2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أفادت مصادر إعلامية موريتانية أن الجيش الموريتاني سيشرع في إجراء مناورات عسكرية على حدوده الشمالية المتاخمة للمغرب والجزائر، وأن الاستعدادات جارية على قدم وساق منذ أمس الإثنين8 مارس الجاري.
وذكرت الصحيفة الموريتانية “صحراء ميديا”، أن “الجيش الموريتاني بدأ عملية التحضير لإجراء مناورات عسكرية، من المقرر أن تنطلق منتصف شهر مارس الجاري، في ولاية تيرس زمور شمالي البلاد”.
وأكدت المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة الموريتانية نفسها ، على أن “التحضيرات بدأت بشكل فعلي على أرض الميدان، استعدادا للمناورات المذكورة، التي من المقرر أن تجرى بين منطقة لمهودات و زاد ناس، التابعتين لمقاطعة افديرك”. موردة أن “مجموعة من الضباط المشرفين على المناورات من المقرر أن يصلوا أمس الاثنين إلى مدينة ازويرات عاصمة الولاية، في إطار التحضير لهذا النشاط العسكري”.
وأفادت ذات المصادر أن “المناورات التي توصف “بالمهمة”، تشارك فيها، تشكيلات عسكرية تمثل بعض المناطق التابعة للجيش، من أبرزها فرقة من المنطقة العسكرية الأولى في نواذيبو، وفرقة أخرى من المنطقة العسكرية الثانية بفديرك التي تستضيف المناورات، إضافة إلى فرقة من المنطقة العسكرية الثالثة في أطار بولاية آدرار، وفرق من الصاعقة، وسريا من مجموعات التدخل الخاص.
وفي هذا السياق أوضح المحلل السياسي والخبير العسكري المغربي محمد شقير، أن “هذه المناورات الموريتانية تتزامن مع المناورات الحالية بين المغرب وأمريكا، وهذا يبين أن المنطقة أصبحت جد حساسة ومحط اهتمام القوى الكبرى بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية”.
ويرى شقير، في تصريح خص به “آشكاين”، أن قيام موريتانيا بمناورات عسكرية في هذه الظرفية فهذا يعني أن موريتانيا تعطي إشارة على أنها على استعداد لحماية حدودها ومياهها الوطنية، وفي نفس الوقت تعطي إشارة أخرى بأن لها القدرة على حماية حدودها البحرية”.

واعتبر أن “الإشارة الأخرى التي تريد موريتانيا بعثها من خلال هذه المناورات، مادامت أنها ستتم بُعَيْدَ المناورات المغربية الأمريكية، فإن موريتانيا بذلك تبعث إشارة لأمريكا بأنها قادرة أيضا على المشاركة في أي مناورات مستقبلية لتعزيز أمن حدودها، وفي نفس الوقت تطوير إمكانياتها البحرية”.
وشدد الخبير العسكري نفسه، في حديثه لـ”آشكاين”، على أن “توقيت المناورات الموريتانية غير بريء، وأنه توقيت يحمل بالتأكيد كل هذه الإشارات السياسية والرمزية في إطار لفت الاهتمام، وهذا التحول نحو ضبط وحماية منطقة الأطلسي”.
مشيرا إلى أن “تهديدات كثيرة حاليا كلها يمكن أن تأتي من المناطق المحادية للأطلسي، وأن هذا يؤشر على أن هذه المنطقة ستكون مستقبلا محط اهتمام ومجال مناورات عسكرية على مختلف الأصعدة، سواء دولية أو إقليمية أو حتى وطنية كما هو الشأن بالنسبة لموريتانيا”.
جدير بالذكر أن هذه المناورات العسكرية التي ينوي الجيش الموريتاني إجراءها في أواسط هذا الشهر، تأتي تزامنا مع المناورات العسكرية الضخمة التي تجريها البحرية الملكية المغربية مع نظيرتها الأمريكية تحت مسمى “مصافحة البرق” منذ مطلع مارس الجاري.
أحمد الهيبة صمداني – آشكاين