لماذا وإلى أين ؟

صبري يُعَدّد الأهداف الخفية للتحركات الدبلوماسية للجزائر في مورتانيا

ارتفع إيقاع التحركات الأخيرة للدبلوماسية الجزائرية بعدما أحست بحصار دولي لموقفها اتجاه الصحراء المغربية، ودعمها لجبهة البوليساريو من خلال زيارات “مكوكية”، كان آخرها زيارة وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود، صباح اليوم الخميس 1 أبريل الجري، إلى موريتانيا لتباحث قضايا متعددة من بينها ما يهم الحدود بين البلدين.

وتأتي زيارة وزير الداخلية الجزائري لموريتانيا، بعد أيام قليلة من استقبال رئيس موريتانيا لوفد من جبهة البوليساريو، ما خلف موجة استياء في الأوساط الموريتانية بسبب هذا الاستقبال الذي ترأسه من وصفه الموريتانيون بـ”جلاد أهاليهم المبحوث عنه من طريف القضاء الإسباني”.

هذه “التحركات” المتلاحقة التي تقوم بها الجزائر، تحتمل عدة قراءات حول الغاية منها وترادفها تباعا وتمحورها حول مواضيع لها تقاطعات مع المصالح المغربية؛ إذ بدوره عمل وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقدوم، على زيارة إسبانيا أمس الأربعاء، لنفس الغرض، في تحركات تأتي متتالية في جو إقليمي يجعلها تحمل عدة رسائل وتحمل أبعادا أخرى.

وأوضح عبد النبي صبري، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق السويسي بالرباط، أن “التحركات الجزائرية في موريتانيا جاءت كتحصيل حاصل فقط، لأنه عندما تريد الجزائر مناقشة بعض الأمور مع موريتانيا المتعلقة بملف الحدود، فالمعروف أن المغرب قام في السنتين الماضيتين بترسيم حدوده البحرية، وهو ما يعني أن خصوم الوحدة الترابية خاب ظنهم وتبخر حلمهم”.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، على أن “الجزائر كانت تريد من كل هذه التحركات التي كانت تقوم بها، ليس فقط اليوم أو أمس، ولكن منذ نصف قرن من الزمن، إذ كانت تهدف لإيجاد منفذ على المحيط الأطلسي، ولم تكن تعتقد أن المغرب سيقوم بترسيم حدوده البحرية، وعندما قام المغرب بذلك، انتهى للجزائر هذا الحلم”.

واستطرد صبري قائلا إن “التحركات الجزائرية إن صح تسميتها تحركات، جاءت في ظرفية تعيش فيه الجزائر مشكلا سياسيا داخليا، وتعيش مشاكل داخلية، مرتبطة في كون الأموال التي كانت تنفقها في الماضي لتجد لها موطئ قدم على بعض الرهانات المتعلقة بمعاكسة الوحدة الترابية، لم يعد لها جدوى”.

“خاصة عندما أجرى وزير الخارجية الأمريكية، أنطوني بلينكن، مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة، وكان هذا البلاغ يتعلق  بدعم أمريكا للمفاوضات حول نزاع الصحراء”، يسترسل محدثنا “ولاحظنا بأنه حتى في هذا البلاغ هناك مصطلحات التحقت بالأرشيف ولم يعد لها وجود، كمصطلح تقرير المصير، والذي ينص وفق القانون الدولي بشكل واضح: على أن حق الشعوب المستعمرة من أجل نيل استقلالها، وليس حق طعن المغرر بهم فوق تراب دولة أخرى بدعوى تقرير المصير”.

موردا “فتحول هذا المبدأ إلى حق الجزائر في تقرير مصير المغرر بهم من أجل أن تربح أمورا أخرى، بعدما تبين لها أنه من المستحيل، وتنظيم الاستفتاء لم يُعاد ذكره بالمرة، لا في مقررات الأمم المتحدة ولا في القرارات الصادرة مؤخرا”.

وتابع صبري أن “آخر تقرير نزل كالصاعقة على الجزائر، ومن خلاله تريد فقط تنفيس الأجواء، بل  حتى على مستوى جبهة البوليساريو هناك أصوات تتعالى من داخلها وتقول بأن الموضوع انتهى ولا يمكن الاستمرار هكذا”.

