بنحمو: مناورات الجزائر في فجيج محاولة لخلق أزمة كبيرة

شكل خروج ساكنة ضيعات العرجة بفجيج للاحتجاج مؤخرا على طرد عسكر الجزائر لهم من ضيعاتهم التي كانوا يستغلونها لعقود، مثار نقاش واسع بين المغاربة حول سبب إقدام الجزائر على هذا الخطوة في هذا التوقيت بالذات، إضافة إلى ما أثاره من تساؤلات للساكنة عن مصيرها بعد طردهم، علاوة على الدوافع الخفية التي دفعت بالجيش الجزائري إلى اتخاذ هذه التحركات في منطقة مأهولة بالمغاربة.

وفي هذا السياق، تساءل الخبير في العلاقات الدولية ورئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، عن “سبب تحرك الجيش الجزائري في هذه اللحظة في تلك المنطقة؟”، موردا أنه “لا يعتبر هذا الأمر عاديا وهو يخفي شيئا ما”.

وأضاف بنحمو في حديثه لـ”آشكاين”، أن “النظام الجزائري ربما يحاول أن يجر الأعين إلى هذه النقطة لتتحرك الأيادي في مناطق أخرى، وقد يكون كل ما تقوم به الجزائر مجرد تكتيك أو تمويه من الجيش الجزائري الذي يُعِد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لأمور ما في جهة أخرى؟”.

وذهب أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، محمد بنحمو، بالقول إنه “حتى لو افترضنا جدلا أن الجزائر صاحبة حق في وقائع فجيج، فما هو سبب تغاضيها طيلة هذه المدة التي امتدت لعقود عن هذه المنطقة؟، ولماذا هذا التحرك المريب بهذا الشكل وفي هذا التوقيت؟”.

ويرى بنحمو أن “هذه التحركات هي مناورات من النظام الجزائري ومحاولات منه لاستفزاز الأوضاع لخلق أزمة كبيرة، وأعتقد أن السلطات المغربية أذكى من أن ينطلي عليها هذا الأمر ولا يجب أن نسقط في فخهم”.

وتابع الخبير في القضايا الاستراتيجية نفسه، أن هذا يعني أن “النظام الجزائري يعيش عزلة قاتلة ويبحث عن أية قشة يمكن أن يؤزم بها الأوضاع، لأن طبيعته أنه يتنفس من الأزمات ويعيش منها، ويحاول خلط الأوراق والدفع بالوضع نحو التأزيم إلى أكبر الحدود”.

وخلص رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، في نهاية حديثه لـ”آشكاين”، إلى أنه “وفي جميع الأحوال لا يمكن لأي مغربي أن يفرط ولو في شبر من أرض الوطن”.

جدير بالذكر ،أن عددا من ملاك ضيعات قصر سليمان بمنطقة العرجة إقليم فيجيج، خرجوا عن صمتهم، أمس الجمعة 12 مارس الجاري، بعدما تم طردهم من طرف الجيش الجزائري من أراضيهم التي يستغلونها منذ عقود الذي يستعد لضمها إلى التراب الجزائري.

وكشف أحد ملاك الضيعات الذين تم ترحيلهم، في فيديو سابق، عن الاستفزازات التي تلقوها من قبل الجيش الجزائري ودخولهم المتكرر إلى الأراضي المغربية، كما ذكر بالتاريخ الأراضي واستغلال أدجاجهم لها منذ عشرات السنين”.

وقال المتحدث إن “تاريخ ضيعات العرجة لها قرون وأن هناك آلاف من النخيل كان أجدادهم يستغلونها، ويذهبون للعرجة، وأن آباءهم غرسوا في العرجات منذ الستينات من القرن الماضي، وأنه كان يدخل بنفسه منذ كان عمره 10 سنوات وهو يدخلها منذ 60 سنة خلت ولم يمنعهم طيلة تلك المدة أحد من السلطة المغربية”.

وكان مصدر عسكري قد نفى، في وقت سابق، عبر تصاريح صحفية متفرقة، صحة الأخبار المتداولة عن “اقتحام فرقة عسكرية جزائرية أراضي مغربية بمنطقة فكيك”. مؤكدا على أن “الحديث عن استنفار عناصر عسكرية جزائرية لمواطنين مغاربة، وترويعهم بمنطقة العرجة المحاذية للحدود المغربية الجزائرية، أمر لا أساس له من الصحة”؛ مشددا على أنه بعد التحقق من المعطيات الرائجة “بين أن المنطقة هادئة ولم تعرف أي تحركات أو توتر”.