لماذا وإلى أين ؟

النّشْوةُ فِي عزِّ اللَّامُباحِ

عبد اللطيف رعري*

النَّشوةُ

هي تعَوّدٌ بالصُلح,

وأنت تقضي ليلك على أرصفةٍ فاحمة, يُعزفُ على ظَهرِها لحْن الرَّتابة

وتصْبحُ رجلَ أحْبالٍ يعدُو قليلاً

وبميالٍ ثقيلٍ

يَنامُ فوقَ خُطوطٍ تخبئُ حقُولُ الألغامِ

يَسْتمِيلُ الرِّيحَ قادِمة مِن جُبِّ المَوتِ

لِفرْكِ أصَابعِه عَلى الشّجرةِ المتبرِّجةِ

لِيشْعل نَارًا

أن يضُمَّ إلى جَيبهِ المثقُوبِ غيْمة مُثقلَة بِزَبد البحْرِ

ليُطعِم هيَاكلَ تحْتضرُ

علَى طاوِلاتِ الجَدلِ العَقيمِ

بَدلَ ضَربِ الحَجرِ بالحَجرِ

أنْ تنامَ على اسْمنتِياتٍ مُبكِيَّة خَارجَ مَدارَاتِ السِّنين

وترْسمُ بالقذائفِ أسْماءَ الوَطنِ

في رتاج البَوَّابَةِ العُليَا للأرْضِ

فِي المَقْصُورَة اللامُتناهيَّة لأبْعدِ مَدى لِلجنُونِ

والمُحجَّبةِ بالتَّمردِ والعِصْيانِ

وتُحرّف عَقارِبَ السّاعةِ إلى بنْدقياتٍ

ترْمِي رَصاصةَ الوَهمِ فِي مَحْملٍ فُولاذِي خَارِجَ الزّمنِ

أنْ تُحلقَ فِي سَماءِ العَبثِ بِجناحٍ وَاحدٍ

وتسْتَحمَّ بِريقِ الجَاذِبيةِ

لِتظَّل قَابَ قَوسٍ أو أدنَى مِنَ السّفرِ

أن تصنع زَمَّارةً من قَصبِ لتُثيرَ شَفقَة العُميانِ

وتتَخَيّلُ الفَراشَات كُورَالًا للمَديحِ

وهِي تتَجرّد من ألوانِها

وهِي تصْدحُ

بيْنَ عيَّالِ السلْطانِ

بأغَانِي المَطرِ

هكذا, إذن, هيَّ النّشْوةُ

تَعوّدٌ علَى امتِصَاصِ رُضابِ اللّامُباحِ

ليَصيرَ عَسلًا

هِي طَلقَة طَائشَة مِن رَشاشٍ تَقليدِي

ينْفُثُ فقَط رَائحَةَ العَرقِ

فتخْتفِي العَصَافيرُ

البلِيدَة

وينامُ حَارِسُ الحُقُولِ المَلغُومَةِ

تحْتَ ظِلِّ كِسرَة يابِسَة

مِن شَجرةِ

العبَثِ ….

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x