2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تجري رياح الدبلوماسية الدولية والإقليمية عكس ما تشتهيه سفن الجزائر، إذ أجلت فرنسا وبشكل مفاجئ زيارة “مهمة” لرئيس الحكومة الفرنسية إلى الجزائر، رغم الأعذار التي قدمها الجانبان في واجهة إعلامهما الرسمي.
ويبدو أن الجزائر كانت تراهن كثيرا على هذه الزيارة خاصة بعد التقارب الذي أبداه رئيسا البلدين في آخر مهاتفة جمعتهما، وهو ما أكدته الصحيفة الإسرائيلية “i24news”، بأن “الزيارة تأجلت، أمس الخميس 8 أبريل الجاري، إلى أجل غير مسمّى، حيث كان مقرّراً أن يقوم بها إلى الجزائر الأحد المقبل رئيس الحكومة الفرنسية جان كاستيكس لتكريس عودة الدفء إلى العلاقات المعقّدة بين البلدين، في خطوة مفاجئة عزتها باريس لأزمة كورونا بينما أكّدت مصادر مطّلعة أنّ أسبابها دبلوماسية”.
من جانبه، ذكر مكتب رئيس الوزراء الفرنسي في تصريح صحفي، بأن “جائحة كوفيد-19 لا تسمح بأن تكون هذه الوفود في ظروف مُرضية تماماً، وأن اللجنة الحكومية الفرنسية-الجزائرية، الهيئة التي كان مفترضاً أن تعقد الاجتماعات الثنائية في إطارها، أرجئت بالتالي إلى موعد لاحق يكون فيه السياق الصحّي أكثر ملاءمة”.
على نقيض ما ذكره المسؤول الفرنسي من مبررات لهذا التأجيل، أوضحت الصحيفة العبرية نقلا عن مصادر فرنسية وجزائرية متطابقة، أن “إرجاء الزيارة يعود لأسباب دبلوماسية، وأنّ حجم الوفد الفرنسي، الذي جرى تخفيضه بسبب الجائحة، اعتُبر غير كاف من قبل الجزائر التي أبلغت باريس بذلك، الأمر الذي عجّل في صدور القرار المتأخّر بإرجاء الزيارة”.
وقال مصدر فرنسي مطّلع على القضية، تضيف الصحيفة ذاتها، إنّ “تشكيلة الوفد هي دون المستوى” في نظر الجزائر، في حين قال مصدر جزائري إنّ باريس “خفّضت مدّة الزيارة إلى يوم واحد وحجم الوفد إلى أربعة وزراء، إنّها تشكيلة مصغّرة في حين أنّ هناك الكثير من القضايا الثنائية التي يجب دراستها”.
وذكرت “i24news” العبرية، أنه “كان مفترضاً بهذه الزيارة أن تمثّل خطوة جديدة في التقارب الثنائي الذي بدأه الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والجزائري عبد المجيد تبون، وكان مقرّراً أن يترأّس كاستيكس بالاشتراك مع نظيره عبد العزيز جراد اللجنة الحكومية الرفيعة المستوى، الهيئة التي تجتمع بانتظام لتقييم التعاون الاقتصادي بين البلدين بشكل خاص”.
كما أن هذا التأجيل جاء في نفس اليوم الذي أعلن فيه حزب الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون عن تأسيس فرعين جديدين له بمدينتي الداخلة وأكادير، في خطوة اعتبرها الكثيرون مؤشرا يمهد لخطوات أكثر تقدما في ملف الصحراء المغربية.
جدير بالذكر أن هذه القمة الفرنسية الجزائرية لم تنعقد منذ في دجنبر 2017، نتيجة اندلاع الحراك الشعبي الجزائري الذي أسقط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2019، علاوة على ظروف جائحة كورونا، كما أن هذه الزيارة التي أرجئت الآن، أكدت الصحيفة الإسرائيلية نفسها، على أنها “تأخرت أصلاً بسبب دخول الرئيس الجزائري مرتين إلى المستشفى في المانيا في نهاية 2020 ومطلع 2021”.
أحمد الهيبة صمداني – آشكاين