لماذا وإلى أين ؟

الإغلاق الليلي يعرض حياة آلاف المرضى لموت محقق

تشهد مراكز تحاقن الدم في ربوع جهات المملكة تراجعا حادا في مخزون الدم، مما يُعرض حياة آلاف المرضى للخطر، خاصة في ظل أيام شهر رمضان المبارك واستمرار قرار حظر التنقل الليلي؛ إذ يكشف المختصين أنه لا يمكنهم استقبال الراغبين في التبرع نهارا، لأن في هذا الأمر خطر على صحتهم، في حين أن المتبرعين لا يمكنهم التنقل ليلا بسبب حالة الطوارئ الصحية وحظر التجوال المفروض من طرف السلطات.

وفي هذا الإطار، أكدت أمال دريد، مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة الدار البيضاء سطات، أن “هناك نقص هائل في مخزون الدم، خاصة أنه في شهر رمضان لا يمكن أخذ الدم من المتبرع نهارا خوافا عليه من الضغط الدموي، وبالتالي تتم العملية ما بعد فترة الإفطار” مشيرة إلى أن “الإغلاق الليلي أثر سلبيا على مخزون الدم، إذ منذ اليوم الأول من رمضان لحدود هذا اليوم أتى فقط خمسة متبرعين”.

وزادت دريد، في حديثها مع “آشكاين” أنه “في السنة المنصرمة كانت هناك التراخيص الاستثنائية تكفل للمتبرعين الحضور إلى المراكز الخاصة بالتبرع، هذه السنة هناك حظر للتجول الليلي ونحن لا يمكننا أخذ الدم إلا ليلا، والمصدر الوحيد للدم هو الإنسان، فإن غاب المتبرعين، سيتسبب الأمر في مضاعفة الخطر لعدد كبير من المرضى”.

بحاجة لـ600 كيس دم يوميا

“هنا في المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة الدار البيضاء نحتاج لـ600 كيس دم يوميا لكي نقوى على سداد حاجيات كافة المحتاجين للدم” تؤكدة دريد موضحة “لأننا أكبر جهة على الصعيد الوطني، ولنا 610 من المراكز الصحية بين الخاص والعام، بالإضافة إلى مستشفى جامعي، مما يعني أن الاستهلاك مستمر ومتواصل”.

وأردفت المتحدثة ذاتها، أنه “إن استمر الإغلاق الليلي فعليا سنقع في أزمة المخزون، وهناك العديد من الأطفال المرضى بسرطان الدم، ومرضى غسيل الكلي وغيرهم من الحالات، فضلا عن الحالات المستعجلة الناتجة عن تزايد حوادث السير بالجهة” مشيرة أنه “على خلفية الاستراتيجية التي قمنا باعتمادنا ما قبل رمضان، استطعنا مسايرة العشرة الأيام الأولى من الحاجيات للدم، والآن لم يتبقى لنا إلى ما يكفي لمدة 48 ساعة فقط”.

دعوة للتبرع بالدم

“إن المدن الكبرى في المملكة من قبيل الدار البيضاء، الرباط، طنجة، مراكش تكون بحاجة إلى مخزون متزايد من الدم، أكثر من غيرها من المدن، لأن الساكنة أكبر والحاجيات للدم أكثر” تزيد دريد في السياق ذاته مؤكدة أنه “في ظل الاستمرار الحالي للإغلاق الليلي، نوجه النداء لكافة المتوفرين على إمكانية الخروج بعد الإفطار إلى التبرع بالدم، من قبيل رجال الأمن وأعضاء وزارة الصحة من أطباء وممرضين وتقنيين، وغيرهم”.

“قمنا بتعاون مع عدد من جمعيات المجتمع المدني بالعمل على وحدات متنقلة ثابتة في مناطق متعددة من الجهة، لتقريب مراكز التبرع من باقي المواطنين” تمضي دريد في سياق حديثها مع “آشكاين” مبرزة أن على “المركز الوطني لتحاقن الدم المتواجد في مدينة الرباط التنسيق مع باقي المراكز الجهوية، من أجل التعاون بين جهات المملكة في توفير الدم، كما ندعوه للتواصل مع وزارة الصحة ووزارة الداخلية من أجل إيجاد حل لأزمة الدم”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x