2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بلوان يُعدد دلالات استدعاء المغرب للسفير الإسباني

قالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن المغرب يأسف لموقف إسبانيا التي تستضيف على ترابها المدعو إبراهيم غالي، زعيم ميليشيات “البوليساريو” الانفصالية، المتهم بارتكاب جرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وأكدت الخارجية في بلاغ لها، صباح اليوم الأحد 25 أبريل الجاري، أن المغرب استدعى السفير الإسباني بالرباط إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لإبلاغه بهذا الموقف وطلب التفسيرات اللازمة بشأن موقف حكومته.
وفي هذا الصدد، أوضح حسن بلوان، متخصص في العلاقات الدولية والصحراء المغربية، بأن “العلاقات المغربية الاسبانية تعيش أدنى مستوياتها منذ سنوات، بحكم حجم القضايا الخلافية وتباين وجهات النظر في مجموعة من القضايا وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية”، مشيرا أن “العلاقات زادت تعقيدا منذ معارضة إسبانيا للاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، مما أثار حفيظة المغرب، بلغت إلى حد تأجيل اللجنة العليا المشتركة لمرات عديدة”.
“لكن أن تستقبل إسبانيا المدعو ابراهيم غالي زعيم عصابة الانفصاليين على أراضيها للعلاج، فهذا يطرح أكثر من علامة استفهام حول النوايا الاسبانية اتجاه قضية المغرب والمغاربة المرتبطة بالوحدة الترابية” يزيد بلوان في حديثه مع “آشكاين” مردفا “أن تحجج إسبانيا بالدواعي الإنسانية لاستقبال زعيم انفصالي يضرب مصداقية الجارة الشمالية ويزيحها عن الحياد الذي تدعيه في ملف الصحراء، كما يضرب في سمعة القضاء الإسباني الذي لم يحرك دعاوي المتابعة التي تقدم بها مجموعة من الأشخاص والهيئات ضد المدعو ابراهيم غالي في قضايا إرهاب وتعذيب واختطاف وانتهاك للحريات”.
وأكد بلوان في السياق ذاته، أن “رد فعل وزارة الخارجية المغربية جاء ليضع النقط على الحروف، وصل حد استدعاء السفير الإسباني للتعبير عن أسف المغرب وإحباطه من الإجراءات الإسبانية التي تصب في مصلحة خصوم المغرب إن لم تكن في تنسيق تام معهم”.
“فالمغرب يحاول أن يذكر -بلهجة شديدة- الجارة الشرقية بأن الشراكة الاستراتيجية والتعاون الشامل وحسن الجوار لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون على حساب قضية الصحراء والسيادة المغربية” يضيف بلوان مشيرا “خصوصا مع دينامية وجهود دولية تسعى لحل هذا الملف المفتعل، ولا زالت إسبانيا تتعامل بالغموص والتلكؤ، فظاهريا تزعم أنها مع الشرعية الأممية، وتنسق في الخفاء مع الجزائر والجبهة الانفصالية، وصلت حد استقبال زعيم الانفصال دون إخبار أو تنسيق مع المغرب”.
وختم بلوان حديثه مع “آشكاين” مؤكدا أن “موقف وبيان وزارة الخارجية المغربية اليوم يشكل دعوة صريحة ومباشرة من أجل تحريك الدعوى القضائية ضد زعيم الانفصاليين الذي يقدم نفسه رئيسا لدولة مزعومة ويدخل إلى إسبانيا بهوية مزورة كما يتسلل الإرهابيون والمجرمون، مما يسائل مصداقية جميع المؤسسات الإسبانية الأمنية والسياسية والقضائية”.