2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

حسين عصيد
تنفست السلطات الإسبانية الصعداء حين قرر المغرب الشروع في استعداداته لتنظيم عملية “مرحبا 2021″، والتي لم يُحدد لها تاريخ محدد، حيث تبقى رهينة بالتطورات العالمية لفيروس “كوفيد 19″، والذي أدى إلى إلغائها بشكل نهائي العام الماضي، حيث تراهن إسبانيا على هذه العملية لتحقيق الانتعاش والاقلاع الاقتصادي خلال الصيف القادم، كونها أحد أهم العناصر المُدرة للأرباح على القطاع السياحي الإسباني، الذي فقد نحو 43 مليار دولار صيف 2020، من ناحية أخرى، متسبباً في انخفاض الناتج المحلى الإجمالي بمقدار 3.3%.
وقد أوردت صحيفة “إلكونفدانثيال” الإسبانية، بأن إبداء المغرب لنيته في فتح حدوده معها لاستقبال مهاجريه قد فتح الأبواب على مصراعيها لعودة الحياة إلى القطاع السياحي الإسباني، على الأقل ليُعاود نهضته خلال هذا العام، على أمل عودته قبل سنة 2025 إلى حالته الطبيعية، وبلوغ حاجز الـ 82 مليون سائح سنوياً، التي تضع المملكة في الرتبة الثانية عالميا على الصعيد السياحي بعد فرنسا بـ 89 مليون سائح حسب إحصائيات سنة 2019.
وقد جرت العادة على تنظيم المغرب لعملية “مرحبا” كل عام خلال الفترة من 15 يونيو إلى الخامس من شتنبر من كل سنة، غير أنه من المحتمل أن يعرف الجدول الزمني بعض التغييرات بسبب الظروف الوبائية الحالية، وكونها واحدة من أكبر حركيات السفر عبر الحدود في العالم، تضيف الصحيفة، فمن شأن تغيير طفيف في المواعيد أن يؤثر في جاهزية المصالح الإسبانية عن هذه العملية من الجانب الإسباني، حيث لوحت عدة أصوات من داخل البلاد بضرورة الضغط على المغرب لثنيه عن إلغائها في حال تطورت الظروف الوبائية إلى الأسوأ، حيث جهر خوان فيفاس، رئيس الحكومة المحلية لمدينة سبتة بمطالبه إلى سلطات بلاده “باستغلال عملية مرحبا 2021 لإعادة بعث الحياة في المدينة المحتلة، واعتماد معبر تاراخال بالمدينة كبوابة عبور للمهاجرين المغاربة لتنشيط الحركة الاقتصادية فيها”.
من جانبٍ آخر، تورد الصحيفة، فإن عملية “مرحبا 2021” ما زالت تثير الجدل في الأوساط السياسية الإسبانية، وسط اشتداد الحملة المسعورة للأحزاب اليمينية المتطرّفة، كالحزب الشّعبي وحزب “ثيودادانوس”، مدعوما بحزب “فوكس”، الذي فتحوا جبهات احتجاج داخل المؤسّسات الأوربية لإلغاء العبور، بدعوى المحافظة على الصحّة العامة للإسبان، في الوقت الذي تطالب الأحزاب ذاتها بعدم تطبيق تدبير السياح الإسبان للحجر الصحي والاستعاضة عن ذلك بفحص مخبري.