2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

اجتاحت موريتانيا موجة من الغضب والاستياء العميقين، عقب استقبال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، في24 مارس الجاري، وفدا من جبهة البوليساريو بقيادة البشير مصطفى السيد، الذي يصفه الموريتانيون بـ”الجلاد” الذي عذب العشرات من أهليهم، والمتابع في قضايا التعذيب من طرف القضاء الإسباني.
وأعربت فعاليات مدنية وحقوقية وإعلامية موريتانية عن سخطها الشديد من هذا الاستقبال، معتبرة أنه “سيُعيد جرائم البوليساريو في حق الموريتانيين للواجهة”، وأكد المحتجون على أن الموريتانيين لن ينسوا الحصار الذي فرضته البوليساريو عليهم بعد إقدام عناصرها على تعطيل عجلة معبر الكركارات، ما عمق معاناة الموريتانيين في التزود بالمواد الغذائية، وكذا تصدري منتجاتهم عبر هذا المعبر الحيوي.
استنكار لحضور متورط في التعذيب
وفي هذا السياق، قالت “وكالة الوئام الوطني للأنباء الموريتانية”، المهتمة بشؤون الجاليات الموريتانية، إن خبر استقبال وفد البوليساريو في موريتانيا كان خبرا خافتا في الإعلام الموريتاني، لكنه كان “صاخبا في منصات التواصل الاجتماعي، التي أشعلها الاستغراب من إرسال الجبهة لجلاد، متورط في انتهاكات موثقة لحقوق الإنسان بحق مواطنين موريتانيين، على رأس الوفد، هو البشير مصطفى السيد، المعروف لدى الضحايا”.
واعتبرت وكالة “الوئام“، أن “اختيار جلاد عذب وقتل على يديه العشرات من خيرة الشباب الموريتاني، في ما كان يعرف بخلية الموريتانيين 82، سيعيد جرائم “البوليساريو” إلى الواجهة، خاصة أن المدعو البشير مصطفى السيد متابع أمام المحاكم الاسبانية، وكان موضوع شكايات ورسائل موجهة للسلطات الموريتانية المختصة، بما فيها برئاسة الجمهورية، من طرف العديد من ضحاياه الموريتانيين”.
ولفتت الوكالة المهتمة بأخبار الجاليات الموريتانية، الانتباه إلى أن “رئيس وفد “البوليساريو”، البشير مصطفى السيد، قد اعترف في تسجيل واسع الانتشار على الشبكات الاجتماعية بالجرائم التي ارتكبها في سجن الرشيد بمخيمات تندوف بالجزائر، نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي”.
محاولة لترميم صورة البوليساريو
وأكد المصدر نفسه، على أن هذه الزيارة هي “محاولة يائسة لترميم صورة “البوليساريو” لدى الرأي العام الموريتاني، الذي لا يزال يتذكر، باستياء كبير، التصرفات المتهورة وغير محسوبة العواقب، والتي أدت إلى فرض حصار اقتصادي و تجاري على الشعب الموريتاني في ظرفية صعبة، وذلك من خلال إغلاق الحدود البرية مع المغرب، والتي تلعب دورا محوريا في تزويد الأسواق المحلية بمواد غذائية أساسية، وتعتبر منفذا مهما لتصدير الأسماك الموريتانية نحو أوروبا، فضلا عن كونها نقطة حيوية للتبادل التجاري بين موريتانيا والمغرب”.
مطالب “بتوقيف الجلاد”
لم تتوقف الأصوات المعارضة لزيارة وفد البوليساريو لموريتانيا عند حدود الاحتجاج وفقط، بل تعدته إلى المطالبة بتوقيف رئيس الوفد الذي زار موريتانيا، كونه ملاحقا قضائيا من طرف القضاء الإسبانية.
ونقلت جريدة “أنباء أنفو” الموريتانية الإلكترونية، مطالب بعض المحتجين “بتوقيف رئيس الوفد البشير مصطفى السيد الملاحق قضائيا في إسبانيا بتهم جرائم تعذيب وقتل سجناء بينهم موريتانيون سجنتهم البوليساريو خلال مشاركة موريتانيا في الحرب في سبعينيات القرن الماضي”.
رسالة من معتقل سابق لدى البوليساريو
من جانبه، وجه المعتقل السابق لدى جبهة البوليساريو، الموريتاني محمد يسلم هيدالة، رسالة مفتوحة إلى رئيس موريتانيا والشعب الموريتاني، يطالبه فيها بعدم مصافحة، جلادي البوليساريو، وذلك على خلفية لقاء رئيس موريتانيا بوفد من البوليساريو يتزعمه البشير مصطفى السيد.
وقال محمد يسلم هيدالة، في رسالته المفتوحة، مخاطبا محمد ولد الغزواني، إنه “مما لا شك أنكم من أسرة علم ومعرفة وبما أن للعهد عندكم معناه نناشدكم لاستنهاض الضمائر وتذكيركم بمن استشهدوا تحت التعذيب بإشراف وإيعاز من البشير مصطفى السيد”.
مؤكدا موردا أنه “مما يحز في النفس هو الخبر الذي يفيد بان وفدا يقوده الجلاد والقاتل البشير ولد السيد وصل إلي انواكشوط لبث السموم المألوفة ناسيا أو متناسيا ما فعله بخيرة شباب الوطن.”
وخلص المصدر ذاته، في الرسالة التي نشرت “آشكاين” محتواها سابقا، إلى أن “محاولة البشير ولد السيد الهادفة إلي تجييش الرأي العام الشعبي، لم يكن يستحضرها بداية الثمانينات عند خلقه لما يسمى شبكة 1982 الموريتانية، لذلك أخاطب فيكم الروح الوطنية وأناشدكم أن لا تلطخوا و تلوثوا يدكم بمصافحة ومجالسة من اكتوى بناره أبناءكم”.
وجرد المعتقل السابق لدى جبهة البوليساريو، الموريتاني محمد يسلم هيدالة، في رسالته “أسماء عشرات الضحايا الموريتانيين الذين صعدت أرواحهم بمعتقل الرشيد تحت التعذيب”:
أحمد الهيبة صمداني – آشكاين