الحسيني يستعرض آثار انسحاب زعيم بوديموس من حكومة إسبانيا على علاقاتها مع المغرب

أعلن زعيم حزب بوديموس الإسباني ونائب رئيس الحكومة الإسبانية، بابلو إغليسياس، أمس الإثنين 15 مارس الجاري، عن انسحابه من الحكومة بغية الترشح للانتخابات الجهوية بمدريد.

ويعتبر بوديموس من بين الأحزاب التي شهر عداءها للمغرب، وتؤيد بشكل مباشر الأطروحة الانفصالية لجهبة البوليساريو، وهو الحزب الذي تسببت مواقفه لسنوات متواصلة في “تشنج” العلاقات المغربية الإسبانية، فما هي الآثار التي قد يخلفها خروج زعيم بوديموس من الحكومة على قراراتها المتقاطعة مع المصالح المغربية؟، وهل سيشكل ذلك بداية عودة لمياه العلاقات بين الجارين إلى مجاريها؟.

وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي المغربي والخبير في العلاقات الدولية، تاج الدين الحسيني، أن “حزب بوديموس حزب صاعد بقوة في إسبانيا، لكنه في نفس الوقت حزب متطرف له نوع من العداوة مع المغرب بشكل غير مقبول، لدرجة  أن وجوده في الحكومة أصبح عنصرا أساسيا في عرقلة التطور الإيجابي للعلاقات المغربية الإسبانية”.

وأكد الحُسَيْني، على أن “انسحاب بوديموس من الحكومة قد تكون به بعض الآثار الإيجابية، ولكن لا ينبغي أن ننسى أنه في توازن العلاقات الداخلية في إسبانية سوف يبقى لاعبا لدور أساسي في هذا التطور للعلاقات المغربية الإسبانية”.

ويرى الخبير في العلاقات الدولية نفسه، أن “الدبلوماسية المغربية من واجبها أن تطور وسائل عملها على مستوى تواصل بعض الأحزاب المغربية مع هذا الحزب، خاصة فيما يتعلق بالقضية الوطنية التي تعد مسألة أساسية بالنسبة للمغرب”.

وفي ما يخص العلاقات الإسبانية المغربية، يضيف محدثنا: “فتظل إسبانيا هي المستعمر السابق لمنطقة الصحراء، والتي تعد طرفا في هذا الملف لما تملكه من وثائق، إضافة إلى ما يسمى مجموعة أصدقاء الصحراء، والتي لها صوت مسموع لدى القوى الكبرى في ما يتعلق بمصير الإقليم”.

موردا أنه لأجل ذلك “فمن مصلحة المغرب أن يطور علاقاته إيجابيا حتى مع هذا الحزب، فمن لا يمكنك مواجهته عليك أن تدخل معه في حوار، وأن تحاول التعامل معه بشكل أفضل”.

وعن سؤال “آشكاين” إن كان انسحاب بوديموس من الحكومة الاسبانية قد يؤثر في تحديد البلدين لموعد قريب للقمة الإسبانية المغربية التي تأجلت مرارا، يجيب الحُسَيْني أن “هذه القمة لا ترتبط فقط بحز بوديموس، بل ترتبط أيضا بمواقف شمولية لإسبانيا في ما يتعلق بالعلاقات الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية والمغرب”.

علاوة على “وضعية جزر الكناري بعد ترسمي الحدود البحرية المغربية، الذي حدد بموجبه المغرب بحره الإقليمي ومنطقته الاقتصادية الملاصقة؛ كما أن التحديد يتعلق بوجود معادن مهمة قد تساهم في تصنيع سيارات كهربائية في المستقبل، والمتواجد في جبل تحت مائي قبالة سواحل الداخلة، والذي يحتوي على عدة مواد ثمينة، منها آلاف الأطنان من المعادن المتواجدة في المنطقة”.

وذهب الحسيني باعتقاده أن “الصراع أبعد من ذلك، إذ أن شركة تيسلا-موتورز الأمريكية لها طموحات بأن تستحوذ على أكبر مناجم هذه المواد المعدنية، وألمانيا وفرنسا قد تعارضان ذلك، وإسبانيا بدورها تحاول أن تتوفر على هذا الاحتكار من خلال هيمنتها على جزر الكناري”.

وشدد الخبير في العلاقات الدولية نفسه، على أن  “المسألة أكثر من كونها متعلقة بحزب بوديموس داخل الحكومة الإسبانية، بل هي مسألة صراع على مناطق النفوذ في المستقبل، وصراع على تطور التكنولوجيا الحديثة، والتي ربما سيقيس موازينها ما بعد 5 أو 6 سنوات إلى عشرات المليارات من لدولارات”.

وخلص تاج الدين الحسيني، في نهاية حديثه لـ”آشكاين”،  إلى أن هذه مسألة تحديات وتنافس اقتصادي أكثر منه فقط مجرد حزب معين يؤثر على توازنات القوى الداخلية”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين