لماذا وإلى أين ؟

هل يستعمل المغرب ورقة الهجرة كرد على استقبال إسبانيا زعيم البوليساريو؟ .. الكريني يجيب

أثارت المشاهد الصادمة لعشارت الشبان المغاربة “النازحين” من الفنيدق عبر أمواج المتلاطمة إلى الضفة الشمالية نهاية الأسبوع المنصرم، موجة تساؤلات عن سبب إقدامهم على المغامرة بأرواحهم من جهة، ومن جهة أخرى ربط هذا الأمر بوضع العلاقات المغربية الإسبانية المغربية وعلاقته بالتوتر الحاصل بينهما.

وفتح هذا المشهد الذي وثقته فيديوهات متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، وكاميرات المنابر الإسبانية على سواحل سبتة، التساؤلات عن العلاقة بين هذا الهروب الجماعي، وبين استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي على أراضيها، وما إن كان هذا الأمر رد من المغرب على سلوك إسبانيا من خلال استعمال ورقة الهجرة؟”.

الأمور قد لا تكون في مستوى الإنتظارات

وفي في هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بمراكش ومدير مختبر الدراسات الدولية حول تدبير الأزمات بالقاضي عياض، إدريس لكريني، أن  “المغرب منخرط بشكل تام في الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الهجرة السرية كما هو الشأن لمجموعة من المخاطر والتهديدات العابرة للحدود، سواء تعلق الأمر بمشكل الإرهاب أو الجريمة المنظمة”.

ويرى لكريني أن “هذه الأمور إذا لم تكن مبنية على قدر من التعاون، في إطار جماعي والتنسيق بين دول الضفتين، المغرب من جهة وإسبانيا باعتبارها إحدى الدول المعنية بالهجرة السرية، فأعتقد أن الأمور لن تكون في مستوى الانتظارات”.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية نفسه،  إلى أن “الهجرة السرية بشكل عام تثير ثلاث نقط أساسية كبيرة، أولها أن دول الضفة الشمالية بما فيها إسبانيا تحاول أن ترمي الكرة إلى دول الجنوب بما  فيها المغرب، وتريد أن تجعل من هذه الدول شرطي مرور، وهذا الأمر عبر المغرب عن رفضه مرارا وتكرارا بصورة رسمية في الخطب الملكية أو في تصاريح المسؤولين المغاربة، الذين أعربوا عن الرفض التام لأية مقاربة من هذا النوع من طرف الدول الشمالية للمتوسط  لقضايا الهجرة السرية”.

من ناحية أخرى، يضيف لكريني “نلاحظ أن دول الضفة الشمالية بدا لديهم ارتباك كبير في ما يتعلق بالتعاطي مع مشكل الهجرة السرية، وهو ما يظهر من خلال تباين الرؤى لدى الدول الأوربية، وفي نفس الوقت هناك مبالغة كبيرة في استحضار الجوانب الأمنية في التعامل مع الظاهرة بصورة أمنية على حساب المعاناة الإنسانية، ما جعل الظاهرة تستمر في التزايد، وخلف الكثير من الكوارث الإنسانية مع سقوط عدد من الضحايا من الذين يموتون عرض البحر”.

جهود مغربية كبيرة

“وأعتقد أن المغرب في السنوات الأخيرة بذل جهودا كبيرة في السنوات الأخيرة، من خلال جدية تامة في التعامل  مع قضايا الهجرة السرية، بحيث أن كثيرا من الأفارقة الذين وصلوا إلى المغرب، وصلوا على أمل الالتحاق بالضفة الشمالية، ولكن المغرب استقبل هؤلاء الضيوف وقام بتسوية قانونية لعدد كبير منهم وجهود كبيرة لاحتضانهم والحد من الهجرة السرية إلى أوروبا”. يسترسل مدير مختبر الدراسات الدولية حول تدبير الأزمات بالقاضي عياض في حديثه لـ”آشكاين”.

وأضاف لكريني، أن “المغرب يسعى إلى إرساء تعامل بناء مع الهجرة، لأن الملاحظة الثالثة، هي أن معالجة أو وقف الهجرة لا تقتضي المبالغة في استحضار الحواجز الأمنية وتشديد المراقبة على الحدود، أو سن القوانين الصارمة، أو طرد أو اعتراض المهاجرين وغيرها، ولكن الأمر يقتضي مقاربة شمولية طالما دعا المغرب إليها، تقوم على مساعدة دول المصدرة للهجرة من خلال تعزيز الاستثمارات وتدبير الأزمات بصورة تكفل التعاطي الإنساني مع الظاهرة”.

علاقة الهجرة الجماعية الأخيرة باستقبال غالي

واستبعد المتحدث نفسه أن “يكون المغرب قد خفض من مراقبته على حدوده البحرية عن قد كرد على استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو”، معتبرا أن ما حدث خلال نهاية الأسبوع من هجرة جماعية، فيه “إشارة إلى أن إسبانيا في حاجة إلى إرساء علاقات ودية، ومبنية فعلا على تبادل المصالح على اعتبار أن هناك الكثير من المصالح المشتركة بين البلدين، والكثير من الملفات التي تقتضي التضامن والتعاون الحقيقي، سواء في قضايا الإرهاب في المنطقة أو الجريمة المنظمة أو غيرها من الإشكالات، وبحكم الجوار وأن إسبانيا تعد شريكا اقتصاديا استراتيجيا للمغرب، وبحكم وجود جالية كبيرة مقيمة في إسبانيا، علاوة على وجود كثير من الاتفاقيات بين الجانبين”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
يوسف.ق
المعلق(ة)
27 أبريل 2021 07:55

الأمر بسيط بدون تحليل بيزنطيسريالي : أرض فلاحية مزروعة معتنى مخضرة بلا أشواك! وبجانبها أرض قاحلة بها نباتات ضارة! إذا انتقلت الماشية من الأرض الثانية الى الأولى هل سنوجه اللوم لصاحب الأولى لأنه رعى أرضه ! إنه العبث أن نحلل الأمور بهكذا منطق ونسقط اللوم على أصحاب الأراضي الخصبة. وقس ذلك على جنوب الصحراء. إنه لا يصح إلا الصحيح والجد !

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x