لماذا وإلى أين ؟

إسبانيا تتجاهل مواطنيها العالقين بالمغرب وتتركهم في يد “مافيا التذاكر”

مازالت أزمة المواطنين الإسبان العالقين بالمغرب تسيل الكثير من المدام في الحصافة الأجنبية، وخاصة بالصحف الإسبانية التي تنقل معاناتهم بشكل شبه يومي، وتورد شهادات حية لمواطنين مازالوا عالقين بالمغرب منذ تعليق الأخير للرحلات الجوية مع إسبانيا منذ 30 مارس المنصرم.

ألفي شخص في وضع محفوف بالمخاطر

وكشفت صحيفة إلكونفيدوسيال ديجيتال” الإسبانية، أن “هناك مواطنين إسبان في المغرب لا زالوا ينتظرون العودة إلى بلدهم”، إذ أكدت “جمعية أصدقاء الشعب المغربي”، في حديثها للجريدة، على أن “هناك حوالي 2000 شخص يحاولون العودة إلى إسبانيا، وأن بعضهم في وضع محفوف بالمخاطر”، وهو ما لم  تؤكده المصادر الدبلوماسية التي تواصلت معها الجريدة،مشيرة إلى أن “العدد لن يكون بهذا الحجم”.

وأوردت الصحيفة نفسها أن “البعض قلق بشأن وظائفهم، من خلال ما أكده بلخضره سيمحمد، الذي لديه عقد دائم في فيلافيردي باجو، يحاول العودة منذ 3 أبريل، والذي أدان تعامل قنصلية إسبانيا بالدار البيضاء التي ظلت تتجاهلهم، بقوله: “عندما تذهب شخصيًا إلى القنصلية، فإن جهاز الأمن لا يسمح لك بالمرور”.

السفارة تتابع الوضع

من جانبها أشارت وزارة الخارجية الإسبانية، في حديثها لـ”إلكونفيدوسيال ديجيتال”، إلى أنهم “يتأكدون من أن كل من السفارة والقنصليات على اتصال دائم وتراقب الوضع باستمرار، وهم يؤكدون أنهم يواصلون العمل لحل المشكلة وتسهيل وتنظيم المزيد من وسائل النقل”.

في المقابل، يرى العديد من المحاصرين أن “ما تقوم به الخارجية لا يكفي، غذ يتم إخطارهم، عبر فيسبوك، باستئجار السفن، ولكن قبل يومين فقط، وأن هذا يجعل من الصعب الحصول على تذكرة، بالإضافة إلى زيادة تكلفة “PCR”،  الذي يعد إلزاميا لدخول إسبانيا، حيث يجب القيام بذلك بشكل عاجل”.

أعادت “المافيا” بيع التذاكر بعشرة أضعاف سعرها

وشددت الصحيفة ذاتها على أن هناك مشاكل أخرى، تتمثل في “نشاط الوسطاء، في كثير من الحالات والمنظمين في شكل مافيا حقيقية، حيث تصبح التذاكر أغلى حتى تصل إلى عشرة أضعاف قيمتها، إذ أن مريم، إحدى النساء الإسبانيات المحاصرات، تؤكد أنها عرضت عليها تذاكرها مقابل 500 يورو، عندما كان سعر شركات الشحن هو 38 يورو فقط”.

كما نددت المتحدث نفسها “بعدم السماح لها بدورها بدخول القنصلية، ما دفعها للتفكير في العودة عبر موريتانيا، لكن التكلفة ستصل إلى 1000 يورو”، تورد الصحيفة، كما أن شخصين آخران عانيا  أيضًا من الوسطاء، إذ طُلب منه 300 يورو مقابل تذكرة العودة”.

مطالب باستقالة صفير إسبانيا بالمغرب

وقال رئيس جمعية أصدقاء الشعب المغربي، محمد العلمي، إن “قصص الأشخاص المعرضين للخطر الذين لا يستطيعون العودة تصل إليه، فهناك على سبيل المثال، أم لديها طفلان، أحدهما لديه إعاقة بنسبة 90٪. كما يتذكر أنه خلال فترة الحبس الأولى، عندما حوصر 50000 شخص، توفي شخص واحد بالفعل بسبب عدم تمكنه من الوصول إلى خدمة غسيل الكلى”.

ودعا العلمي، في حديثه لـ”إلكونفيدوسيال ديجيتال”،  إلى “استقالة السفير الإسباني في المغرب ريكاردو دييز هوشلايتنر الذي يتهمه بإهمال معاناة المحاصرين”، منددا بـ”عدم الاستجابة لشكاواهم، في مارس 2020 وإلى حدود الآن، من قبل وزيرة الخارجية، أرانشا غونزاليس لايا”.

جمود علاقات إسبانيا والمغرب جزء من المشكل

ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن “الوضع الحالي للمواطنين الإسبان يعزى إلى العلاقة السيئة بين إسبانيا والمغرب، إذ يقول محمد العلمي أن “الحكومتين تلومان بعضهما البعض على عدم وجود حل، مما تسبب في مزيد من الارتباك دون معرفة من يكذب”، في حين أن “المصادر الدبلوماسية التي تواصلت معها الصحيفة تؤكد أن الحكومة المغربية تساعد في حل المشكلة”.

وقدّرت المصادر الدبلوماسية في حديثها لـ”إلكونفيدوسيال ديجيتال”، أن “حوالي 5000 شخص قد عادوا بالفعل. منذ الإغلاق ، وصلت إلى إسبانيا خمس عبّارات تحمل ما بين 750 و 800 راكب وأربع رحلات تقل حوالي 350 راكبا”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

1000
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x