2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

فاز الفيلم الوثائقي المغربي “أمغار” بجائزة “أفضل فيلم وثائقي بلغة أجنبية” في المهرجان الدولي للسينمائيين بلندن 2021، الذي نظم من 15 إلى 19 مارس الجاري؛ يتناول في حوالي 61 دقيقة جانبا من الموروث الثقافي المغربي المتجسد في شخصية “أمغار” أو الرجل الحكيم، الذي يقوم بعدد من الأدوار لحل مشاكل الناس وفض النزاعات المستعصية القائمة بينهم على مستويات الاقتصاد والاجتماع وغيرها، وهو من إخراج بوشعيب المسعودي وفكرة رشيد الحجوي، وإنتاج شركة “إبداع للإنتاج السمعي البصري”.
وللحديث أكثر عن تفاصيل الفيلم الوثائقي، وكواليسه وأهمية تتويجه في المهرجان الدولي للسينمائيين بلندن، استضافت “آشكاين” الطاهر العبدلاوي منتج ومدير التصوير والمشرف العام على مشروع فيلم “آمغار”.
نص الحوار:
ماذا يعني لكم تتويج “أمغار” بجائزة “أفضل فيلم وثائقي بلغة أجنبية” بالمهرجان الدولي للسينمائيين بلندن 2021؟
بالنسبة لي إن تتويج الفيلم شيء مميز، لأنه فيلم يشتغل بلغة الصورة على تسويق الثقافة المغربية، كرأسمال لا مادي، إذ يجب على الآخر التعرف على ثقافتنا التي تستحق التقدير والاحترام، وأن نستقي منها ما يكفي لإسعاد البشرية؛ لأن نظام أمغار في المغرب شيء غير سهل، ومهم جدا.
إذن تتويج الفيلم في المهرجان الدولي للسينمائيين بلندن، يُرجع لنا الثقة في النفس، والثقة في صدقية المنهجية المشتغل بها، والإيمان في الثقافة المغربية الجميلة، على أساس أنها تستحق الاشتغال عليها، وينبغي الاقتباس منها، هذا شيء مهم؛ واليوم استطعنا بطريقة وثائقية أن نبرز ما قد يأتي به عالم الاجتماع، لأنه كأننا قمنا بترجمة الأبحاث المتواجدة في علم الاجتماع المغربي إلى لغة الصورة.
ما هي قيمة الجائزة؟
أنا كمنتج لا أعرف للآن قيمة الجائزة، وليس بالضرورة أن أقف عليه، لأنه يكفي أن يفوز الفيلم بهذه الجائزة، فهذا الأمر يعني لي الكثير؛ غير أن من قدم الفيلم للمهرجان وتابع الملف هو المخرج، وفي النهاية يظل “أمغار” كفيلم وثائقي هو صاحب الجائزة.
طيب يمكن أن تقربنا أكثر من فكرة الفيلم وأبرز كواليس الاشتغال عليه؟
حين أتاني رشيد الحجوي بفكرة الفيلم، قمنا بأول خطوة وهي الذهاب لعين المكان للتعرف على شخصية أمغار، والتواصل مع المؤسسات الرسمية، والسلطات العملية، إذ أن الشخصية ليست بالسهلة، وتقوم بأدوار مجتمعية صعبة؛ وكان لابد طبعا من طلب الترخيص من المركز السينمائي المغربي؛ وتمت عملية التصوير في مدة ثلاثة أشهر، والمونتاج لمدة ستة أشهر، في المرحلة الأولى منه تم الاشتغال على مونتاج الصورة في الرباط، ثم الانتقال لمنطقة قصبة آيت سعيد، نواحي بني ملال حيث تم إحضار أصحاب القصص، لمتابعة قصصهم وطريقة سردها.
هل تعمل مثل هذه الجوائز في رأيكم في المساهمة في تجويد الإنتاج الوطني؟
طبعا، إن التفاتة أي لجنة حكيمة لها تجربة في تتويج أي فيلم، إلا لأنها ترى به أمور أو أساليب فنية، وبالنسبة لنا حين نرى فيلم حصل على جائزة، فإننا نجتهد في أن نرى ما هي الاستراتيجية التي تم الاشتغال عليها فيه، وما هي الرؤية الإخراجية، لكي يتم الاعتماد بطريقة أو بأخرى على نفس المدرسة لإنتاج مشاريع وثائقية أخرى تستحق المتابعة.
ما هي الأسباب التي تجعل الإنتاج الوثائقي المغربي ضعيفا هل الأمر يعود لنقص الأفكار أم لنقص الموارد البشرية؟
حين نفهم قيمة الفيلم الوثائقي سنتجه بشكل مباشر نحو صناعته، فهو يتطلب في الدرجة الأولى فكرة ثم تأهيل الأطقم؛ هل لدينا طاقات بشرية في المغرب لصناعة الفيلم الوثائقي؟ نعم لدينا، لكن مع الأسف ينقصنا ثقة الجهات المنتجة فيهم، ثم إن الفيلم الوثائقي بقدر ما يتطلب للفكرة، فإن طريقة كتابة المشروع على الورق ومعالجته الفنية لها دور هام، لتجعل أي جهة منتجة تقتنع به، وبالتالي تساهم في إنتاجه؛ وفعلا هذا هو الأمر الذي ينقصنا.
طيب ما هي مشاريعكم قادمة؟
أنا كمنتج، سأعد الجمهور المغربي بفيلم “شهد الألباب” جمع مادة أرشيفية مهمة، للتعرف على عدد من المثقفين والمفكرين مغاربيين؛ وفي إطار صناعتي لهذا الفيلم ذهبت لإسبانيا، وأرسلت كامرتي للجزائر، وذهبت لموريتانيا وعدد من مناطق جنوب المغرب.