ويرى المحلل السياسي نفسه، أن “الجزائر تخاف الآن من كون الموضوع الذي كانت تحرص عليه من خلال تحركاتها برجا وجوا وبحرا لم يعد موجودا، فبعد خروج تسريبات من داخل البوليساريو تفيد بأن هناك تشاؤم من داخل المخيمات على أن هذا الموضوع انتهى”.

إضافة إلى ما ذكرناه، يقول أستاذ العلاقات الدولية، عبد النبي صبري: “فقد صدر مؤخرا تقرير أمريكي حول حقوق الإنسان يتحدث عن المغرب بشكل عام، ولا يفرق بين شماله وجنوبه وشرقه وغربه، ولم يعد يصدر تقرير منفصل كما كان في الماضي، وهو ما تزامن مع مناورات الأسد الإفريقي فوق التراب المغربي”.

وخلص صبري إلى أن “الجزائر تعيش مشاكل داخلية وتريد أن تنفس عن نفسها وعن البوليساريو من خلال هذه الزيارة إلى مورتانيا مدفوعة الثمن المتمثلة في زيارة وزير داخلية الجزائر إلى موريتانيا صباح اليوم الخميس”.

مشددا على أن الجزائر تريد أن “تستغل بعض الظروف التي تعيشها موريتانيا، من أجل ذر الرماد في العيون، إذ أن البوليساريو عمليا قد انتهت، وموضوع الحدود البحرية المغربية انتهى أيضا”.

وذهب المتحدث برأيه، إلى أن “زيارة وزير داخلية الجزائر إلى موريتانيا هي بمثابة محاول لتلميع صورة الجزائر والبوليساريو في وقت ميت بكل المقاييس”، مؤكدا على أن “المليارات التي تنفقها الجزائر من أجل جلب اعترافات من هنا وهناك، كان بإمكانها أن تنفقها على الشعب الجزائري وتحول بلادها إلى يابان مصغرة، لكنها مع الأسف اختارت طريقا آخرا”.

ما يحصل في الجزائر، ينهي يورد أستاذ العلاقات الدولية في نهاية حديثه لـ”آشكاين”، هو “مرتبط بخلفية أساسية، وهي أن في الظروف التي تعيشها على جميع المستويات متعلقة بأنه في الماضي كانت سياسة الجزائر معسكرة، لكن الآن انتقلت من عسكرة السياسة إلى عسكرة العسكر، وهذه التحركات التي تقوم بها الجزائر الآن هي من أجل هذه المسألة التي لم يعد لها مكان في القرن الواحد والعشرون”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
وجدي
المعلق(ة)
2 أبريل 2021 01:25

لعنة الله على نظام خبيث ومجرم بمعنى الكلمة، ماذا تنتظر من حكم العسكر كابرانات فرنسا العجزة الذين نهبوا خيرات وثروات الجزائر. ماذا تنتظر من رئيس يتاجر في الكوكايين صاحب ٧قناطير طبون وعائلته؟تمنيت لو أن المغرب استغل الحرب الأهلية في العشرية السوداء وقام بهجوم على تندوف وحرر المحتجزين من قبضة قطاع الطرق المرتزقة المدعومين من العجزة كابرانات فرنسا، العالم وأفريقيا ياخبثاء يضحكون عليكم وأنتم لا تستحيون، خبثاء فيهم غي بلا بلا حتى الأحرار من الجزاءرين يلقبونكم بأولاد الحرام، الحراك الشعبي لن يتوقف إلا بزوال هذا النظام العسكري الخبيث من بوخروبة الى شرقريحة الخبيث وبوتفليقة المريض الخبيث وعصابته، إنها مسألة وقت فقط. اللهم أنصر الحراك الشعبيعلى هذا النظام العسكري الخبيث.

Ali
المعلق(ة)
1 أبريل 2021 22:23

المغرب اليوم و الحمد لله وصل عدد المتلقحين 8 ملايين. الجزائر دولة الكابرانات وصل العدد إلى 400 ألف.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x