لماذا وإلى أين ؟

هل سيرغم “الاختناق الاقتصادي” المستثمرين لإخلاء سبتة ومليلية؟

رمى اتحاد رجال الأعمال في مليلية بكرة معاناتهم الاقتصادية في شباك الحكومة الاسبانية، وذلك إثر استمرار إغلاق الحدود بين المغرب ومدينتيه المحتلتين من طرف الإسبان، وهو ما يتقاسمه هؤلاء المستثمرون نظرائهم في سبتة.

وقالت صحيفة “إلفايرو مليلية” الإسبانية، إن “مليلية وسبتة هما اليوم سدود احتواء للهجرة غير النظامية والمغرب غير مهتم بذلك”، مشيرة إلى أن “الرباط تريد أن تكون الدرك الوحيد في إفريقيا وهي منزعجة من المنافسة”؛ موضحة  أن اتحاد رجال الأعمال في مليلية، راسل وزارة الشؤون الخارجية في مدريد واتصل بمجلس أوروبا لإبلاغهما بأن “المغرب يتجاهل عن عمد معاهدات حسن الجوار التي وقعها مع بلدهم”، لافتين الانتباه إلى أن  اتخاذ هذه الخطوة “استغرق ثلاث سنوات” قبل الإقدام عليها.

معتبرين أن “خطوة المغرب إغلاق المعابر على مليلية، هدفه “خنقها اقتصاديا”، وهو ما أوردته “إلفايرو مليلية”  بأن رجال الأعمال “أدركوا الآن أن الرباط لم تعلق أبدًا تبادل البضائع مع إسبانيا وأوروبا ولكنها اقتصرت على تهميش مليلية بهدف مقنع صغير يتمثل في خنقنا اقتصاديًا”، مشيرة إلى أن “مراسلة مجلس أوروبا “كان صعبًا، لكنهم اتخذوا هذه الخطوة التي كانوا ينتظرونها لمدة ثلاث سنوات”.

هذه الخطوة التي أقدم عليها المستثمرون الإسبان في الثغرتين المحتلتين يضع إخلاءهم للمدينتين في كفة استمرار “الاختناق الاقتصادي”، فهل يمكن أن نشهد سيناريو مغادرة جماعية للمستثمرين الإسبان بعد “كساد” محتمل لاستثماراتهم نتيجة إغلاق المعابر؟

وأوضح المحلل والخبير الاقتصادي، عمر الكتاني أنه “إذا أردنا تقييم الوضع، فلم يسبق لي أن رأيت بلادا تؤدي ثمن احتلالها، الوضع في الأصل إذا ثبت الآن، أن المدينتين كانتا تعيشان على التجارة مع المغرب، ولا تستطيعان العيش بدون هذه التجارة، هذا معناه أن المغرب كان يؤدي كلفة الاحتلال الإسباني لأراضيه”.

من جهة أخرى، يضيف الكتاني “المستثمرون الإسبان في مليلية وسبتة يعيشون أزمة، وإذا كانوا تابعين لإسبانيا فيجب عليها أن تساعدهم ماليا، هذا إن كانت إسبانيا ترغب في الاستمرار في احتلال هذه المدن أو تسلم الأرض لأصحابها”.

مؤكدا على أن “الأشخاص الذين كانوا يعشون على التهريب هم تحت السلطة المغربية التي يجب تتكلف بهم وتجد لهم بدائل، أما الأشخاص الذين يعيشون في المدينتين ولديهم الجنسية الإسبانية فيجب على الحكومة الإسبانية أن تتحمل مسؤوليتهم، وإن تركتهم دون تدخل فهذا يعني أنها ليست أهلا لأولئك السكان الموجودين تحت سلطتها”.

ويرى المحلل الاقتصادي نفسه، أن “الوضع الأصلي ليس منطقيا نهائيا، إذ أن  الشعب المغربي كان يؤدي كلفة احتلال إسبانيا للأراضي المغربية قبل إغلاق المعابر، فلسنا فقط مستعمرين من طرف إسبانيا بل حتى كلفة الاستعمار الذي يفترض أن تتحملها إسبانيا نحن من نتحملها، بدليل أنهم الآن هم في أزمة، وأستغرب كيف لحكومة مغربية أن تقبل باحتلال إسبانيا وأن تتحمل كلفة الاحتلال”

الخبير الاقتصادي عمر الكتاني

وأوضح عمر الكتاني في حديثه لـ”آشكاين”، أن “هناك مشكلين، مشكل المهربين، وهو تحت مسؤولية المغرب، وأزمة سكان مليلية وسبتة وهي تحت مسؤولية الحكومة الإسبانية، فيجب أن يتم تحديد المسؤوليتين بين الجانبين”.

واعتبر محدثنا، أن ما طالب به رجال الأعمال في مراسلته الاتحاد الأوربي الضغط على المغرب لإجباره على فتح معبر بني انصار، أنه “نوع من العنصرية والوقاحة واحتقار لشعب بأكمله وأمة لها 15 قرن من التواجد قبل إسبانيا وقبل مجموعة من الدول، وهذه المراسلة فيها نوع من الازدراء بالآخر”، متسائلا: “إن كان هؤلاء يعتبروننا أغبياء وبدون كرامة وليس لدينا تفكير سوي”.

وأكد المحدث أن “استمرار هذا الوضع وبقيت المعابر مغلقة فسيغادرون، وإذا غادروا فلن يبقى للاحتلال الاسباني أي معنى وسيبقى مكلف بشكل كامل، وأعتقد أن هذا هو هدف المغرب، أي أننا لن ندخل في مناوشات منع إسبانيا ولكن لن نستمر في تمويل احتلالها لأراضينا، إذ في يوم من الأيام ستجد أن هذا الاحتلال لا يجلب لها أي امتياز إضافي، ما قامت بإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في تلك المنطقة لتدر الأموال على المدينتين”.

وخلص  المحلل الاقتصادي عمر الكتاني، في نهاية حديثه لـ”آشكاين”، إلى أن “المغرب ليس مسؤولا على أولائك المستثمرين، موردا أنه لأول مرة الدبلوماسية المغربي بدأت تفكر بطريقة ذكية ومنطقية ووطنية بشكل كامل”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
مُغترب
المعلق(ة)
13 أبريل 2021 21:17

من المُحليلين القلائل الذين لديهم ما يقولون و يأتون بالمُفيد. نهاية احتلال الثغرين بأيدينا و استمرار الاحتلال ليومنا هذا نحن سببُه، نحن الشعب قبل الحكومة أو النظام. بِعنا المدينتين مُقابل بضع قطع شكلاتة و جبنة و قطع قماش و هم يهينوننا علينيّة و يضحكون علينا… هذا ما اعتادوا عليه لذالك التغيير الآن فاجأهم و لا يُرضيهم

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x