية عند تطوير البنى التحتية”.

الميناء المغربي ضمن قائمة أفضل 40 ميناء في العالم

واستدركت الصحيفة الإسبانية نفسها، أن مديري ميناء طنجة كانوا يطمحون إلى وضعها في قائمة العشرين الأوائل، في عام 2020، إذ وضعت قائمة “لويدز” لأفضل 100 ميناء طنجة في المرتبة 35 الأفضل عبر العالم، بثلاثة أماكن خلف الجزيرة الخضراء، من بين العشرة الأوائل، سبعة صينيون”.

إسبان يشعون بـ”إهانة قاسية”

“هناك حيث يشعرون في ميناء قادس بالإهانة القاسية مقارنة بالمغرب”، تسترسل الصحيفة في مقالها التحليلي، إذ أن “طنجة المتوسط ​​مثلتْ مشروع الدولة في المغرب، وهو تطوير كامل المنطقة الشمالية من المغرب.

ونقلت ‘إلباييس” قول الرئيس التنفيذي لشركة “TTI Algeciras”،  الذي أكد على أن “طنجة لم تعد تشكل تهديدًا، بل هي حقيقة واقعة، سواء أحببنا ذلك أم لا، فهو موجود”؛ مشيرا في الوقت نفسه إلى “اختلافات أخرى بين المينائين، مثل العمالة الأرخص، والتمويل المباشر من الدولة المغربية، والضرائب المختلفة أو اللوائح البيئية الأكثر تساهلاً مقارنة بالاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن “الأسلحة ليست هي نفسها”.

المزيد من المنافسة للموانئ الإسبانية

“طنجة المتوسط ​​لن تكون المنافِسة الوحيدة للجزيرة الخضراء في البحر الأبيض المتوسط، تستطرد “إلباييس”، مشيرة إلى أن “المغرب أعلن في عام 2012 عن مشروع مجمع موانئ كبير آخر يقع على بعد 350 كيلومترًا شرق طنجة في الناظور”.

موردة أن “بناء البنية التحتية انطلق، وتم تعميدها باسم “Nador West Med”، في عام 2017 في خليج بيتويا، على بعد 30 كيلومترًا غرب الناظور، ومن المقرر افتتاحها في عام 2023؛ وأنها ستتوفر على منطقة صناعية حرة وأخرى مخصصة لشركات الخدمات، وستركز على معالجة المنتجات البترولية وستكون قادرة على استيعاب 3.5 مليون حاوية”.

و يرى البروفيسور ألبرتو كاماريرو، في تصريحه للصحيفة الإسبانية نفسها، أن أولوية الميناء المغربي قد يكون لها آثار على الجزيرة الخضراء ومنطقة نفوذها، قائلا “إن شركات الشحن التي تعمل في طنجة المتوسط ​​هي نفسها تلك الموجودة في الجزيرة الخضراء، فهم يرون أن المضيق هو نفسه ميناء به رصيف على كل ساحل يفصل بينهما 15 كيلومترًا”؛ مؤكدا على “وجود محطات في أمستردام على بعد 40 كيلومترًا، لكن لكونهم نفس الشركات، يمكنهم تحويل حركة المرور إلى ميناء أو آخر وفقًا لمصالحهم واحتياجاتهم”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x