لماذا وإلى أين ؟

هل تساهم موازين في إخماد المقاطعة أم في تأجيج الإحساس بالحكرة؟

“آش خاصك ألعريان.. موازين أمولاي”، شعار يتكاثر ترديده في العديد من الاحتجاجات الاجتماعية عند اقتراب كل موعد لتنظيم دورة جديدة من أكبر مهرجان فني بالمغرب “موازين”، لكون أصحاب هذا الشعار يعتبرون ما يصرف من أموال في تنظيمه “هدرا للمال العام وأن هناك فئات وقطاعات أخرى أولى به”.

بالمقابل يكثر الحديث في بعض الفضاءات العامة بين فئات عمرية مختلفة ومدن متنوعة حول هذه التظاهرة الفنية، ووضع برنامج لحضورها والتخطيط للحفلات والمنصات التي سيترددون عليها، لكونهم يعتبرونها فرصة لـ”الترويح عن النفس والاستمتاع بوصلات فنية تساعدهم على الخروج من روتين وضغط الحياة اليومية”.

لكن دورة موازين لهذه السنة، سيكون لها طابع خاص، لكونها تأتي في سياق أكبر حملة مقاطعة لمنتجات استهلاكية في تاريخ المغرب، احتجاجا على ما اعتبره المقاطعون “اقتصاد الريع والإحتكار والإرتفاع غير المعقول في الأسعار”، مما سيجعل هذه التظاهرة الفنية على المحك، وفي امتحان صعب بين النجاح في التخفيف من الاحتقان الحاصل بفعل حملة المقاطعة أو صب الزيت على نارها وتأجيجها أكثر.

في هذا السياق يقول الباحث والأكاديمي إدريس الكنبوري، “أتوقع أن موازين سيعرف حملة مقاطعة ونوعا من التراجع والخفوت في الإقبال عليه، خاصة وأن الرأي العام بدأ يتوجه من خلال حملة مقاطعة البضائع إلى الإعتقاد أكثر أن هناك نوع من التبذير للمال العام وموازين بالنسبة لهذا الرأي العام نموذج للتبذير الذي يقع في المالية العامة”.

وأضاف الكنبوري في تصريح لـ”آشكاين” أنه إذا لم تكن هناك حملة مضادة، فعلى الأقل سيعرف مهرجان موازين نوعا من التراجع الكبير في الإقبال عليه”، معتبرا أنه “اليوم في المغرب، ومع شبكات التواصل الاجتماعي، وحملة مقاطعة منتجات استهلاكية، تبين أن الرأي العام ضاغط، ومستعد للذهاب إلى أبعد من ذلك”.

من جهته، يقول الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي، “كانت هناك دعوات كبيرة جدا تنتقد موازين وتعارضه، ومع ذلك حافظ هذا المهرجان على الكم الهائل من زبنائه، وموازين ليس نشاطا استهلاكيا حتى تؤثر عليه المقاطعة”.

وأضاف الشرقاوي في تصريح لـ”آشكاين”، “المؤكد أن الطريقة التي يتم الإعداد بها لموازين والفضاءات التي تقام بها أنشطته وطبيعة الحضور، تجعله محصنا ضد الفشل، لأن عددا من الناس لا يحضرون سهرات هذا المهرجان لكونه خيارا سياسيا أو لاعتباره دعما لتوجه من التوجهات، ولكن لطابعها الفلكلوري والفني وللاستمتاع”.

“موازين يقام في فضاء واقعي على منصات في الرباط”، يقول الشرقاوي ويضيف “والمقاطعة فضاؤها الفايسبوك والعالم الافتراضي، ولها بعد وطني، ويمكن للمقاطعة أن تعطي نوعا من الضربات لموازين بالنظر إلى الشعارات التي ترفعها حول الاستهلاك والحكامة، ولكن لا أظن أنها ستؤثر على فشل موازين ولا أظن أن هذا الأخير سيكون له تأثير في تهذيب أو تخفيف منسوب المقاطعة”.

ويرى ذات المتحدث أن “الداعون لممارسة سلوكات احتجاجية عادة مكيكنوش مبليين بهذا النوع من الحفلات والأنشطة، والتي لها زبناؤها الكبار الذين رغم تضررهم من الأوضاع الاجتماعية يمكنهم أن يذهبوا للترويح عن نفوسهم في مثل هذه الحفلات”.

فهل ستخلُق حملة المقاطعة الحدث، وتطال تداعياتها أكبر التظاهرات الفنية في المغرب،  أم لا؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x