لماذا وإلى أين ؟

إسبانيا تستثني المغرب من جولة “استراتيجية” إلى إفريقيا

انعكست الأزمة الصامتة بين المغرب و إسبانيا، على الترتيبات للجولة التي تقود رئيس هذه الأخيرة، بيدرو سانشيز إلى دول إفريقيا، رفقة وفد رفيع من رجال الأعمال ومسؤولين كبار، دون أن تشمل هذه الزيارة المغرب، رغم وصفها بـ”الاستراتيجية”.

وتداولت وسائل إعلامية إسبانية خبر الزيارة المرتقبة لكل من أنغولا والسينغال، الجمعة والسبت المقبلين، كردّ فعل من إسبانيا على “الجفاء” الذي صار المغرب يقابلها به، وهو ما تمثل في التأجيل المتكرر الذي لحق القمة رفيعة المستوى بين إسبانيا والمغرب.

تجارة وتنسيق أمني وهجرة

وذكرت صحيفة “إي بي سي” الإسبانية، أن رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، سيستأنف جدول أعماله الدولي هذا الأسبوع بزيارة بلدين أفريقيين، هما أنغولا والسنغال، يومي الخميس والجمعة المقبلين، مؤكدة على أن هذه  الرحلة “ذات طبيعة تجارية محضة”.

وأوردت الصحيفة نفسها أن “جهود الهجرة ستكون حاضرة أيضًا في حالة السنغال، بعد عشرة أيام من تقديم سانشيز استراتيجيته الدبلوماسية للقارة المجاورة: “فوكيس أفريكا Focus Africa 2023”.

وذكرت مصادر دبلوماسية، أمس الإثنين 5 أبريل الجاري، في حديثها لـ“إي بي سي”  أن “سانشيز سيسافر مع رجال أعمال لهم علاقات تجارية في كل من السينغال وأنغولا أو يبحثون عن فرص هناك”.

رد مباشر على المغرب

ويبدو أن تحركات إسبانيا جاءت “كرد فعل مباشر” على تعليق المغرب القمة رفيعة المستوى معها، حسبما أوردته صحيفة “الإسبانيول” واسعة الانتشار، بأن “حكومة بيدرو سانشيز لم تقف مكتوفة الأيدي بعد التعليقين في الدقيقة الأخيرة للاجتماع رفيع المستوى مع المغرب”.

كما أن هذه الزيارة على ما يبدو من انعكاسات تسويق إسبانيا لها عبر إعلامها، جاء لـ”تقليص” وزن الرباط في علاقة إسبانيا  بدول إفريقية، إذ أكدت “الإسبانيول أن “جزءًا أساسيًا من مستقبل إسبانيا ينطوي على العلاقات مع دول إفريقيا، وأن إسبانيا تريد تعزيز وجودها على جميع المستويات، من خلال الاتفاقيات الثنائية، بدءً من أنغولا والسنغال، من خلال قرار “استراتيجي” يقلل من الوزن النسبي للرباط، وهو قرار حاسم للغاية حتى الآن في كل ما يتعلق بالهجرة والاستثمار في القارة”، حسب تعبير الصحيفة.

دوافع استثناء المغرب

وربطت “الإسبانيول”، نقلا عن مصدرها، هذه الخطوة التي استثنت فيها الحكومة الإسبانية المغرب من جولتها “الاستراتيجية”، (ربطتها) بـ “المرتين اللتين تجاهل فيهما المغرب رئيس الحكومة الإسباني سانشيز”، معتبرا أن “لا وجود لأي علاقة لهذا التأجيل المتتالي بهذه الجولة التي تقوم بها مدريد”.

إلا أن الصحيفة ذكرت أيضا “قيام رئيس حكومة إسبانيا، الذي وصفته بأول رئيس لم يفتتح رحلاته الخارجية بزيارة الرباط، (قيامه) بـ”التوجه إلى باريس، لعرض رهان “العودة” الإسباني في لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للوساطة في “العودة” الإسبانية إلى المدير الفني للاتحاد الأوروبي، وهو ما استقبله المغرب بشكل سيئ للغاية”.

منذ ذلك الحين، تضيف “الإسبانيول” أرجأ “المغرب القمة مع  سانشيز لمدة خمسة أشهر وأظهر تعاونًا مخلصًا في سياسات الهجرة والأمن، ولكن مع صعود وهبوط كبير، كما هو الحال في الأزمة الأخيرة بعد وصول قوارب الهجرة إلى جزر الكناري، أو إغلاق رحلات جوية، دون إشعار مسبق، مع شبه الجزيرة”.

وأشارت مصادر الصحيفة ذاتها، إلى أن “التعليق الأخير للقمة المغربية الإسبانية، في دجنبر، تزامن مع ذروة الوباء في المغرب، وعلى الرغم من رفقة رجال الأعمال والأهمية “الإستراتيجية” للرحلة، في هذه الجولة يوجد عدد أقل بكثير من الأشخاص المحيطين مما كانت قد تعنيه القمة مع المغرب”.

ولفتت “الإسبانيول” في مقالها التحليلي المطول، اليوم الثلاثاء 6 أبريل الجاري، الانتباه إلى أن “خطط الحكومة الإسبانية تسعى إلى تلبية مطالب الشركات الإسبانية في أسواق أخرى غير المغرب أو شمال أفريقيا، والانطلاق في غزو منطقة جنوب الصحراء الكبرى”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
ابو زيد
المعلق(ة)
6 أبريل 2021 22:29

من خلال تجاربنا مع المستثمرين الاسبان في منطقة الشمال ، يمكننا القول ان فيما يخص التجارة مع الاسبان لا يضيع المغرب الكثير، اذا علمنا ان غالبية الاسبان الذين يقصدون المغرب كونوا فكرة خاطئة عنا،
و ان همهم الربح السريع والقفول عائدين الى اسبانيا تاركين الكثير من الخلافات دون حل!!!
الدليل هو اذا قمنا باحصاء حول عدد الشركات التي تركت بعدها الكثير من النزاعات..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x